موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٩ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
البابا مستنكرًا ’التهميش الدوائي‘: سيكون من المحزن ألا يكون اللقاح متاحًا للجميع
نعلم خطورة "عولمة اللامبالاة"، وبالتالي أقترح "عولمة العلاج"
البابا فرنسيس خلال استقباله وفد مؤسسة "بنك الدواء" الإيطاليّة، اليوم السبت، في قاعة بولس السادس بالفاتيكان

البابا فرنسيس خلال استقباله وفد مؤسسة "بنك الدواء" الإيطاليّة، اليوم السبت، في قاعة بولس السادس بالفاتيكان

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

استنكر البابا فرنسيس ظلم ما أسماه "التهميش الدوائي"، وقال إنّ الذين يعيشون في الفقر يفتقرون لكلّ شيء، حتى للأدوية. جاء ذلك خلال استقباله 300 عضوًا من Banco Farmaceutico (بنك الدواء)، وهو مؤسسة إيطاليّة تعمل على جمع الأدوية من متبرعين وشركات، وتوزعها على أكثر من 1800 جمعية خيريّة، ترعى الأشخاص الذين يواجهون صعوبات ماديّة.

 

وفي حديثه إلى المؤسسة بمناسبة مرور 20 عامًا على تأسيسها، قال البابا: إنّ الناس أحيانًا "يواجهون خطر عدم القدرة على العلاج بسبب نقص المال، أو لأن بعض سكان العالم لا يستطيعون الحصول على بعض الأدوية. هناك أيضًا ’تهميش دوائي‘ يخلق فجوة إضافيّة بين الأمم وبين الشعوب"، مشددًا قداسته على أنّه "من المنظور الأخلاقي، إذا كانت هناك إمكانية لعلاج مرض ما بدواء معيّن، فيجب أن يكون هذا الدواء متاحًا للجميع، وإلا فسيُخلَق نوع الظلم".

 

وأعرب الأب الأقدس عن أسفه لأنّ "الكثير من الأشخاص والأطفال ما زالوا يموتون في العالم لأنهم لا يمكنهم الحصول على الدواء المتوفر في مناطق أخرى". وجدد تحذيره من خطر "عولمة اللامبالاة"، مقترحًا على الحضور بدلاً من ذلك "عولمة العلاج"، والتي تتمثّل في "إمكانية الحصول على تلك الأدوية التي يمكن أن تنقذ العديد من الأرواح لجميع السكان".


 

إشراك جميع الجهات الفاعلة

 

وقال البابا فرنسيس إنّ ذلك يتطلب "جهدًا مشتركًا، وتقاربًا يشمل الجميع".

 

وأضاف: "أتمنى أن يتقدم البحث العلمي لكي يبحث على الدوام عن حلول جديدة للمشاكل القديمة والجديدة... يمكن لشركات الأدوية، من خلال دعم البحث وتوجيه الإنتاج، أن تساهم بسخاء في توزيع أكثر إنصافًا للأدوية. وبالتالي يُدعى الصيادلة لكي يقوموا بخدمة الرعاية بالقرب من الأشخاص الأكثر عوزًا، ولكي يعملوا في العلم والضمير من أجل الخير الكامل للذين يلجؤون إليهم. كذلك يدعى الحُكّام، من خلال خيارات تشريعية ومالية، لبناء عالم أكثر عدالة، لا يتم فيه التخلي عن الفقراء".


 

الجائحة والفقر الدوائي

 

ولفت البابا فرنسيس الانتباه إلى "الخبرة الحديثة للوباء، بالإضافة إلى حالة الطوارئ الصحية الكبرى، التي مات فيها ما يقارب مليون شخص، وتتحوّل أيضًا إلى أزمة اقتصادية خطيرة، لا تزال توّلد فقراء وعائلات لا تعرف كيف تسير قدمًا".

 

وقال: "بينما يتم تقديم المساعدة الخيرية، ينبغي أيضًا مكافحة هذا الفقر الدوائي، لاسيّما من انتشار واسع للقاحات الجديدة في العالم". وكرّر أنه "سيكون من المحزن أن يتم إعطاء الأولوية في إعطاء اللقاح للأغنياء، أو إذا أصبح هذا اللقاح ملكًا لهذه الدولة أو لتلك، ولم يكن متاحًا للجميع".