موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٥ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٤
البابا يسعى إلى نقاش "صادق ومنفتح" حول قضايا العائلة

الفاتيكان - أ ف ب :

دعا البابا فرنسيس اليوم الأحد في الفاتيكان أساقفة العالم أجمع إلى أسبوعين من المناقشات التي يريد أن تكون "منفتحة"، حول رد الكنيسة على تحديات العائلة التي تسبب انقساماً كبيراً بينهم. وصلى عشرات الآلاف من الكاثوليك بينهم عائلات مع أطفالها مساء السبت في ساحة القديس بطرس مع البابا الأرجنتيني من أجل نجاح هذا السينودس، وهم يمسكون آلاف الشموع التي اضيئت.

وقال خورغي ماريا برغوليو إن "الزواج هو أيقونة حب الله" وكذلك "عمل يدوي تصنعونه بأيديكم"، مشيداً بمفهوم العائلة التقليدية التي قال أنها "مدرسة لا مثيل لها في البشرية". وطلب من الأساقفة والكرادلة أن يتقنوا "الإصغاء" ويتفهموا الوقائع الجديدة اليوم.

وقال إن ثلاثة أمور مطلوبة من المشاركين من أجل تحقيق نتائج إيجابية في السينودس الذي يمكن أن يفتح الطريق "لتجديد على طريقة القديس فرنسيس، للكنيسة والمجتمع". والأمور الثلاثة هي "نعمة الاصغاء، والاستعداد لمواجهة جدية ومنفتحة وأخوية" والرغبة في "التفكير دائماً بيسوع المسيح".

ويشكل هذا "السينودس الاستثنائي" الذي سيستمر حتى 19 تشرين الأول، الاختبار الدقيق الأول للبابا فرنسيس الذي يصر على عقد هذا اللقاء. ومنذ انتخابه في آذار 2013، تحدث البابا فرنسيس عن "الجروح" التي تسببها انقسامات العائلات. وشبه وضع الكنيسة بمستشفى ميداني.

وقال إن "الجروح يجب أن تعالج برأفة، فالكنيسة أم" وليست "مكتباً للجمارك" يتحقق بفتور في مدى تطبيق القواعد، ملمحاً بذلك إلى العديد من المطلقين أو يعيشون معاً خارج اطار الزواج والامهات العازبات.

لكن هذه المسائل لا تلقى اجماعاً بين الاساقفة. وتثير مسألة المطلقين الذين يتزوجون من جديد أكبر الانقسامات.

وكان البابا فرنسيس احتفل في 14 أيلول بزواج عشرين شاب وشابة كان عدد كبير منهم يعيشون مع بعضهم البعض الآخر من دون زواج. وقد بعث بذلك رسالة واضحة تؤكد حرصه على "الترحيب الودي" بهم أياً يكن الطريق الذي سلكوه.

وتطرق البابا أيضاً إلى الأمهات العازبات والمتروكات وصعوبة الشعور التي يواجهها اطفال هؤلاء النساء والعائلات المعاد تكوينها، بأن الكنيسة تحتضنهم. وستحتل هذه المسائل صدارة المواضيع المطروحة.

لكن الموضوع المركزي هو مكانة إعداد كبيرة من المطلقين الذين تزوجوا من جديد، في إطار الكنيسة. هل يمكن أن يسمح لهم بالمناولة؟ وكيف يسمح لهم بها، مع العلم أنهم بزواجهم الجديد المدني ينتهكون أحد الأسرار السبعة (سر الزواج المقدس).

وقد بدأ "التوتر" خلال الشتاء باستمارة بعثت بها روما إلى جميع الابرشيات. وأراد البابا ألا تكون أي "من الحقائق الجديدة" (المساكنة خارج الزواج والثنائي المثلي مع اطفال، الخ.) محرمة. وكان هذا الموقف جديداً جداً، لكن من دون أن يعني أن الأبرشيات توافق عليه. وكشفت الأجوبة الهوة الكبيرة بين توصيات الكنيسة وتصرفات المؤمنين.

وازدادت حدة التوتر في مجمع الكرادلة الذي عقد في شباط، عندما كلف البابا الكاردينال اللاهوتي الألماني فالتر كاسبر المعروف بانفتاحه على المطلقين الذين تزوجوا من جديد، عرض القضايا التي سيناقشها المجمع.

وشكل كتاب أصدره خمسة كرادلة محافظين يطالبون بألا يتغير شيء حول المطلقين الذين تزوجوا من جديد، نموذجاً للنقاش الجاري. ويقال أن البابا لم يكن مسروراً. ولا يرضي شكل المجمع الجميع أيضاً، لأن المداخلات فيه ستتسم بالانضباط الشديد، ولأن المتزوجين والنساء والعلمانيين هم أقلية فيه.

وسيتحدث مئات الأساقفة وعشرات العلمانيين منهم أقلية من النساء في السينودس الذي سيليه بعد سنة مجمع آخر "عادي" يستطيع البابا أن يستخلص فيه على الأرجح الإصلاحات أو التحولات، لكن ليس قبل 2016. وكان البابا الأرجنتيني تمنى أن يتسم النقاش بالهدوء والوضوح. لكن مناظرات حامية، خصوصاً بين المحافظين والبراغماتيين الأكثر تحرراً، تفسد الأجواء حتى الآن.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس-تي في، قال ياكوفو سكاراموتسي الخبير في شؤون الفاتيكان في تي ام نيوز "ثمة أولئك الذين يتخوفون من أن يؤدي الانفتاح إلى إنهيار بنية العقيدة الكاثوليكية من جهة، ومن جهة أخرى الذين ينتظرون عمليات تجديد كبيرة والذين يمكن أن يصابوا بخيبة الأمل".

وقد تحدث البابا فرنسيس عن "قنابل بالغة الخطورة" تنجم عن الثرثرات في الفاتيكان، مؤكداً أنه "سيسير عكس الرياح". وأضاف أن من المتعذر تخطي خلاف ما "عبر الخداع والضلال" بل عبر "الفطنة والطاعة".