موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٤ فبراير / شباط ٢٠١٣
البابا يترأس رتبة مباركة الرماد في بازيليك القديس بطرس
الفاتيكان – إذاعة الفاتيكان :

ترأس قداسة البابا بندكتس السادس عشر عصر أمس الاربعاء رتبة مباركة الرماد التي تطبع بداية زمن الصوم المبارك. تم الاحتفال الديني في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان بحضور عدد كبير من الكرادلة ورؤساء الأساقفة والأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين القادمين من روما ومختلف أنحاء العالم، الذين شاؤوا المشاركة في آخر احتفال ليتورجي يترأسه البابا راتزنغر قبل تخليه عن خدمته البابوية في الثامن والعشرين من شباط فبراير الجاري.

تخللت الاحتفال الديني عظة للحبر الأعظم استهلها متوجها بالشكر إلى جميع الأشخاص، خاصا بالذكر مؤمني أبرشيته روما مشددا على ضرورة مرافقته بالصلاة، كما كان قد أكد صباح أمس خلال مقابلته العامة مع المؤمنين. وأشار الحبر الأعظم إلى هذا الحشد الغفير من المؤمنين ورعاة الكنيسة المتجمع حول قبر القديس بطرس الذي نسأل شفاعته في هذه الفترة التي تجتازها الكنيسة. ولفت قداسته إلى ضرورة أن نجدد إيماننا بالرب.

بعدها قال البابا إن أشخاصا كثيرين في عالم اليوم يعبرون عن سخطهم إزاء أوضاع الظلم وغياب العدالة، لكن قليلين هم الأشخاص المستعدون إلى وضع قلبهم وضميرهم ونواياهم في تصرف الله القادر على تبديل الإنسان ودفعه صوب الارتداد والتوبة. ثم أشار البابا إلى ضرورة أن يفكر الأفراد والجماعات في أهمية الشهادة للإيمان والحياة المسيحية كي يتألق وجه الكنيسة.

وتابع قداسته يقول: أفكر بنوع خاص في انعدام وحدة الكنيسة، والانقسامات التي يعاني منها أتباع المسيح وأكد أن عيش زمن الصوم في علاقة شركة وطيدة وظاهرة هي علامة متواضعة وثمينة لجميع الأشخاص البعيدين عن الإيمان أو غير المبالين به. هذا ثم توقف البابا عند التضحية التي قدمها السيد المسيح على الصليب، والذي حمل على كتفيه خطايا العالم كله، مؤكدا أن المصالحة مع الله ـ التي قُدمت للإنسان ـ كان ثمنها باهظا جدا، ألا وهو ثمن الصليب الذي ارتفع فوق الجلجلة، وعُلق عليه ابن الله المتأنس.

وأكد بندكتس السادس عشر أن العودة إلى الله من خلال توبة القلب أثناء مسيرة زمن الصوم هذا تمر عبر الصليب وإتباع المسيح على الدرب المؤدية إلى الجلجلة، إلى بذل ذاته بالكامل.

ولفت الحبر الأعظم إلى أن شهادتنا المسيحية تكون فاعلة عندما لا نبحث عن مجدنا الشخصي، وعندما ندرك أن الله يكافئ الأشخاص بالعدل، وأن مكافأتنا تكمن أيضا في أن نكون متحدين معه خلال مسيرتنا الإيمانية وفي نهاية حياتنا الأرضية عندما سننعم بالسلام والنور المنبعثين من اللقاء معه وجها لوجه والبقاء إلى جانبه إلى الأبد.