موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٦ أغسطس / آب ٢٠١٦
البابا بندكتس السادس عشر: الاستقالة كانت من واجبي

روما – زينيت :

غداة صدور كتاب دوّنه الإيطالي إيليو غيرييرو، أواخر الشهر الحالي، بعنوان: "خادم الله والبشرية. السيرة الذاتية للبابا بندكتس السادس عشر"، قام البابا بندكتس بمقابلة نشرتها صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية، وفيها تحدّث عن حبريته، استقالته وعلاقته بخليفته.

بروح الطاعة

إنّ من وُصف منذ انتخابه "كخادم متواضع في كرمة الرب" مدرك تمام الإدراك حدوده إنما "مقتنع بأنّ الكنيسة يقودها الرب": "لقد قبلت انتخابي بابا بروح من الطاعة كما كنت أفعل في حياتي". ويخبر: "في كلّ الصعاب التي واجهتني طوال مدّة حبريتي أكانت صعبة أم سهلة كنت أدرك دائمًا أنه لا يمكنني أن أفعل شيئًا وحدي كلّ ما عليّ فعله هو أن أرتمي بين أحضان الرب والاتكال على يسوع وعلى أم الله، أم الرجاء التي كانت دعمي الأكيد". وذكر أيضًا: "رفاقي في مسيرة الحياة أمثال القديس أغسطينوس والقديس بونافنتورا، معلّميّ روحي والقديس بندكتس الذي يقول ’لا تفضّل شيئًا على المسيح‘ وحتى القديس فرنسيس فقير أسيزي".

وتذكّر: "كلّ يوم كنتُ أحصل على رسائل عديدة ليس من شخصيات مهمة فحسب بل من أشخاص متواضعين وبسيطين" كانوا يعبّرون عن قربهم من الأب الأقدس. وتابع: "لا يسعني إلاّ أن أكون ممتنًا للرب وكلّ من عبّروا لي عن عطفهم ومحبّتهم".

الاستقالة

فسّر البابا بندكتس السادس عشر قراره بالاستقالة قائلاً: "كنتُ أتوق لأن أنهي سنة الإيمان وأكتب منشورًا حول الإيمان إنما في العام 2013 كان يوجد الكثير من الالتزامات التي يجب إنهاؤها". وذكر بشكل خاص أيام الشبيبة العالمية في ريو وقال: "بعد الاختبار الذي عشته في المكسيك وكوبا، لم أعد أشعر بأنني أستطيع أن أقوم بهكذا نوع من الزيارات. في الواقع، لقد اختبرت حدود مقاومتي الجسدية. لقد أدركت أني أصبحت عاجزًا عن السفر مجتازًا المحيط بسبب تفاوت الوقت". وأما في ما خصّ أيام الشبيبة العالمية فشدّد بأن "الحضور الجسدي للبابا هو أساسي جدًا، من هنا شعرت بأنّ الاستقالة كانت من واجبي".

علاقته بالبابا فرنسيس

وأشار "إلى اتحاد كبير وصداقة بينهما. لا مجال للبحث في شأن طاعتي لخليفتي". شخصيًا، لقد تأثّرت كثيرًا منذ اللحظة الأولى بإنسانية البابا فرنسيس التي أظهرها تجاهي. لقد حاول الاتصال بي مباشرة بعد انتخابه وما لبث أن اتصل بي بعد لقائه بالكنيسة الجامعة من الشرفة وتحدّث معي بكثير من المحبة". وأشار إلى العلاقة الأبوية والأخوية التي تجمع بينهما مفسّرًا: "غالبًا ما تصلني هدايا صغيرة منه أو رسائل موجّهة منه شخصيًا. وقبل أن يقوم بزيارات رسولية كبيرة، لا يتوانَ عن المجيء لزيارتي". هذا ويعتبر خليفته بأنه "نعمة مميّزة يشهدها في الفترة الأخيرة من حياته" وهو يؤّكد على دوام صلواته من أجله.