موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١١ فبراير / شباط ٢٠١٩
البابا للقمة العالمية للحكومات في دبي: لا تنمية من دون تضامن

دبي – أبونا :

دعا البابا فرنسيس قادة حكومات العالم إلى تأكيد التزامهم في مواجهة القضايا الجوهرية كالتحديات السياسية والاقتصادية والبيئية والتكنولوجية، مشددًا على المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وهي الحفاظ على عالمنا من أي تدهور بيئي وانحطاط أخلاقي، كي نسلمه للأجيال التي ستأتي بعدنا، لافتًا إلى أنه يتعين على القياديين والمسؤولين أن يفكروا بنوع العالم الذي يريدون بناءه بحيث يقدّمون مصالح الناس على المصالح الاقتصادية.

وفي كلمة متلفزة بثّت أمام الحضور في القمة العالمية للحكومات بمدينة دبي، قال البابا فرنسيس: "أحمل في قلبي الزيارة التي قمت بها مؤخرًا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والاستقبال الحار الذي حظيت به. لقد رأيت دولة حديثة تتطلع إلى المستقبل، دون أن تنسى جذورها. رأيت دولة تسعى إلى أن تترجم كلمات مثل التسامح والأخوّة والاحترام المتبادل والحرية إلى مبادرات وأفعال على أرض الواقع. كما شاهدت كيف أن الزهور تتفتح وتنمو حتى في الصحراء. عدت إلى بيتي أملاً بأن تزهر العديد من الصحاري في العالم على هذا النحو. وهو أمر أعتقد أنه يمكن تحقيقه فقط إذا عشنا معًا إلى جانب بعضنا بعضًا، متحلين بالانفتاح والاحترام والإرادة للتصدي لمشكلات الجميع، وهي المشكلات التي يوجهها كل شخص في هذه القرية العالمية".

وأضاف: "في هذه الأيام، أفكر بكم وبالتزامكم إذ تواجهون قضايا جوهرية من بينها التحديات السياسية والتنمية الاقتصادية وحماية البيئة واستخدام التكنولوجيا. وإنني أتمنى بصدق بألا يقتصر السؤال المطروح في صلب تفكيركم على: ’ما هي أفضل الفرص التي يمكن استغلالها؟‘، وإنما: ’ما هو نوع العالم الذي نريد بناءه معًا؟‘. إن هذا السؤال يدفعنا كي نفكّر بالناس والأشخاص، وليس برؤوس الأموال والمصالح الاقتصادية. إنه سؤال لا ينظر إلى الغد القريب، وإنما إلى المستقبل البعيد، يتطلع إلى المسؤولية الملقاة على عاتقنا: وهي تسليم عالمنا هذا إلى أولئك الذين سيأتون بعدنا، بحيث نحافظ عليه من أي تدهور بيئي، بل وقبل ذلك، من أي انحطاط أخلاقي".

وتابع الحبر الأعظم في كلمته: "لا نستطيع في الواقع التكلم عن تنمية مستدامة دون تضامن بين الأجيال. بل إننا نستطيع القول، إن الخير، إن لم يكن عامًا، ليس في الواقع خيرًا. الآن، وأكثر من أي وقت مضى، فإن التفكير والعمل يتطلبان حوارًا حقيقيًا مع الآخرين، لأنه من دون الآخرين لن يكون هناك مستقبل لنا. آمل إذًا أن تسعوا في كل ما تقومون به إلى أن تبدأوا من وجوه الأشخاص، من إدراككم لمعاناة الناس والفقراء، ومن التفكير في تساؤلات الأطفال". وخلص البابا فرنسيس في كلمته إلى القول: "مع هذه الأفكار أتوجه إليكم بالشكر، وآمل أن تؤتي جهودكم في خدمة الصالح العام ثمارها. أسأل الرب أن يبارك التزامكم بالعمل من أجل عالمٍ أكثر عدلاً وازدهارًا للجميع. وشكرًا لكم".