موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٠ ابريل / نيسان ٢٠١٨
البابا قال لي أن أفعل كل ما هو ممكن ومستحيل من أجل الطفل ألفي

الفاتيكان - أبونا :

غداة استقبل البابا فرنسيس والد الطفل ألفي ايفانز، أكدت ماريلا إينوك، رئيسة مستشفى ’الطفل يسوع‘، استعدادها لاستقبال الصبي الصغير لتقديم المساعدة له حتى النهاية، مؤكدة على أنه "لا يمكننا الاستسلام أمام رغبة العلم في موصلة مسيرته".

وفي خضم معركة قانونية، سرعان ما أصبحت قضية دولية، قالت رئيسة المستشفى: "لقد طلب مني الأب الأقدس أن أفعل كل شيء ممكن ومستحيل حتى يأتي الطفل إيفانز إلى هذا المستشفى"، كما "أبلغني البابا فورًا بالمحادثة مع والد الطفل توماس إيفانز".

ويعاني الطفل، البالغ من العمر 23 شهرًا، من مرض عصبي غير معروف، وتم إدخاله إلى مستشفى الأطفال في ليفربول. ويرغب الأطباء هناك بإزالة أجهزة التنفس الصناعي الذي يبقيه على قيد الحياة، لأنه ذلك في "مصلحته الفضلى" كما يقولون. بينما تقوم عائلته بعمل كل شيء ممكن لنقل طفلهم إلى مكان آخر. وقد رفض القضاء هذا الأمر. أما اليوم، فإن الكلمة النهائية متروكة للمحكمة العليا في المملكة المتحدة.

وأشارت إينوك إلى تحركات المستشفى الفاتيكاني منذ تموز العام الماضي، حيث أوفد باستمرار العديد من الأطباء إلى ليفربول. وقالت: لقد اجتمعت مع الوالد توماس، ورأيت فيه الإصرار الكبير لإبقاء طفله على قيد الحياة. كما تحدثت مع أطبائنا، وكتبت رسالتين، تم توجيه أحدها إلى الأب، أُعرب من خلالها عن رغبتنا في التعاون مع أطباء المستشفى الإنجليزي، كما نطلب استمرار التواصل والمشاركة فيما بيننا في مسار تشخيص المرض كحدٍ أدنى، بينما نبقي الطفل على قيد الحياة.

وأضافت: "لقد قام أطباء ’الطفل يسوع‘ بملاحظات أكثر عمقًا، مقارنة مع ما فعلوه في أيلول الماضي، حيث أكدوا مجددًا رغبتهم في رعاية الطفل، ومشاركة التطورات مع الأطباء في إنجلترا. ولفتت إلى أن المستشفى يستقبل الكثير من الأطفال، وبالرغم من أن هنالك حدًا أدنى من المخاطر لا يمكن أنكارها، فإنها تنطبق على كل طفل... كما يمكننا أيضًا المساعدة في نقله جوًا. ومن المعلوم أن كل شيء سيتحمله مستشفى الطفل يسوع".

وشدت إينوك على أن الكادر الطبي "لا يقترح أي علاج، فالطفل غير قابل للشفاء في الوقت الحاضر، إنما هو قابل للرعاية، وهذا يعني أنه يمكننا الاهتمام به. لهذا، فإننا بالتأكيد لن نعمل على وضع الطفل تحت "العلاجات العنيدة"، إنما قرر الأطباء وضعه على الأجهزة التي تبقيه حيًا. وبالطبع، يمكننا إجراء المزيد من الأبحاث لغايات تشخيص المرض.

وأضافت: "في هذه السنوات أصبح العديد من الأمراض غير المشخصة معروفة بسرعة كبيرة، وبالتالي لا يمكننا الاستسلام أمام رغبة العلم في مواصلة مسيرته. لذلك ليس لدينا علاج في الوقت الحالي. ففي حين أن تشارلي جارد كان لديه علاج تجريبي، لكن لا يوجد علاج في هذه اللحظة للطفل ألفي، كون المرض لم يتم تشخيصه بعد". وشددت قائلة: "موقفنا لا يتعلق برغبتنا في التأكيد بأننا أفضل من الآخرين، لكننا نعلم بأنه لن نستسلم أبدًا؛ فعندما نقرر أن الطفل لا يستطيع فعل ذلك، فنحن نرافقه ببطء إلى موته الطبيعي".