موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١١ أغسطس / آب ٢٠٢٠
البابا فرنسيس يمنح سر المعموديّة لتوأم سيامي، ووالدتهما تشكره

أبونا :

 

كتبت هيرمين نزوتو رسالة إلى البابا فرنسيس الذي عمّد مؤخرًا طفلتيها التوأمين.

 

وفي رسالتها، تتحدّث نزوتو، وهي من مواطني جمهورية أفريقيا الوسطى، حياتها على أنها "فتاة قروية من الغابة" في بلدة مبايكي، والتي تبعد حوالي مائة كيلومتر عن العاصمة بانغي، حيث ولد توأمها الملتصقان عند الجمجمة في 29 حزيران 2018.

 

نُقل التوأم إلى بانغي، حيث تمت رعايتهما في مستشفى بُني بمساعدة مستشفى "الطفل يسوع" للأطفال، المملوك من قبل الفاتيكان في العاصمة الإيطالية روما. وتم الشروع في بناء المستشفى في جمهورية أفريقيا الوسطى، بعدما زار البابا فرنسيس الدولة الأفريقية التي مزّقتها الحرب، في تشرين الثاني عام 2015.
 

رجاء الباب المقدّس

 

وفي بانغي، أجرى المستشفى الترتيبات لنقل الأمّ وابنتاها إلى روما في 10 أيلول 2018 لمعرفة ما إذا كان في الإمكان فصلهما. وفي نهاية العملية الجراحية الثالثة في 5 حزيران الماضي، واستمرّت 18 ساعة بمشاركة 30 متخصصًا، تم فصل الفتاتين إرفينا وبريفينا، بنجاح. وقد منحهما البابا فرنسيس سرّ المعمودية في احتفالية خاصة أقيمت مؤخرًا في بيت القديسة مارتا بالفاتيكان.

 

وكان البابا فرنسيس قد أطلق يوبيل سنة الرحمة الاستثنائي، خلال زيارته إلى بانغي عام 2015، بفتح الباب المقدّس لكاتدرائيّة العاصمة. وقد مثّل هذا الباب أهميّة خاصة للأم وبناتها، كما أوضحت نزوتو في رسالتها إلى الحبر الأعظم. وقبل افتتاح الباب المقدّس، قال البابا فرنسيس في كلمته: "اليوم، تصبح بانغي العاصمة الروحيّة للعالم، إذ تبدأ السنة المقدّسة للرحمة مسبقًا في هذه الأرض. أرض تتألّم منذ سنوات عديدة بسبب الحرب والكراهيّة وعدم التفهّم وغياب السلام".

جسر للمحتاجين

 

وتكتب نزوتو إلى البابا مستخدمة أسماء معمودية الفتاتان: "تؤكد لي معموديّة المعجزتين مريم وفرانشيسكا على يد قداستك، أنّ الله قريب حقًا من الأضعف". وتضيف: "إن شاء الله تكون بناتي في الغد من بين الأطفال الأكثر حظًا على وجه الأرض؛ الذين يذهبون إلى المدرسة ويتعلمون ما لا أعرفه، وما أرغب بأن أصبح يومًا ما قادرة على قراءة الآيات الإنجيلية لبناتي".

 

وتضيف: إنّ الباب المقدّس الذي فتحته في بانغي عام 2015، وأغلق بعد عام، لا يُعد بابًا، إنما جسرًا قمت ببنائه للأبد، والذي يمكّن للأشخاص المحتاجين مثلي، والأشخاص ذوي النوايا الطيبّة مثل فريق الأطباء، من عبوره". وتعرب الوالدة في رسالتها عن خالص امتنانها لأطباء مستشفى "الطفل يسوع"؛ لرئيسة المستشفى د. مارييلا إينوك، التي رتبّت نقلها والجراحة، ولرئيس قسم جراحة الأعصاب د. كارلو إيفيسيو ماراس، ولفريقه الطبي الذي أجرى عملية الفصل وأحيا بناتها بأعجوبة.

وفي الختام، تكتب هيرمين نزوتو: إنّ "الصلاة تستطيع أن توحّد شعوب الأرض"، مقدمّة الوعد برفع صلواتها إلى السيدة مريم العذراء من أجل قداسة البابا فرنسيس. وخلصت إلى القول: إن من تجرأ على تحدّي لدغات البعوض، وزار جمهورية أفريقيا الوسطى أثناء فترة التمرّد عام 2015، فإنه يدرك أكثر مني ما يطلبه من السيدة مريم العذراء لأجل العالم".