أعلن الفاتيكان، اليوم الجمعة، أن الكاردينال الفرنسي جان لويس توران، رجل الحوار الكاثوليكي الإسلامي، والرجل الذي أعلن انتخاب البابا فرنسيس للعالم، قد انتقل إلى الديار السماوية في الولايات المتحدة عن عمر 75 عامًا، بعد معاناته من مرض باركنسون.

وأبرق البابا فرنسيس معزيًا إلى أخت الكاردينال جنفيف ديبرت، واصفًا الفقيد بأنه "أبرز حياة الكنيسة العالمية بعمق"، وبأنه "مستشار تم الاستماع له وتقديره" خاصة في العالم الإسلامي. وقال في برقيته: "أملك ذكريات جميلة عنه، فلديه إيمان عميق، وخدم بشجاعة كنيسة المسيح حتى النهاية، رغم حمل المرض".

وبصفته الأكبر سنًا في مجمع الكرادلة، فقد أعلن توران عن انتخاب البابا فرنسيس، في آذار 2013. فيما عينّه الحبر الأعظم فيما بعد "كاميرلنغ" الكنيسة الرومانية المقدسة، وهو دور رمزي مهم لضمان الانتقال بين بابوين.

وقضى الكاردينال توران معظم وقته في مسألة العلاقات الكاثوليكية الإسلامية، وكان مشاركًا نشطًا في الاستعدادات لزيارة البابا فرنسيس إلى مصر العام الماضي. وحول موضوع الحوار مع الإسلام، فقد صرّح بأنه من "الجيد أننا نتحدث" فيما بيننا، لكنه اعترف أن دبلوماسيته غالبًا ما كانت تتناول الحوار مع القادة بدلاً من المؤمنين العاديين.

ومكث الراحل معظم حياته في الفاتيكان بعد سيامته الكهنوتية في بوردو، جنوب غرب فرنسا، عام 1969. وهو دبلوماسي متمرس، حيث ترأس أمانة دولة حاضرة الفاتيكان في عام 1990، وعمل كأمين سر للعلاقات مع الدول (وزير خارجية) خلال حبرية البابا يوحنا بولس الثاني، لمدة 13 عامًا. كما شغل مناصب سفير الكرسي الرسولي، لاسيما في لبنان.