لطالما حذر البابا فرنسيس من الترويج للشائعات بين الأصدقاء والجيران، لكنه وجهها هذه المرة لأولئك الذين يترددون على "معابد الكلام الرخيص الحديثة"، ويقصد صالونات الشعر.

فخلال لقائه، يوم الاثنين، بممثلي رابطة الحلاقين ومصففي الشعر وأخصائيي التجميل، في إيطاليا، دعا البابا فرنسيس إلى الامتناع عن بثّ الشائعات، مشجعًا إياهم أن يمارسوا مهنتهم "بأسلوب مسيحي"، وأن يعملوا على المساعدة والمساهمة في الصالح العام للمجتمع.

وأمام 230 حلاقًا ومصفف شعر وأخصائي تجميل، خلال قيامهم بزيارة حج إلى أضرحة الرسل في الفاتيكان، لمناسبة عيد شفيعهم القديس مارتن من البيرو، طالب البابا من الحلاقين الالتزام بالأخلاق أثناء ممارسة مهنتهم والتعامل مع الزبائن بلطف وكياسة، وأن يذكروا الكلمة الطيبة والمشجعة. وأوضح البابا بالقول "من أجل تجنب الوقوع في إغراء الشائعات المرتبطة بمهنتكم".

وأشار البابا فرنسيس إلى أن القديس مارتن قد تم قبوله في جمعية الآباء الدومينيكان. وقد قبل بالشروط التي حددتها الرهبنة لكي يعيش حياة متواضعة، يشعلها بالمحبّة. ومن خلال التفاني، كرّس نفسه للفقراء والمرضى، وقدّم لهم الرعاية الصحية، وذلك بفضل المفاهيم التي تعلمها أولاً في الصيدلة، ثم كتلميذ يطبب جراح الحلاقة، بحسب ما كان سائدًا آنذاك.

ولد القديس مارتن في ليما، عاصمة البيرو، عام 1579، وتوفي هناك عام 1639. وقد أعلنه البابا يوحنا الثالث والعشرون قديسًا عام 1962. وأشار البابا فرنسيس خلال اللقاء أن "شخصية القديس مارتن متواضعة ورائعة". وقد أعلنه البابا بولس السادس عام 1966 شفيعًا للعاملين في مجال الحلاقة، لكي "تلهم شخصيته على الشهادة بشكل مستمرة للقيم المسيحية".

قال البابا فرنسيس: إن القديس مارتن "يحثكم على ممارسة مهنتكم بأسلوب مسيحي، ومعاملة الزبائن بلطف وكياسة، ومدّهم دائمًا بالكلمة الطيبة والتشجيع، وأن تتجنبوا الوقوع في تجربة النميمة التي تتسلل بسهولة إلى محيط عملكم". وخلص البابا إلى القول: "باستطاعة كل واحد منكم في بيئة العمل أن يتصرّف دومًا باستقامة مقدمًا تاليًا مساهمة إيجابية للخير العام في المجتمع".