موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٦ يناير / كانون الثاني ٢٠١٩
البابا في صلاة ’درب الصليب‘: لنقف عند أقدام الصليب على مثال مريم

بنما - أبونا :

في اليوم الثالث من زيارته إلى بنما، ترأس البابا فرنسيس، مساء أمس الجمعة، صلاة ’درب الصليب‘، والتي تعد واحدة من أجمل اللحظات التي تحتضنها الأيام العالمية للشباب. تم خلالها تكريم القديس البابا يوحنا بولس الثاني، بوصفه من أسس هذا الحدث قبل 34 عامًا.

واستندت مراحل ’درب الصليب‘ الـ14، على المحاور الروحية التي كان يعظ بها القديس فويتيلا خلال مراحل حياته؛ منذ سيامته الكهنوتية حتى اعتلائه السدّة البابوية. وارتبطت التأملات مع واقع الشباب الحالي، فتحدثت عن: الكنيسة الشهيدة، الفقراء، الدعوات، المسكونية، الشعوب الأصلية، البيئة، اللاجئين والمهاجرين، الرجاء، العنف ضد المرأة، حقوق الإنسان، الفساد، الأمومة، الإرهاب، وأخيرًا الإجهاض.

وبدلاً من تقديمه العظة على الطريقة التقليدية، اختار البابا فرنسيس مخاطبة الله الآب مباشرة. وقال: "يا رب، يا أبا الرحمة. إن طريق يسوع المؤدي إلى الجلجلة، هو طريق من المعاناة والعزلة مستمر في الحاضر. وأضاف: "نحن كذلك استسلمنا للامبالاة والتقاعس. فكم هو سهل الوقوع في ثقافة التسلط والمضايقة والتخويف! يا أبتِ، ما يزال طريق ابنك نحو الصليب مستمرًا".

وشرع البابا فرنسيس بإعطاء أمثلة عن كيفية استمرار معاناة يسوع، والتي تنعكس في عالم اليوم بوجوه العديد من الأشخاص المتألمين: في الأطفال الذين لم يولدوا بعد، في الأطفال المحرومين، في المرأة المعذبة، في الشباب العاطل عن العمل، في كبار السن المتخلى عنهم، في تجاهل الشعوب الأصليين. وجميعهم مُستغلون، ويُصمَتون، ويُساء إليهم، ويُرفضون، ويُهملون، ويُتاجر بهم، ويُحرمون ليس فقط من المستقبل، إنما من الحاضر أيضًا".

وقدّم الحبر الأعظم مثال مريم العذراء، "المرأة القوية، التي وقفت تحت الصليب بعزم وشجاعة". وقال: "دعونا نتعلم أن نقول على مثالها ’نعم‘: نعم، ’لأولئك الذين رفضوا البقاء صامتين أمام ثقافة سوء المعاملة والإساءة، ونعم لأولئك الذين هم على استعداد للبدء من جديد، بظروف يبدو فيها أن كل شيء ضائع. من مريم، نتعلّم الوقوف تحت الصليب، بقلوبٍ تشعر بالحنان والإخلاص، وتُظهر الرحمة، وتُعامل الآخرين باحترام ورقّة وتفاهم".

وفي ختام صلاة ’درب الصليب‘، توجّه البابا فرنسيس إلى الله الآب، ورفع صلاته قائلاً: ""يا رب، علمنا أن نقف عند أقدام كل صليب يقف أمامنا. افتح عيوننا وقلوبنا، وانقذنا من العجز وعدم اليقين، ومن الخوف واليأس. آمين".