موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٧ ابريل / نيسان ٢٠١٣
البابا تواضروس: أقباط مصر يشعرون بالتهميش تحت حكم الإخوان

القاهرة - دويتشه فيليه :

قال بابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني في مقابلة مع رويترز إن المسيحيين في مصر يشعرون بالتهميش والتجاهل والإهمال من جانب السلطات التي تقودها جماعة الاخوان المسلمين والتي تقدم تطمينات لكن لم تتخذ إجراءات تذكر لحمايتهم من العنف. وفي أول مقابلة يجريها منذ انتهاء اعتكافه بعد مقتل ثمانية أشخاص في عنف طائفي بين المسلمين والمسيحيين هذا الشهر وصف البابا الروايات الرسمية عن الاشتباكات التي وقعت عند الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة في السابع من نيسان بأنها "محض افتراء".

وأشار البابا إلى أن المسيحيين يشكلون 15 في المئة على الأقل من سكان مصر البالغ عددهم 84 مليون نسمة. وزادت الهجمات على الكنائس والتوترات الطائفية بشكل ملحوظ بعد صعود الإسلاميين للحكم عقب انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بمبارك.

ولدى سؤاله عن رد فعل الحكومة على أحداث العنف التي وقعت هذا الشهر قال "وصفناها بأنها سوء تقدير وأيضاً فيه تقصير. عندما تكون هناك مشاعر ملتهبة وقتلى وموتى بهذه الصورة من منطقة قليلة الخدمات -منطقة الخصوص- فإني أتوقع أن يحدث شيء. تأمين المكان... تأمين الجنازة".

وحاول الرئيس المصري ووزراؤه إصلاح الأمر بعد الاشتباكات التي وقعت في الخامس من نيسان في بلدة الخصوص شمالي القاهرة وقتل خلالها أربعة مسيحيين ومسلم. وقال البابا البالغ من العمر 60 عاماً "المشاعر تكون أحياناً طيبة من المسؤولين لكن المشاعر تريد أن تطبق في أفعال. والأفعال بطيئة وربما قليلة وأحياناً غائبة".

وبدا أن قوات الأمن تحجم عن التدخل في أول هجوم على مقر البابوية في مصر منذ أكثر من 1400 عام رغم أن كنائس ومراكز قبطية للخدمات الاجتماعية تعرضت لأعمال عنف من حين لآخر في السنوات الماضية. وقال البابا إنه يشعر بالقلق لوجود مؤشرات على اتجاه بعض الأقباط إلى الهجرة لأنهم يخشون النظام الجديد. وأضاف أن آخرين يسافرون للخارج للدراسة أو البحث عن عمل أو الانضمام لأسرهم. وقدم وزير الداخلية العزاء للبابا كما زاره وزيرا الإعلام والسياحة وبث التلفزيون المصري اللقاء.

لكن البابا قال إنه على الصعيد العملي لم يحدث شيء لتحسين أوضاع الأقباط وإن الأمر لم يتجاوز الوعود بالتحقيق في الوقائع وتقديم مرتكبيها للعدالة. ويشكو المسيحيون منذ فترة طويلة من تمييز السلطات على صعيد التوظيف والمعاملة ودعوا إلى تغيير القوانين لتسهيل إجراءات بناء أو تجديد الكنائس كما هو الحال مع المساجد.

وقال البابا "مشاكل المسيحيين أو متاعبهم لها جانبان ... جانب ديني وجانب مدني. الجانب الديني فيه نقطتان .. بناء الكنائس والأوقاف. الجانب المدني يدور في الشائعات التي يمكن بثها. العلاقات العاطفية التي يمكن أن تسبب مشكلة في البلاد." وأضاف البابا أنه يتوقع أن تحل الحكومة المشاكل المزمنة وقال إن استخراج ترخيص بناء كنيسة جديدة يستغرق أكثر من 15 أو 16 عاماً.

وانتقد البابا بشدة رواية نشرت على صفحة الفيسبوك الخاصة بعصام الحداد، مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي، عن أعمال العنف التي وقعت عند الكاتدرائية وقال إن هذا الكلام "مرفوض تماماً". وأضاف "هذا محض افتراء. السيد رئيس الجمهورية اتصل بي في بداية الأحداث ليطمئن فقط وأنا كنت في الإسكندرية، لكن البيان الذي صدر عن مكتبه والذي تم إنكاره في الرئاسة كان باللغة الإنجليزية لوزارة الخارجية الامريكية بهدف تبرير موقفهم والتغطية على الأحداث، لكن هذا البيان كاذب ولم يذكر الحقيقة".

وقال مكتب الحداد إن المسيحيين بدؤوا الاشتباكات حين هاجموا سيارات أمام الكاتدرائية أثناء تشييع جنازة قتلى أحداث الخصوص وأنه تم استخدام أسلحة نارية وقنابل حارقة من داخل مجمع الكنيسة مما استفز قوات الأمن. وقال البابا إنه لم يتم توجيه طلب للكنيسة لتقديم روايتها عن الأحداث للمسؤولين الحكوميين.

واُختير البابا تواضروس الثاني البابا 118 للكنيسة القبطية الارثوذكسية في الخامس من تشرين الثاني. ودرس البابا الصيدلة في مصر وانجلترا وأدار مصنعاً حكومياً للمستحضرات الطبية لبضع سنوات قبل أن يصبح راهباً. وقد جلس على كرسي البابوية خلفاً للبابا شنودة الثالث الذي قاد أقباط مصر لأربعين عاماً ودب بينه وبين الرئيس الراحل أنور السادات خلاف حاد لكن علاقاته كانت أفضل مع مبارك. وأثار مرسي غضب المسيحيين حين حدد موعدا للانتخابات البرلمانية تزامن مع عطلة عيد القيامة، ثم غير موعدها متعللاً بأنه لم يكن يعلم أن هذا يوم عيد.