موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٣ ابريل / نيسان ٢٠٢٠
البابا فرنسيس: ليجد السياسيون والعلماء حلولاً لصالح الشعوب وليس لصالح المال

فاتيكان نيوز :

 

في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، صباح اليوم الاثنين، رفع فرنسيس صلاته من أجل الحكام والعلماء لكي يجدوا الحلول الصحيحة للأزمة التي يسببها فيروس الكورونا، حلول تكون لصالح الناس. وأكّد على أنَّ الخيار سيكون بين حياة الناس والإله المال، فإن تمّ اختيار المال فسيتمُّ اختيار الجوع والعبودية والحروب وصناعة الأسلحة وأطفال بلا علم.

 

الكلمة الأخيرة ليست للموت وإنما للحياة

 

وظهر اليوم، تلا البابا صلاة "إفرحي يا ملكة السماء"، وتحدّث إلى المؤمنين عبر الشبكة من مكتبة القصر الرسولي بدلا من الإطلالة التقليدية من النافذة المطلة على ساحة القديس بطرس. وقبل الصلاة ألقى كلمة قال فيها، يتردّد اليوم، إثنين الملاك، صدى الإعلان الفرح لقيامة المسيح. يخبرنا الإنجيل أن المرأتين تركتا قبر يسوع الفارغ مسرعتين، وهما في خوف وفرح عظيم؛ لكن يسوع نفسه قد ظهر لهما وقال: "لا تخافا! إذهبا فقولا لإِخوتي، يمضوا إِلى الجليل، فهناك يرونني".

 

وأضاف: بهذه الكلمات يوكل القائم من الموت إلى المرأتين وصيّة إرساليّة تجاه الرسل. إنّ النساء في الواقع قد قدمنَ مثالاً رائعًا في الأمانة والتكرّس والمحبة للمسيح خلال حياته العلنية كما خلال آلامه؛ وهو الآن يكافئهنَّ من خلال تصرّف اهتمام وتمييز. أولاً النساء ومن ثمّ التلاميذ، وبالتحديد بطرس، يشهدون على القيامة. كان يسوع قد أعلن لهم مسبقًا مرات عديدة أنّه سيقوم بعد الآلام والصليب، لكن التلاميذ لم يفهموا لأنّهم لم يكونوا مستعدّين بعد لذلك. كان ينبغي على إيمانهم أن يقوم بقفزة نوعيّة وحده الروح القدس بإمكانه أن يحرّكها.

 

وأضاف: في بداية كتاب أعمال الرسل نسمع بطرس يعلن بصدق وشجاعة: "يَسوعُ هذا قد أَقامَه اللّه، ونَحنُ بِأَجمَعِنا شُهودٌ على ذلك"، ومنذ تلك اللحظة انتشر الإعلان بأن المسيح قام من الموت في كل مكان وبلغ جميع زوايا الأرض لكي يصبح رسالة رجاء للجميع. إن قيامة يسوع تقول لنا أن الكلمة الأخيرة ليست للموت وإنما للحياة. وبإقامته لابنه الوحيد، أظهر الله الآب بشكل كامل محبته ورحمته لبشرية كل زمن.

 

تابع: إنّ كان المسيح قد قام من الموت، يمكننا إذًا أن ننظر بثقة إلى كل حدث من أحداث حياتنا، حتى تلك الأكثر صعوبة والمحمّلة بالحزن والشك. هذه هي الرسالة الفصحية التي دُعينا لنعلنها بالكلام ولكن وبشكل خاص بشهادة الحياة. ليتردّد في بيوتنا وقلوبنا صدى هذه البشرى السارة: "المسيح رجائي قد قام من الموت!"، وليعزّز هذا اليقين إيمان كلِّ معمَّد ويشجّع بشكل خاص الذين يواجهون آلام وصعوبات كبيرة. وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: لتساعدنا العذراء مريم، الشاهدة الصامتة على موت وقيامة ابنها يسوع، لكي نؤمن بسرِّ الخلاص هذا الذي وإذ نقبله بإيمان يمكنه أن يغيِّر حياتنا.

 

صلاة من أجل النساء

 

وبعد تلاوة صلاة "إفرحي يا ملكة السماء"، وجّه البابا فرنسيس نداءً قال فيه: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لقد سمعنا أنَّ النساء قد حملنَ للتلاميذ إعلان قيامة يسوع. أريد اليوم أن أتذكّر معكم ما تقوم به العديد من النساء في زمن حالة الطوارئ الصحية هذه لكي يعتنَينَ بالآخرين: نساء أطباء، وممرضات وضباط في قوى الأمن والسجون وموظفات في متاجر الخيور الأوّليّة... والعديد من الأمهات والأخوات والجدّات اللواتي يقمنَ في بيوتهنَّ مع العائلة والأطفال والمسنين والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وهنَّ أحيانًا عرضة للعنف من أجل تعايش يتحمَّلن أعباءه الكبيرة. لنصلِّ من أجلهنَّ لكي يمنحهنَّ الرب القوة ولكي تتمكّن جماعاتنا من مساعدتهنَّ مع عائلاتهنَّ. ليمنح الرب النساء الشجاعة ليسرنَ قدمًا على الدوام.

 

وأضاف: أرغب في هذا الأسبوع الفصحي أن أذكر بقرب ومحبّة جميع البلدان التي ضربها فيروس الكورونا مسببًا أعدادًا هائلة من حيث العدوى والوفيات، وبشكل خاص إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية واسبانيا وفرنسا... إن اللائحة طويلة! أنا أصلّي من أجلهم جميعًا ولا تنسوا أبدًا أن الأب الأقدس يصلّي من أجلكم وهو قريب منكم. وخلص البابا فرنسيس إلى القول أجدد من قلبي لكم جميعًا أمنياتي الفصحية. ولنبقى متّحدين في الصلاة والالتزام بمساعدة بعضنا البعض كإخوة.