موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٦ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
البابا: نحن في حاجة إلى قلب يرى وأيادٍ تعمل كي تكون أعمال المحبة مثمرة دائمًا

فاتيكان نيوز :

 

استقبل البابا فرنسيس، يوم الجمعة الموافق 25 أيلول 2020، وفدًا من Circolo San Pietro، وهي رابطة من المؤمنين تعتني بالفقراء والمعوزين في العاصمة الإيطاليّة روما، والتي أسسها البابا الطوباوي بيوس التاسع سنة 1869.

 

انطلق البابا في كلمته من شعار الرابطة وهو "الصلاة، العمل، التضحية" والتي هي المبادئ الثلاثة التي يقوم عليها عمل الرابطة وأعضائها. وأشار إلى أنه تحدث خلال لقائه وفد الرابطة السنة الماضية عن الصلاة، أما اليوم فيرغب في التطرق إلى العمل. وأشار أن وباء كوفيد 19 وضرورة التباعد بين الأشخاص قد أجبرا أعضاء الرابطة على إعادة التفكير في طرق ملموسة للقيام بأعمال المحبة التي يقومون بها عادة لصالح الفقراء في روما.

 

وأوضح قداسته أنه أصبحت هناك اليوم ضرورة الإجابة على احتياجات عائلات كثيرة وجدت نفسها بين يوم وآخر في ضائقة اقتصادية، وستزداد أعداد هذه العائلات لأن تبعات الوباء ستكون رهيبة. وأكد أنه لا يمكن الرد على وضع استثنائي بإجابة تقليدية، بل هناك حاجة إلى رد فعل جديد ومختلف، ولعمل هذا فمن الضروري التحلي بقلب قادر على رؤية جراح المجتمع، وبأيادٍ مبدعة في المحبة الفاعلة، قلب يرى وأيادٍ تعمل، وذلك كي تكون أعمال المحبة مثمرة دائمًا.

 

وتوقف عند الحاجة إلى التعرف على أشكال الفقر الجديدة في مدينة هي في تغير سريع، وأشار إلى ما وصفه بخجل الفقر ما يتطلب التوجه للبحث عنه واكتشافه، وتحدث عن الفقر المادي والإنساني وأشكال الفقر الاجتماعي والتي علينا الانتباه إليها بأعين القلب، علينا أن نكون قادرين على النظر إلى الجراح البشرية بالقلب لنحمل في قلوبنا حياة الآخر والذي لا يكون هكذا مجرد شخص غريب في حاجة إلى مساعدة، بل وقبل كل شيء أخا متعطشا للمحبة. وحين نهتم بشخص ما في قلوبنا يمكننا أن نجيب على تطلعاته، وهذه هي خبرة الرحمة.

 

أراد البابا فرنسيس التذكير بالرسالة العامة "الغني بالمراحم" للبابا القديس يوحنا بولس الثاني والتي أشار فيها 40 سنة مضت إلى أن عالم اليوم يبدو أنه لا يترك مجالا للرحمة. وتابع البابا فرنسيس أن على كل واحد منا أن يغير الطريق، وهذا أمر ممكن إذا جعلنا قوة محبة الله تلمسنا، وأكد قداسته أن المكان المثالي للقيام بهذه الخبرة هو سر المصالحة، فحين نحمل إلى الرب بؤسنا تغمرنا رحمة الآب، وهذه هي الرحمة التي نحن مدعوون إلى عيشها وإلى هبتها حسب ما ذكر الأب الأقدس.

 

وعاد البابا فرنسيس إلى وباء كوفيد 19 وتبعاته، مشيرًا إلى رد الرابطة على الآلام التي تعاني منها المدينة التي نعيش فيها، فقال لأعضاء الرابطة إنهم قبلوا تحدي الرد على وضعٍ بعينه ونجحوا في تكييف خدمتهم مع الضرورات الجديدة التي فرضها الوباء. أراد قداسة البابا من جهة أخرى التذكير بلفتة صغيرة، لكنها كبيرة، قام بها أعضاء الرابطة الشباب إزاء المسنين منهم، حيث قاموا بإجراء سلسلة من المكالمات الهاتفية للاطمئنان عليهم ومرافتهم بشكل ما، وهذا هو إبداع الرحمة حسب ما ذكر البابا.

 

وفي ختام كلمته، شجع البابا فرنسيس أعضاء الرابطة على أن يواصلوا بالتزام وفرح أعمال المحبة التي يقومون بها مع اهتمام واستعداد دائمَين للرد بشجاعة على احتياجات الفقراء، ودعاهم إلى ألا يكلوا عن طلب هذه النعمة من الروح القدس وذلك بالصلاة الفردية والجماعية. كما وجّه الشكر إلى ضيوفه لأنهم تعبير عن محبة البابا إزاء الفقراء في روما.