موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٨ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٤
البابا فرنسيس: لا يجب أن نتحاور أبدًا مع الشيطان

فاتيكان نيوز :

 

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يقدم لنا إنجيل اليوم يسوع وهو يحرر شخصًا فيه روح نجس، كان يعذِّبه ويجعله يصرخ باستمرار. هذا ما يفعله الشيطان: يريد أن يمتلكنا لكي "يقيد نفوسنا". وعلينا أن نكون حذرين من "السلاسل" التي تخنق حريتنا. لنحاول إذن أن نعطي أسماء لبعض السلاسل التي يمكنها أن تُضيِّق على قلوبنا.

 

تابع: أفكر في أشكال الإدمان التي تستعبدنا، وتجعلنا غير راضين على الدوام وتلتهم طاقاتنا وخيورنا وعواطفنا؛ أفكر في الموضات السائدة، التي تدفعنا نحو كمال مستحيل، والنزعة الاستهلاكية واللذة، اللتان تحوّلان الأشخاص إلى سلعة وتدمران علاقاتهم. كذلك، هناك إغراءات وتكييفات تقوِّض تقدير الذات والصفاء والقدرة على اختيار الحياة وحبها؛ هناك الخوف الذي يجعلنا ننظر إلى المستقبل بتشاؤم، والتعصب الذي يجعلنا نلقي اللوم دائما على الآخرين؛ وهناك عبادة السلطة التي تولِّد الصراعات وتلجأ إلى الأسلحة التي تقتل أو تستخدم الظلم الاقتصادي والتلاعب بالفكر.

 

أضاف: لقد جاء يسوع لكي يحررنا من جميع هذه القيود. واليوم أمام تحدي الشيطان الذي يصرخ في وجهه: "ما لنا ولك…أجئت لتهلكنا؟"، "ينتهره يسوع قائلاً: "اخرس واخرج منه!". يسوع يملك القدرة لكي يطرد الشيطان، وهو قد حررنا من قوة الشر، ولكنّه – لنتنبه جيّدًا – طرد الشيطان ولم يتحاور معه. إن يسوع لا يتحاور أبدًا مع الشيطان؛ وعندما جُرِّب في الصحراء كانت أجوبة يسوع كلمات من الكتاب المقدس ولم تكن أبدًا حوارًا. أيها الإخوة والأخوات لا يجب أن نتحاور أبدًا مع الشيطان! تنبّهوا لا تتحاوروا مع الشيطان، لأنك إذا دخلت في حوار معه فهو سينتصر على الدوام. تنبّهوا.

 

تابع: فماذا يجب أن نفعل إذن عندما نشعر بأننا نتعرّض للتجربة أو للاضطهاد؟ أن نستدعي يسوع: أن نستدعيه هناك، حيث نشعر أن قيود الشر والخوف تقيّدنا بقوة. إنّ الرب، يريد بقوة روحه، أن يكرر اليوم أيضًا للشرير: "اذهب، اترك هذا القلب بسلام، لا تقسم العالم، والعائلات، وجماعاتنا؛ دعها تعيش بسلام، لكي تزهر فيها ثمار روحي، وليس ثمارك. لكي تسود بينهم المحبة والفرح والوداعة، وبدلاً من العنف وصرخات الكراهية تكون هناك حرية وسلام".

 

وختم البابا كلمته بالقول: لنسأل أنفسنا إذن: هل أريد حقًا أن أتحرّر من تلك القيود التي تقيد قلبي؟ ومن ثمّ، هل أعرف كيف أقول "لا" لتجارب الشر، قبل أن تتسلل إلى النفس؟ أخيرًا، هل أتضرّع إلى يسوع، هل أسمح له بأن يتصرف فيّ، لكي يشفيني في الداخل؟ لتحفظنا العذراء مريم القديسة من الشر.