موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٥ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٩
البابا يعين ثلاثة عشر كردينالا جديدا

الفاتيكان نيوز :

ترأس البابا فرنسيس عصر السبت كونسيستوارا عادياً عيّن خلاله ثلاثة عشر كردينالا جديدا كان قد أعلن عن أسمائهم في أعقاب تلاوته صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد الموافق الأول من أيلول الماضي.

وتوقف البابا فرنسيس في كلمته عند رأفة الرب يسوع (را. مرقس 6)، ولفت إلى أن الرأفة هي أساسية في الإنجيل وهي مخطوطة في قلب المسيح وفي قلب الله منذ الأزل. وأضاف أننا نرى في الإنجيل الرب يسوع تحركه الرأفة تجاه الأشخاص المتألمين في أكثر من مناسبة، وكلما قرأنا صفحات الكتاب المقدس يتضح لنا أن هذه الرأفة ليست حدثاً عرضيًا، بل هي تعبير عن موقف قلبه الذي تجسدت فيه رحمة الله. والقديس مرقس يقدم لنا صورة عن الرب يجول في الجليل يبشر بالملكوت ويطرد الشياطين، وقد حركته الرأفة تجاه الأبرص فمد يده ولمسه وشفاه من مرضه. وظهر في هذا العمل المسيح مخلّص الإنسان، وقد جسد مشيئة الله في أن يطهّر الإنسان المصاب ببرص الخطية. إنه يد الله الممدودة التي تلمس جسدنا المريض وتقوم بالشفاء.

بعدها ذكّر البابا بأن الرب راح يبحث عن الأشخاص المقصيين والمهمشين ومن فقدوا الرجاء، شأن الرجل المخلّع منذ ثمانية وثلاثين عاماً المطروح إلى جانب بركة "بيت ذاتا" منتظراً بدون جدوى أن يُنزله أحد ما في المياه. وأضاف أن هذا الرأفة ليس وليدة ساعتها لأنها مطبوعة في قلب الآب منذ البدء، وهذا ما نراه في خطاب الرب إلى موسى قائلا له إنه نظر إلى معاناة شعبه في مصر. هذا ثم لفت البابا إلى أن محبة الله لشعبه مفعمة بالرأفة فصار كل ما هو إلهي رؤوفاً، فيما يبدو أن كل ما هو إنساني أصبح وللأسف بعيداً كل البعد عن الرأفة.

وتوقف فرنسيس في عظته عند تلامذة يسوع الذين أظهروا غالباً أنهم يفتقرون إلى الرأفة، مثلا إزاء مشكلة الحشود الجائعة التي تحتاج إلى الطعام. وكأنهم يريدون أن يقولوا لهؤلاء الناس "تدبروا أمركم". وأضاف أن هذا الموقف شائع جداً وسط البشر، حتى بين الأشخاص المتدينين والقيمين على العبادة لافتا إلى أن المهام التي نقوم بها ليست كافية لتجعلنا رؤوفين. وهذا ما يُظهره جلياً مثل السامري الصالح، عندما ترك الكاهن واللاوي الرجلَ مطروحاً على جانب الطريق ولم يحركا ساكنا لمساعدته. وقال البابا إن هذين الرجلين قالا بداخلهما "ليست مسؤوليتي"، وهذا يعني أن الإنسان يبحث دائماً عن المبررات، التي تتخذ أحياناً طابعاً مؤسساتياً شأن إقصاء البُرص. ومن هذا المنطلق، تابع البابا يقول، يتعين على الإنسان أن يتساءل ما إذا كان الله قد مارس الرأفة تجاهه.

وقال إنه يتوجه بنوع خاص إلى الكرادلة الجدد وسألهم ما إذا كانت هذه الرأفة حية بداخلهم؟ ما إذا كان الله قد رافقهم برحمته؟ وذكّر بأن هذا الإدراك ميّز قلب مريم الطاهر التي سبحت الله مخلصها، والذي نظر إلى تواضع أمته. وشاء فرنسيس أن يتوقف عند الفصل السادس عشر من سفر النبي حزقيال الذي يتحدث عن قصة محبة الله حيال أورشليم ويقول "وأقيم عهدي معكِ فتعلمين أني أنا الرب، لكي تذكري فتخزي ولا تفتحي فمك بعد اليوم بسبب خجلك، حين أغفر لك جميع ما فعلت، يقول السيد الرب".

وعاد البابا ليسأل ما إذا كان حياً لدينا إدراكُ رأفة الله تجاهنا. ولفت إلى أن الأمر ليس اختيارياً وليس مجرد "مشورة إنجيلية"، إنه متطلب أساسي. لأن الإنسان إن لم يشعر برأفة الله تجاهه لا يفهم محبته. وإن لم يشعر بهذه الرأفة كيف يمكن أن ينقلها إلى الآخرين ويشهد لها؟ وتوجه البابا مباشرة إلى الكرادلة الجدد قائلا إنه على هذا الإدراك تعتمد القدرة على الأمانة للخدمة. وذكّر بجهوزية الكاردينال واستعداده ليقدم دماءه، وهذا ما يرمز إليه الثوب الأحمر، وهذا الأمر يرتكز إلى الإدراك بأننا نلنا الرأفة وبأننا قادرون على منحها للآخرين. وإلا لا يستطيع الكاردينال أن يكون أميناً، وذكّر بأن التصرفات السيئة لرجال الكنيسة تعود إلى فقدان الشعور بالرأفة التي نلناها، والاعتياد على النظر في الاتجاه الآخر، وعيش اللامبالاة. في ختام عظته سأل البابا فرنسيس الله القدير أن يمنحنا قلباً رؤوفاً لنكون شهوداً لمن نظر إلينا برأفة، واختارنا، كما كرسنا وأرسلنا لنحمل إلى الجميع إنجيل الخلاص.

الكاردلة الجدد هم:
ميغيل أنخيل ايوسو غيكسو، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان،
جوزيه تولنتينو ميندونشا، المسؤول عن أرشيف ومكتبة الكنيسة الرومانية المقدسة،
اغناطيوس سوهاريو هارجواتموديخو، رئيس أساقفة جاكارتا،
خوان دي لا كاريتاد غارسيا رودريغيز، رئيس أساقفة سان كريستوبال في هافانا
فريدولين امبونغو بيسونغو، رئيس أساقفة كينشاسا،
جان كلود هوليريخ، رئيس أساقفة لكسمبروغ،
ألفارو راماتسيني، رئيس أساقفة أبرشية هويهويتينامغو في غواتيمالا
ماتيو تسوبي، رئيس أساقفة بولونيا في إيطاليا،
كريستوبال لوبيز روميرو، رئيس أساقفة الرباط في المغرب،
مايكل تشيرني، من الدائرة الفاتيكانية للتنمية البشرية المتكاملة،

ويضاف إلى مجمع الكرادلة كل من:
المطران Michael Louis Fitzgerald،
رئيس الأساقفة Sigitas Tamkevičius،
والمطران Eugenio Dal Corso.