موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٩ أغسطس / آب ٢٠١٨
البابا: ما أحوج العالم للمحبة والحنان، وهي ثورة تبدأ في قلب العائلة

الفاتيكان نيوز :

في مقابلته العامة ليوم الأربعاء مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس، تحدّث البابا فرنسيس عن زيارته الأخيرة إلى إيرلندا، للمشاركة في اليوم العالمي التاسع للعائلات، فيما أعلن في ختام المقابلة عن انعقاد النسخة العاشرة من اللقاء في العاصمة الإيطالية روما عام 2021.

وقال: "آلاف العائلات جاءت إلى دبلن بتنوّع لغاتها وثقافاتها وخبراتها، لتشكل علامة بالغة لجمال حلم الله للعائلة البشرية بأسرها. نحن نعرف أن حلم الله هو الوحدة والتناغم والسلام، ثمرة الأمانة والمغفرة والمصالحة التي منحنا إياها بالمسيح. هو يدعو العائلات للمشاركة في هذا الحلم، ولكي يجعلوا من العالم بيتًا لا يعيش فيه أبدًا أحد وحيدًا، غير محبوب أو مهمشًا".

ولفت قداسة البابا إلى أن هذه الأيام "شكلت نقاط نور حقيقية لشهادات الحب الزوجي التي قدّمها أزواج من مختلف الأعمار، فقد ذكرتنا قصصهم أن حب الزواج هو عطية خاصة من الله ينبغي علينا تعزيزه يوميًا في الكنيسة البيتية التي هي العائلة. وما أحوج العالم لثورة حب وحنان تخلّصنا من ثقافة المؤقت الحالية. وهذه الثورة تبدأ في قلب العائلة".

أضاف: "وفي أمسية الصلاة استمعنا إلى شهادات مؤثرة لعائلات تألمت بسبب الحروب، عائلات تجددت بالمغفرة، وعائلات خلصها الحب من دوامة الإدمان، وعائلات تعلّمت الاستعمال الجيد للهواتف المحمولة والألواح الرقمية وكيفية إعطاء الأولوية لقضاء الوقت معًا. وقد ظهرت قيم التواصل بين الأجيال ودور الأجداد المميز في توثيق الروابط العائلية ونقل كنز الإيمان. أما اليوم فيبدو أن الأجداد هم مصدر إزعاج. في ثقافة الإقصاء هذه يتم إقصاء الأجداد وإبعادهم. الأجداد هم حكمة وذاكرة الشعب، ذاكرة العائلات! وعلى الأجداد أن ينقلوا هذه الذاكرة للأحفاد. كذلك على الشباب والأطفال أن يتحدّثوا مع أجدادهم لكي يمضوا قدمًا بالتاريخ. من فضلكم لا تهمّشوا الأجداد، وليكونوا بالقرب من أبنائكم: أحفادهم".

تابع الحبر الأعظم: "لقد أثر فيَّ بشكل عميق اللقاء مع بعض ضحايا الانتهاكات، وبالتالي طلبت المغفرة من الرب مرارًا على هذه الخطايا وعلى العار والشعور بالخيانة اللذين تسببت بهما. إن أساقفة إيرلندا قد بدؤوا مسيرة تنقية ومصالحة جديّة مع الذين تعرضوا للانتهاكات، وبمساعدة السلطات الوطنية وضعوا سلسلة من القوانين القاسية لضمان أمان الشباب. أما في لقائي مع الأساقفة فشجّعتهم في جهودهم للتعويض عن فشل الماضي بصدق وشجاعة، واثقين بوعود الرب ومتكلين على إيمان الشعب الإيرلندي العميق من أجل البدء بمرحلة تجدد في الكنيسة في إيرلندا. هناك إيمان في إيرلندا. لكن هل تعلمون أن الدعوات الكهنوتية قليلة جدًا؟ لماذا؟ بسبب هذه المشاكل والفضائح. وبالتالي علينا الصلاة لكي يرسل الرب إلى إيرلندا كهنة قديسين ودعوات جديدة".

وخلص البابا تعليمه الأسبوعي إلى القول: "شكّل اللقاء العالمي للعائلات في دبلن خبرة نبوية ومعزية للعديد من العائلات الملتزمة في درب الزواج والحياة العائلية بحسب الإنجيل؛ عائلات تلميذة ومرسلة، خميرة صلاح وقداسة، وعدالة وسلام. غالبًا ما ننسى العديد من العائلات التي تسير قدمًا بأمانة ويعرف أعضاؤها كيف يطلبون المغفرة من بعضهم البعض إزاء المشاكل؛ ننساها لأن الموضة اليوم في الجرائد والصحف هي الحديث عن الطلاق والانفصال. لكن هذا الأمر سيء جدًا. أنا أحترم الجميع وعلينا جميعًا أن نحترم الآخرين، لكن الحلّ الأفضل ليس الطلاق ولا الانفصال ولا دمار العائلة. الحل الأفضل هو العائلة المتحدة".

وأعلن أن لقاء العائلات المقبل فسيعقد في روما عام ٢٠٢١.