موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٢ فبراير / شباط ٢٠١٤
البابا فرنسيس للكرادلة الجدد: الكنيسة بحاجة لصلاتكم

اذاعة الفاتيكان :

ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت القداس الإلهي في البازيليك الفاتيكانيّة بمناسبة انعقاد الكونسيستوار العادي العام لتعيين تسعة عشر كاردينالاً جديدًا سلّمهم خلاله القبعة والخاتم الكارديناليَّين بحضور البابا الفخري بندكتس السادس عشر، وألقى الأب الأقدس عظة استهلها بالقول: نقرأ في إنجيل القديس مرقس: "وكانَ يسوعُ يَتقدَّمُهم..." (مر 10، 32). وفي هذه اللحظة أيضًا يسوع يتقدمنا، يسبقنا ويفتح لنا الطريق... وهذه هي ثقتنا وهذا هو فرحنا: أن نكون تلاميذه ونقيم معه ونسير وراءه ونتبعه... عندما احتفلنا معًا بالقداس الأول في كابلة السكستين كانت كلمة "سير" الكلمة الأولى التي اقترحها علينا الرب: السير والبناء والإعلان. واليوم تعود هذه الكلمة كعمل يستمرّ: يسوع يسير... وهذا ما يلفتنا في الأناجيل: فيسوع يسير كثيرًا ويعلّم خلال مسيرته. وهذا مهم لأن يسوع جاء ليعلّمنا "الطريق" الذي علينا إتباعه معه، وهذا هو فرحنا: السير مع يسوع.

تابع الأب الأقدس يقول: لكن هذا الأمر ليس سهلاً لأن الدرب التي يختارها يسوع هي درب الصليب. فبينما كان يسير معهم أخذ ينبّههم بما سيحدث له في أورشليم: لقد أعلن لهم عن آلامه وموته وقيامته، أما هم "فأخذهم الدهش" و"كانوا خائفين". دُهشوا لأن الصعود إلى أورشليم بالنسبة لهم يعني المشاركة بانتصار المسيح، بانتصاره – ويظهر هذا في طلب يعقوب ويوحنا وقد امتلآ خوفًا لما سيُقاسيه يسوع ولما قد يُقاسياه أيضًا. خلافًا عن التلاميذ في ذلك الوقت، نحن نعلم أن يسوع قد انتصر وليس علينا أن نخاف من الصليب لا بل نحن نجد في الصليب رجاءنا، بالرغم من كوننا بشرًا وخطأة مُعرّضين لتجربة التفكير بحسب فكر البشر وليس بحسب فكر الله.

ما هي النتيجة عندما نفكر بأسلوب دنيوي؟ تابع الأب الأقدس يتساءل، "فلمَّا سمع العَشرةُ ذلك الكلامَ استاؤُوا من يعقوب ويوحَنَّا" ( الآية 41). استاؤوا: لقد تغلّب فكر هذا العالم ودخل التنافس والحسد والتحزُّب... لذلك فالكلمة التي يوجهها لنا الرب اليوم هي جدُّ شافية، لأنها تطهرنا من الداخل وتضيء ضمائرنا وتساعدنا لكي نتناغم معًا ومع يسوع في هذه اللحظة التي ينمو فيها عدد أعضاء مجمع الكرادلة بدخول أعضاء جدد. "فدَعاهم يسوعُ..." (مرقس 10، 42). وها هي بادرة أخرى من قبل الرب، إذ تنبه خلال المسيرة للحاجة للتكلم مع الإثني عشر فدعاهم إليه. أيها الإخوة لنسمح للرب يسوع أن يدعونا إليه، لنصغي له بفرح قبول كلمته معًا ولنسمح لها وللروح القدس بأن يعلماننا لنصبح حوله أكثر فأكثر قلبًا واحدًا وروحًا واحدًا!

أضاف الحبر الأعظم يقول: وبينما يدعونا معلمنا الوحيد، أريد أيضًا أن أقول لكم ما هي حاجة الكنيسة: الكنيسة بحاجة لكم، لتعاونكم ولشركتكم معي ومع بعضكم. الكنيسة بحاجة لشجاعتكم لتعلنوا الإنجيل في وقته وفي غير وقته ولتعطوا شهادة للحق. الكنيسة بحاجة لصلاتكم من أجل مسيرة صالحة لقطيع المسيح، تلك الصلاة التي مع إعلان الكلمة تشكل أولى مهام الأسقف. الكنيسة بحاجة لرحمتكم لاسيما في زمن الألم هذا في العديد من بلدان العالم. نريد أن نعبر عن قربنا الروحي من الجماعات الكنسية ومن جميع المسيحيين الذين يعانون من التمييز والاضطهادات. الكنيسة بحاجة لصلاتنا من أجلهم، ليكونوا أقوياء في الإيمان ويعرفوا أن يردّوا على الشرّ بالخير. ولتصل صلاتنا هذه إلى كل رجل وامرأة يعانون الظلم بسبب قناعاتهم الدينيّة. الكنيسة بحاجة لنا أيضًا لنكون رجال سلام ونحقق السلام من خلال أعمالنا ورغباتنا وصلواتنا: لذلك نطلب السلام والمصالحة من أجل الشعوب الذين يعانون في هذا الوقت من الظلم والحرب! وختم الأب الأقدس عظته بالقول: أشكركم أيها الإخوة الأعزاء، لنسر معًا وراء الرب ولنسمح له بان يدعونا دائمًا إليه وسط شعبه المؤمن وأمنا الكنيسة المقدسة.