موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٢ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٨
البابا: لنتنبّه من الشياطين ’المؤدبة والدبلوماسية‘

الفاتيكان نيوز :

"جوهر الشيطان هو الدمار إما المباشر بواسطة الرذائل والحروب، وإما بشكل ’مؤدّب‘ إذ يحملك لتعيش بحسب روح العالم". هذا ما قاله البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

وقال: عندما يسكن الشيطان في قلب شخص ما، يبقى هناك كما ولو أنّه أصبح بيته ويرفض الخروج منه، ولذلك عندما كان يسوع يطرد الشياطين كانت هذه الشياطين تحاول أن تؤذي الأشخاص حتى جسديًا أحيانًا. وفي هذا السياق شدّد البابا على الكفاح بين الله والحيّة القديمة، وبين يسوع والشيطان وقال هذا الكفاح يتمُّ في داخلنا. كلٌّ منا يعيش في كفاح، وربما لا يدرك هذا الأمر أحيانًا ولكننا في كفاح.

وأكد أن جوهر الشيطان هو الدمار، ودعوته أن يدمِّر عمل الله؛ وعندما لا يتمكّن من أن يدمِّر بشكل مباشر لأن قوة الله تدافع عن الشخص عندها، ولكونه أكثر دهاء يبحث عن طريقة أخرى ليمتلك ذلك الشخص مجددًا. هذا الأمر يفهمنا أنه عندما لا يتمكّن الشيطان من أن يدمّر شخصًا ما بواسطة الرذائل، أو شعبًا ما بواسطة الحروب والاضطهادات، يبدأ بالتفكير باستراتيجيّة أخرى، تلك التي يستعملها معنا جميعًا: نحن مسيحيون وكاثوليك، نذهب إلى القداس ونصلّي... يبدو أن كلّ شيء نظامي! صحيح لدينا بعض السيئات وبعض الخطايا الصغيرة ولكن كل شيء يبدو نظاميًا! وبالتالي يتصرّف معنا بأدب: يأتي ويرى فيبحث عن زمرة ويعود فيقرع الباب ويدخل معهم، وهذه الشياطين ’المؤدبة‘ هي أسوأ من الشياطين الأولى لأنّك لا تتنبّه لوجودها في منزلك. وهذا هو روح العالم. فالشيطان إما يدمِّر مباشرة بواسطة الرذائل والحروب وأعمال الظلم أو يدمِّر بطريقة مؤدَّبة ودبلوماسيّة: فيصبح صديقك ويستدرجك فتفتر وتسير على درب روح العالم.

وحذّر البابا فرنسيس من السقوط في تجربة روح العالم هذه، تلك التي نقنع فيها أنفسنا بأن هذه الأمور ليست سيئة بينما تفسدنا من الداخل. وقال هذه الشياطين تخيفني أكثر من الأولى لأنها تستدرجك من الداخل فلا تبدو بأنها أعداءك. وبالتالي أنا أتساءل أحيانًا: ما هو أسوأ شيء في حياة شخص ما؟ الخطيئة الواضحة أو العيش بحسب روح العالم؟ أن يدفعك الشيطان نحو خطيئة أو أكثر ولكنها واضحة لدرجة أنّك قد تخجل منها أو أن يكون الشيطان مقيمًا معك ويجالسك مائدتك كما أن شيئًا لم يكن؟

وخلص إلى القول: هذا هو روح العالم، وهو ما تحمله لنا الشياطين المؤدبة. ومذكرًا في هذا السياق بصلاة يسوع في العشاء الأخير وحث المؤمنين على السهر والتحلّي بالهدوء، قال: إزاء هؤلاء الشياطين الذين يريدون الدخول عبر أبواب بيوتنا كالمدعوين إلى العرس نقول: سهر وهدوء. السهر هو رسالة يسوع، السهر المسيحي، أي أن أتنبّه لما يحصل في قلبي وأسأل نفسي لماذا أصبحت فاترًا؟ وكم من الشياطين المؤدبة تقيم في بيتي بدون أن تدفع الإيجار؟