موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٠ مارس / آذار ٢٠١٩
البابا: تجارب إبليس للمسيح تشير إلى دروب العالم الخادعة

الفاتيكان نيوز :

تلا البابا فرنسيس، ظهر الأحد، صلاة التبشير الملائكي أمام الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس، حيث أكد بأن تجارب إبليس الثلاث تشير إلى دروب العالم الخادعة، مذكرًا بأن يسوع لم يحاور الشيطان بل أجاب عليه بكلمة الله، بالإيمان بالآب والأمانة له.

وانطلاقًا من إنجيل الأحد الأول من الزمن الأربعيني (لوقا 4، 1-13)، ذكّر البابا فرنسيس بأن يسوع وبعد صومه لأربعين يومًا أراد إبليس تجربته ثلاث مرات، حيث دعاه أولا إلى أن يحوّل الحجر إلى خبز، ثم أراه جميع ممالك الأرض عارضًا عليه السلطان والمجد، وأخيرًا مضى به إِلى أعلى الـهيكل في أورشليم سائلا إياه أن يلقي بنفسه كي يُظهر قوته الإلهية. وتابع بأن هذه التجارب الثلاث تشير إلى ثلاث دروب خادعة يدعو إليها العالم: جشع التملك، المجد البشري، واستغلال الله من أجل المصلحة الشخصية.

وفي حديثه عن "جشع التملك"، قال البابا فرنسيس: إن هذا هو منطق إبليس الخبيث، حيث ينطلق من الحاجة الطبيعية والمشروعة إلى الغذاء والعيش، تحقيق الذات والسعادة، ليدفعنا إلى الإيمان بأن كل هذا ممكن بدون الله، بل وضد الله. وهنا يرفض يسوع قائلا لإبليس: "مَكتوبٌ: لَيَس بِالخُبزِ وَحدَه يَحيا الإِنسان"، مؤكدًا رغبته في ترك نفسه بثقة تامة لعناية الآب الذي يعتني بأبنائه دائمًا.

وحول تجربة "المجد البشري"، ذكّر البابا فرنسيس بكلمات إبليس "فَإِن سَجَدتَ لي، يَعودُ إِلَيكَ ذلكَ كُلُّه". وقال قداسته: يمكن فقدان الكرامة الشخصية إن سمحنا لأصنام المال والنجاح والسلطة بإفسادنا لبلوغ مكانة شخصية. وتحدث هنا عن فرح فارغ يزول سريعًا، ولهذا يجيب يسوع على تجربة إبليس: "مَكتوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسجُد، وإِيَّاه وَحدَه تَعبُد".

وفي حديثه عن التجربة الثالثة "استغلال الله من أجل المصلحة الشخصية"، ذكّر قداسة البابا فرنسيس بأن إبليس يدعو يسوع إلى أن ينتظر من الله معجزة مدهشة، فيرفض يسوع مجددًا بإصرار قاطع على البقاء متواضعًا وواثقًا أمام الآب، ويقول: "لقَد قيل: لا تُجَرِّبَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ". وقال البابا: يرفض يسوع هنا أكثر التجارب خبثًا على الأرجح، أي استغلال الله، بأن نطلب منه نعمة تهدف في الواقع إلى إرضاء غرورنا.

وقال البابا فرنسيس: إن هذه الدروب التي تُطرح أمامنا لإيهامنا بإمكانية بلوغ النجاح والسعادة من خلالها غريبة تمامًا عن أسلوب عمل الله، بل هي تفصلنا عن الله لأنها أعمال إبليس. إن يسوع في مواجهته لهذه التجارب قد هزمها ثلاث مرات ملتصقًا بالكامل بتصميم الآب، ويقدم لنا هكذا الحلول: الحياة الداخلية، الإيمان بالله، واليقين بمحبته، اليقين بأن الله يحبنا، بأنه الأب، ذلك اليقين الذي يجعلنا ننتصر على أية تجارب. وأن يسوع في إجابته على تجارب إبليس لم يتحاور معه بل لجأ إلى كلمة الله فقط، وهذا يعلمنا أنه ليس هناك حوار مع الشيطان، لا يجوز أن نتحاور معه، بل علينا الإجابة فقط بكلمة الله.