موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٤ مايو / أيار ٢٠٢٠
البابا فرنسيس يعلن عن سنة مميزة للتأمل حول الرسالة العامة "كُن مسبّحًا"

فاتيكان نيوز :

 

تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة "إفرحي يا ملكة السماء"، وتحدّث إلى المؤمنين قبل الصلاة عبر الشبكة من مكتبة القصر الرسولي بدلاً من الإطلالة التقليدية من النافذة المطلة على ساحة القديس بطرس، ويأتي هذا التغيير في إطار إجراءات وقائية أمام انتشار فيروس الكورونا.

 

رسالة الخلاص تستلزم واجب الشهادة

 

قبل الصلاة، ألقى البابا فرنسيس كلمة قال فيها: يُحتفل اليوم في إيطاليا وفي بلدان أخرى بعيد صعود الرب إلى السماء. يُظهر لنا الإنجيل الرسل الذين يجتمعون في الجليل على "الجَبَلِ الَّذي أَمَرَهم يسوعُ أَن يَذهَبوا إِليه". وهنا يتمّ اللقاء الأخير للرب القائم من الموت مع تلاميذه. يشكّل الجبل علامة رمزيّة قويّة. على الجبل أعلن يسوع التطويبات، على الجبل كان ينفرد ليصلّي، وهناك كان يستقبل الجموع ويشفي المرضى. ولكنّ هذه المرّة، على الجبل، يسوع ليس المعلمّ الذي يتصرّف ويعلّم، بل هو الذي يطلب من الرسل أن يعملوا ويبشّروا ويوكلهم وصيّة متابعة عمله. ويوكل إليهم رسالة الذهاب إلى جميع الأمم ويقول: "اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس، وعَلِّموهم أَن يَحفَظوا كُلَّ ما أَوصَيتُكُم به".

 

وأضاف: هذه هي محتويات الرسالة التي أوكلت إلى الرسل: الإعلان والتعميد وتعليم المسيرة على الدرب التي يرسمها المعلّم أي الإنجيل. إن رسالة الخلاص هذه تستلزم أولاً واجب الشهادة التي دعينا إليها نحن أيضًا، رسل اليوم، لكي نقدّم دليلاً لإيماننا. إزاء مهمّة ملزمة كهذه، وبالتفكير بضعفنا نشعر أننا غير مناسبين كما شعر الرسل أيضًا بالتأكيد؛ ولكن لا يجب أن نيأس وأن نتذكر الكلمات التي وجّهها يسوع لهم قبل أن يصعد إلى السماء: "هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم".

 

وتابع: يؤكد الوعد حضور يسوع الدائم والمعزّي بيننا، حيث يتحقّق هذا الحضور بواسطة روحه الذي يقود الكنيسة لكي تسير في التاريخ كرفيقة درب لكل إنسان. ذلك الروح، الذي أُرسل من المسيح والآب، يمنح مغفرة الخطايا ويقدّس جميع التائبين الذي ينفتحون بثقة على عطيّته. بوعده بأن يبقى معنا طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم يُدشِّن يسوع أسلوب حضوره في العالم كقائم من الموت: حضور يظهر في الكلمة والأسرار والعمل الدائم والداخلي للروح القدس. يقول لنا عيد الصعود أن يسوع وبالرغم من صعوده إلى السماء ليقيم بالمجد عن يمين الآب لا يزال بيننا على الدوام ومن هنا تأتي قوّتنا ومثابرتنا وفرحنا. وختم البابا كلمته بالقول: لترافق العذراء مريم مسيرتنا بحمايتها الوالدية ولنتعلّم منها اللطف والشجاعة لكي نكون شهودًا في العالم للرب القائم من الموت.

 

البابا يتوجّه إلى الكاثوليك في الصين

 

وبعد الصلاة، قال البابا فرنسيس: نتّحد روحيًا مع المؤمنين الكاثوليك في الصين الذين يحتفلون اليوم، بعبادة خاصة، بعيد الطوباوية مريم العذراء معونة المسيحيين وشفيعة الصين التي تُكرّم في مزار شيشان في شنغهاي. لنوكل لرعاية وحماية أمنا السماوية رعاة ومؤمني الكنيسة الكاثوليكية في ذلك البلد العظيم، لكي يكونوا أقوياء في الإيمان وثابتين في الاتحاد الأخوي وشهودًا فرحين ومعززين للمحبة الأخوية ومواطنين صالحين.

 

وخاطب قداسته "الإخوة والأخوات الكاثوليك الأعزاء في الصين"، بالقول: أرغب في أن أؤكّد لكم أن الكنيسة الجامعة التي تشكلون جزءًا منها تتقاسم رجاءكم وتعضدكم في محن الحياة. هي ترافقكم بالصلاة من أجل حلول جديد للروح القدس لكي يسطع فيكم نور وجمال الإنجيل، قوّة الله لخلاص الذين يؤمنون. وإذ أعبر لكم مجدّدًا عن محبتي الكبيرة والصادقة أمنحكم بركة رسولية خاصة. لتحفظكم العذراء مريم على الدوام.

 

وأوكل البابا فرنسيس "إلى شفاعة العذراء مريم سيّدة المعونة جميع تلاميذ الرب وجميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة الذين يعملون في هذه المرحلة الصعبة في جميع أنحاء العالم بشغف والتزام من أجل السلام والحوار بين الأمم ومن أجل خدمة الفقراء وحماية الخليقة ومن أجل انتصار البشريّة على جميع أمراض الجسد والقلب والنفس".

 

اليوم العالمي لوسائل التواصل الاجتماعية

 

أشار قداسته بعد ذلك إلى أنه اليوم يصادف اليوم العالمي لوسائل التواصل الاجتماعية، والمخصص هذا العام لموضوع الرواية، وقال: "ليشجّعنا هذا الحدث لكي نروي ونتقاسم قصصًا بنّاءة تساعدنا لكي نفهم أننا جميعًا جزء من قصّة أكبر منا، وأنّه بإمكاننا أن ننظر إلى المستقبل برجاء إن اعتنينا كإخوة ببعضنا البعض".

 

سنة للتأمل في رسالة "كُن مسبّحًا"

 

كما ذكّر البابا فرنسيس بمرور خمس سنوات لصدور رسالته العامة "كُن مسبّحًا"، التي أراد من خلالها أن يلفت الانتباه إلى "صرخة الأرض والفقراء". وقال: "بفضل مبادرة الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة، سيقود "أسبوع كُن مسبّحًا" الذي احتفلنا به إلى سنة خاصة للرسالة العامة "كُن مسبّحًا"، سنة مميزة للتأمل حول الرسالة العامة من 24 أيار 2020 ولغاية 24 أيار 2021. أدعو جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة لكي يشاركوا في العناية ببيتنا المشترك وبإخوتنا وأخواتنا الأشدّ ضعفًا".

 

صلاة البابا بمناسبة سنة "كُن مسبّحًا"

 

وفيما يلي نص صلاة البابا فرنسيس بمناسبة السنة المخصصة للرسالة العامة "كُن مسبّحًا":

 

أيها الاله المحب، خالق السماء والأرض وكل ما تحتويانه

إفتح أذهاننا والمس قلوبنا لكي نتمكّن من أن نكون جزءًا من الخليقة عطيّتك.

كُن حاضرًا لمعوزي هذه الأزمنة الصعبة ولاسيما الفقراء والأشدّ ضعفًا.

ساعدنا لكي نُظهر التضامن الخلاق في مواجهة تبعات هذا الوباء العالمي

إجعلنا شجعان في معانقة التغيرُّات التي تهدف للبحث عن الخير المشترك

في هذا الوقت الذي نشعر فيه أكثر من أي وقت مضى بأننا مرتبطون ببعضنا البعض وبحاجة لبعضنا البعض.

إجعلنا نصغي ونجيب على صرخة الأرض وصرخة الفقراء

ولتصبح الآلام الحاليّة آلام مخاض لعالم أكثر أخوّة واستدامة

تحت النظر المحب لمريم العذراء أم المعونة

نرفع إليك صلاتنا بالمسيح ربنا. آمين