موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٣ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٨
البابا: لا لثقافة تجميل المظهر الخارجي، ونعم لثقافة تنقية الداخل

الفاتيكان نيوز :

ترأس البابا فرنسيس صباح السبت قداسًا احتفاليًا في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان من أجل راحة نفس الكرادلة والأساقفة الذين وافتهم المنية خلال العام الحالي (8 كاردينال وبطريرك، و154 أسقف ينتمون إلى 40 دولة حول العالم).

ومتطرقًا عند مثل العذارى العشر في الإنجيل، لفت البابا فرنسيس إلى أن المؤمن مدعو إلى الخروج، الخروج من رحم الأم، ومن البيت الذي وُلد فيه، الخروج من الطفولة إلى سن الشباب ثم سن البلوغ، لغاية الخروج من هذا العالم. وهذا ما ينبغي أن يفعله أيضًا خدام الإنجيل الذين يتعين أن يخرجوا من بيئتهم إلى البيئة حيث تدعوهم الكنيسة. فاللقاء مع الرب الذي أحب الكنيسة ووهب نفسه من أجلها يعطي معنى وتوجّهًا للحياة، فالحياة هي مسيرة نحو ملاقاة العريس، وهي فترة زمنية مُنحت لنا كي ننمو في الإيمان.

وشجع البابا المؤمنين على أن يطرحوا عن أنفسهم السؤال: هل نحن نستعد لملاقاة العريس؟ وأكد بأن انتظار قدوم العريس هو أساس وغاية خدمة الإنجيل، على الرغم من كل الانشغالات التي ترافق تلك الخدمة. فلا بد أن يكون المحور قلبًا يحب الرب. وبهذه الطريقة يمكننا أن نفهم ما قاله القديس بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل كورنتوس: ’ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى، بل إلى التي لا تُرى. لأن التي تُرى وقتية، وأما التي لا تُرى فأبدية‘. لذا ينبغي ألا نوجّه الأنظار إلى الأمور الأرضية بل يجب أن ننظر أبعد من ذلك. لا بد من الإصغاء إلى صوت العريس الذي يدعونا إلى النظر للرب الذي يأتي ليجعل من كل نشاط استعدادًا للعرس.

ولفت إلى مثل الإنجيل يشدد على أن العنصر الأهم ليس اللباس، أو المصابيح، إنما الزيت المحفوظ في أوان صغيرة، مؤكدًا أن هذا الزيت ليس ظاهرًا للعيان، ما يعني أن ما يهم الرب ليس المظهر الخارجي إنما القلب. فما يبحث عنه العالم من جاه وسلطة ومظاهر ومجد كلها أمور زائفة، تزول دون أن تترك شيئًا. وينبغي على الإنسان أن يبتعد عن الأمور الأرضية ليهيئ نفسه للسماء. لذا من الأهمية بمكان أن يُقال "لا" لثقافة التبرّج التي تعلمنا كيفية الاعتناء بالمظهر الخارجي. بل يجب أن ننقي القلب، وما في داخل الإنسان، وما هو ثمين في عيني الله.