موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ١٦ فبراير / شباط ٢٠١٣
البابا والعرب

د. موسـى الكيلاني :

عن الرأي الأردنية

ذكرت الانباء هذا الاسبوع ان بابا الفاتيكان يعتزم يوم 28 / 2/ 2013 التخلي عن مركزه كرئيس دولة وكخليفة للقديس بطرس.

قد لا يعلم البعض ان البابا الحالي بنديكتوس السادس عشر يحمل الجنسية الفلسطينية منذ ان منحه الرئيس محمود عباس جواز سفر بيت لحم فاصبح مواطن شرف للمدينة منذ 3/ 12/ 2005.

وقد لا يعرف البعض ان مطالبة الفاتيكان باقامة الدولة الفلسطينية اثارت ضد البابا الاعلام الصهيوني عالميا والصحافة الاسرائيلية محليا.
وقد كان هو من اوائل من تعاطف مع المسلمين في شجب الاساءة للرسول صلى الله عليه وسلم كما رسمته صحيفة « جيلي –لاند-بوستن الدانماركية في الكارتون يوم 20/ 2/ 2006.

وقد كان للفاتيكان صوت مجلجل في شجب العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006 وتعبئة الراي العام العالمي ضد الغطرسة الاسرائيلية الى درجة ان قيادات حزب الله قدمت الشكر لاحقا للبابا.

ولكن لماذا اعتبرت مؤسسة الازهر الشريف قبل ايام تنحي البابا عن قيادة الفاتيكان خطوة ايجابية قد تساعد في استئناف الحوار الاسلامي المسيحي والذي سبق ان قرر العلماء الاجلاء تجميده إثر ما نشرته وسائل الاعلام يوم 11/ 9 /2006 عن محاضرة القاها البابا نفسه في جامعة ريجنتسبيرغ الالمانية واشار بها الى ما قاله الامبراطور البيزنطي مانويل الثاني عام 1453 في القسطنطينية، وجيوش العثمانيين تحاصره، إن الرسول الكريم قد جاء بالاسلام وانه "دين يبيح العنف والسيف" ويهدد امبراطورية دامت خمسة عشر قرناً.

وقد ارسل علماء السنة والشيعة برقيات استنكار وشجب لما نقلته وسائل الاعلام مما جعل البابا يصدر توضيحا بأن ما نُشِرَ ليس صحيحا ومن الخطأ نسبته الى وريث الكرسي الرسولي، وان ما تم هو استشهاده كمحاضر باقوال امبراطورٍ مرعوبٍ جَزِعٍ تحاصر عاصمته جيوش المسلمين قبل مئات السنين.

وقد اوضح في تبرير ما نشرته وسائل الاعلام ان استشهاده بالاية القرانية "لا إكراه في الدين" قد وردت في العهد المكي كما وردت في العهد المدني مما يوضح سماحة الدين الذي لا يقر فرض الدين بالقوة.

وبالرغم من ردود الفعل الغاضبة لدى الشعوب الاسلامية على البابا، حيث قام صوماليون بذبح احدى الراهبات الكاثوليكيات، كما قام فلسطينيون بمهاجمة كنيستين بعد ذلك بايام، الا ان حاضرة الفاتيكان التزمت التروي والتعقل، ودعت 88 عالما وشخصية مسلمة الى روما لإثراء الحوار بين الاديان، ولنبذ مفاهيم التخندق الايديولجي وللتركيز على ايجاد استراتيجية مشتركة لمواجهة اعداء الاديان من دهاقنة الفلسفة الليبيرالية التي تغرس في عقول الناشئة الفكر العلماني وتُشَكِـل في الجامعات الاكاديمية حاضنة للمبادئ الالحادية والتي نجحت في غزو اوروبا وامريكا، وتحاول الان افتراس الشعوب العربية والاسيوية والافريقية.

وقد استمع بابا الفاتيكان لدى زيارته الى الاردن يوم 9/10/2009 آراء عديدة من اساقفة كاثوليك ومن علماء مسلمين اوضحوا فيها الصورة الوضاءة للإسلام المتسامح، الذي يقبل الديانات السماوية كلها، ويوجب منح لكل إنسان مهما كان معتقده كل صفات التكريم والكرامة.

وما احوجنا كعرب ان ينجح البابا الجديد باستئناف الحوار معنا؟؟؟