موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٦ يناير / كانون الثاني ٢٠١٩
البابا بدأ من بنما سنة حاسمة من حبريته، وهذه أبرز الملفات

بقلم: دومينيكو أجاسو ، ترجمة: منير بيوك :

<p dir="RTL">بدأ البابا فرنسيس فترة حاسمة من &quot;بابويته&quot; في أمريكا اللاتينية. سيذهب إلى بنما للقاء الشباب في اليوم العالمي للشباب، إضافة إلى البدء في الأمازون بمعالجة قضايا مثل الدفاع عن الشعوب الأصلية والبيئة في ضوء انعقاد السينودس الخاص في تشرين الأول. ويُقدّم العام 2019 نفسه على أنه العام الذي ستنتهي فيها العديد من &quot;المعارك&quot; التي يجريها الحبر الأعظم الأرجنتيني (82 عامًا) الذي ينفذ إصلاحًا للكنيسة. فأمله هو إيجاد حلول للعديد من العُقد بنهاية هذا العام.</p><p dir="RTL"><strong>قمة مع أساقفة العالم حول التجاوزات والإساءات ضد الأطفال</strong></p><p dir="RTL">من بين أولئك الذين يتتبّعون أحداث الفاتيكان، هناك شعور بأن الاجتماع في شباط قد يصير رمزًا حقيقيًا لهذه البابوية. وربما المزيد: إنها نقطة تحول حاسمة لمستقبل الكنيسة. ولهذا السبب أيضًا هناك ضغط خاص على الفاتيكان، خاصة من طرف الولايات المتحدة الأميركية. هناك توقّع من طرف وسائل الإعلام العالمية، حسبما يقال، بأنه في هذه الأيام ستضع الكنيسة مصداقيتها على المحك. وقد ضمن الكرسي الرسولي التصدي لآفة الإنحراف والإساءة للأطفال في الكنيسة خلال مؤتمر القمة الخاص بحماية القاصرين والبالغين المعرضين للإساءة المقرر عقده في الفترة من 21 إلى 24 شباط بوعي ووضوح. وسيشارك رؤساء المؤتمرات الأسقفية من جميع أنحاء العالم، ويكمن الهدف ضمان عودة كل أسقف إلى بلاده وهو يعلم &quot;ما يجب عليه فعله&quot; للتعامل مع الأوضاع التي تتعلق بهذه الجرائم.</p><p dir="RTL"><strong>الجغرافيا السياسية والزيارات المقررة</strong></p><p dir="RTL">على الرغم من أنه بلغ اثنان وثمانين عامًا من العمر في 17 تشرين الأول الماضي، إلا أن أسقف روما يخطط للقيام بعدة رحلات في العام 2019. بدءًا من بنما، والإمارات العربية المتحدة، والمغرب، وبلغاريا، جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة في الأشهر الأولى من العام. إنه برنامج مكثف للغاية. وهو شكل من جميع الجوانب &quot;الأكثر سخونة&quot; للكنيسة الجامعة ولبشرية اليوم. ومع أخذ جميع الاحتمالات في عين الإعتبار، سيضيف فرنسيس رحلات دولية أخرى، فعلى سبيل المثال أعلن العام الماضي عن رغبته في زيارة اليابان.</p><p dir="RTL"><strong>بنما</strong></p><p dir="RTL">في الفترة من الثالث والعشرين إلى الثامن والعشرين من كانون الثاني سيزور بنما للمشاركة في اليوم العالمي للشباب الرابع والثلاثين. يأتي هذا الحدث في أعقاب عقد سينودس الأساقفة في تشرين الأول الذي اقترح إعادة إطلاق الدور القيادي للشباب في الكنيسة. ومع وجود الشباب على وجه التحديد في الاعتبار يوم الأحد، أطلق الحبر الأعظم تطبيق (<span dir="LTR">Click To Pray</span>)، كأداة &quot;للصلاة معًا&quot;. كما أن التطبيق متاح في ست لغات ويترافق مع موقع إلكتروني مصاحب. وله ثلاثة أقسام: &quot;صلِ مع البابا&quot; مع النوايا الشهرية للبابا؛ &quot;صلوا كل يوم&quot; لتقديم الصلاة ثلاث مرات في اليوم، &quot;وصلوا عبر الإنترنت&quot;، وهي مساحة تمكن المستخدمين من مشاركة صلواتهم والصلاة من أجل بعضهم البعض مما يسمح بمعرفة من يصلي من أجل ماذا، وكم عدد الذين يصلون. وقد دعا البابا على وجه التحديد الشباب إلى تحميل التطبيق والصلاة معه. لكن كونوا حذرين. فإن رحلة بنما تعني أيضًا أن البابا الأرجنتيني يعود إلى أمريكا اللاتينية، يعود إلى الأمازون وإلى سكانها الأصليين على بعد بضعة أشهر من السينودس في الأمازون، المقرر في تشرين الأول، عندما ستتم مناقشة اقتراح (<span dir="LTR">viri probati</span>)، أي الرسامة الكاهنوتية للرجال المسنين المتزوجين ذوي الإيمان الثابت. لا يعني هذا الاقتراح الانفتاح على زواج الكهنة، ولكن سيكون من الممكن الاحتفال بالأسرار المقدسة في المناطق التي لا يصل فيها الكاهن إلا مرة واحدة في السنة. وتبقى عزوبية الكهنة شرط لا يتغير. إلا أنه سيعالج السينودس فوق كل القضايا الإيكولوجية الشائكة لليبرالية الجامحة &quot;والاقتصاد الذي يقتل&quot;، والدفاع عن الشعوب الأصلية والبيئة.</p><p dir="RTL"><strong>الإمارات العربية المتحدة والمغرب</strong></p><p dir="RTL">في الفترة من الثالث إلى الخامس من شباط، سيذهب البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ليكون أول حبر أعظم يزور هذا البلد. وشعار الزيارة هو &quot;إجعلني أداة لسلامك&quot;. وفي مركز هذا الحدث، تكمن أهمية الحوار بين الأديان، وبين الأخوة المؤمنين من مختلف أتباع الديانات. وقد أعلنت السلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة العام 2019 &quot;عامًا للتسامح&quot;، بهدف التعزيز لثقافة بعيدة عن أي نوع من الأصولية.</p><p dir="RTL">في الثلاثين والواحد والثلاثين من آذار، سيكون البابا فرنسيس في المغرب، وهو يسير على خطى زيارة البابا يوحنا بولس الثاني التاريخية قبل ثلاثة وثلاثين عامًا، عندما التقى فويتيلا في 19 أب 1985 مع ثمانين ألف مسلم شاب في ستاد بالدار البيضاء. إنه حدث غير مسبوق في الحوار بين المسيحية والإسلام. وقد صرّح البابا البولندي في كلمته الشهيرة بأن &quot;الحوار بين المسيحيين والمسلمين ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى&quot;، دون إهمال &quot;الاختلافات المهمة&quot;، ولكن أيضًا &quot;الأشياء العديدة المشتركة&quot;. أعلن يوحنا بولس الثاني بأن &quot;المسيحيين والمسلمين، بشكل عام، قد فهموا بعضهم البعض بشكل سيء، وفي بعض الأحيان، في الماضي، عارضنا بعضنا البعض، وكثيرًا ما استنفدنا بعضنا البعض في الجدال والحروب. وأعتقد أن الله اليوم يدعونا لتغيير ممارساتنا القديمة. يجب علينا احترام بعضنا البعض، ويجب علينا تحفيز بعضنا البعض للقيام بأعمال الخير على طريق الله&quot;. تكلم البابا البولندي عن حقوق الإنسان، التي &quot;لها أساسها عند الله&quot;. ثم كانت هناك دعوة للسلام والعدالة للتغلب على إغراءات أولئك الذين يريدون &quot;تغيير كل شيء باللجوء إلى العنف أو للحلول المتطرفة&quot;، لأن اللجوء إلى العنف يثقل كاهل الأبرياء.</p><p dir="RTL">ويصور شعار زيارة البابا فرنسيس إلى مملكة المغرب، الصليب والهلال، مما يؤكد على طابع الحوار الديني بين المسيحيين والمسلمين، لهذه الزيارة. كما يمثل الرغبة الأكيدة للحوار من قبل البابا فويتيلا والبابا فرنسيس، من أجل إزالة أسباب استغلال الدين للكراهية وللعنف، وبالتالي من أجل هزيمة الإرهاب والحروب.</p><p dir="RTL"><strong>بلغاريا ومقدونيا</strong></p><p dir="RTL">من الخامس وحتى السابع من أيار المقبل، سيكون الحبر الأعظم في بلغاريا وجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقه، حيث أن الكاثوليك في هذين البلدين يشكلون أقلية بين الأرثوذكس. تركز الرحلة على الحوار مع العالم الأرثوذكسي في الوقت الصعب الذي تعيشه الكنائس الشرقية بعد ولادة الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة، المعترف بها من قبل البطريركية المسكونية في القسطنطينية، ولكن ليس من طرف الأرثوذكس الروس.</p><p dir="RTL"><strong>رومانيا</strong></p><p dir="RTL">كما سيقوم البابا فرنسيس خلال الفترة الواقعة من الحادي والثلاثين من أيار المقبل، إلى الثاني من حزيران المقبل، بزيارة مسكونية أخرى، حيث سيذهب إلى رومانيا، بهدف تعزيز وحدة جميع المسيحيين، تحت حماية السيدة مريم العذراء.</p><p dir="RTL"><strong>أولئك الذين يهاجمون البابا</strong></p><p dir="RTL">يستغل معارضو البابا أزمة تجاوزرات الإكليروس كمنبر لإخراج فرنسيس من البابوية، كما ولانتخاب حبر جديد للكنيسة يُناسب أجنداتهم بشكل أفضل. فقد صرّح مؤخرًا الرئيس السابق لمجلس تعزيز الوحدة بين المسيحيين، الكاردينال اللاهوتي فالتر كاسبر الألماني، والذي يكن له بيرجوليو كل تقدير، في مقابلة مع موقع <span dir="LTR">Report Muenchen</span>، وأعيد نشرها على موقع <span dir="LTR">Crux</span>، &quot;بأن هناك أناس ببساطة لا يحبون هذه الحبرية. هم يريدون أن تنتهي بأقرب وقت ممكن، ومن ثم يكون لهم كونكلاف جديد&quot;. كما يرغبون بأن &quot;تسير الأمور لصالحهم، وبالتالي ستكون هناك نتيجة تلائم أفكارهم&quot;. وأضاف كاسبر بأن هناك بعض الجماعات في الكنيسة تستغل أزمة تجاوزات الإكليروس الجنسية كمنبر لإخراج فرنسيس من البابوية. وفي معرض تعليقاته، يقول كاسبر بأن المعارضين للبابا يستخدمون استراتيجية &rsquo;غير ملائمة&lsquo; لتحويل &rsquo;النقاش حول قضية الإساءة&lsquo; إلى &rsquo;نقاش حول البابا فرنسيس&lsquo;، مما يصل إلى حد &rsquo;إساءة استخدام الإساءة&lsquo;.</p><p dir="RTL">يجب ألا ننسى المنظمة التي تم من خلالها طرح طلب استقالة البابا فرنسيس على وسائل إعلام دولية في رسالة بتاريخ 26 آب 2018، تم نشرها في اليوم الأخير من رحلة بيرجوليو إلى دبلن، من طرف السفير الفاتيكاني السابق لدى الولايات المتحدة كارلو ماريا فيغانو، والذي اتهم فرنسيس بتجاهل الاتهامات بسوء السلوك الموجهة ضد الكاردينال السابق ثيودور ماكاريك.</p><p dir="RTL">انفجرت قضية ماكاريك، رئيس الأساقفة السابق لنيوارك ومن ثم لواشنطن، في حزيران عندما توصل تحقيق كنسي داخلي إلى صحة المزاعم من مضايقته لخادم هيكل في سبعينات القرن الماضي. وعلى الرغم من نفي الأسقف لذلك، إلا أن الفضيحة خلقت أزمة داخل الكنيسة الأمريكية والتسلسل الهرمي للفاتيكان نفسه، حيث لم يكن سرًا على ما يبدو أن &quot;العم تيد&quot;، كما كان يدعى، كان يمارس الخلاعة مع الإكليريكيين البالغين. لذلك، وبعد نشر الاتهامات المتعلقة بسلوك ماكاريك، في 28 تموز الماضي، أمر البابا فرنسيس تجريد الكاردينال من صلاحياته الكنسية، إلى جانب تعليق قيامه بأية نشاط كهنوتي بصورة علنية، والالتزام بالبقاء في المنزل من أجل عيش &quot;حياة صلاة وتوبة&quot;، بانتظار نتيجة الإجراءات الكنسية.</p><p dir="RTL"><strong>مجلس الكرادلة وإصلاح الكوريا</strong></p><p dir="RTL">سيعقد مجلس الكرادلة اجتماعاته في الفاتيكان في الفترة من 18 إلى 20 شباط. من المتوقع أن يقوم الدستور الرسولي الجديد بإصلاح الكوريا الرومانية. ومن بين أمور أخرى، لم يعد مجلس الكرادلة التسعة تسعة. هناك الآن في الواقع ستة الكرادلة يشكلون مجلس الكرادلة الذي تم إنشاؤه عام 2013 بناءً على طلب من البابا برجوليو، بهدف مساعدته في أعمال إصلاح الكوريا الرومانية ضمن الإطار الكنسي. إن هؤلاء فوق سن التقاعد الكنسي (75 عامًا)، مما يعقّد الأوضاع التي تقف وراءهم: الاسترلي الكاردينال جورج بيل (77 عامًا)، والتشيلي فرانسيسكو كزافيير إرازوروز (85 عامًا)، والكونغولي لوران باسينيا (78 عامًا).</p><p dir="RTL"><strong>الإقتصاد</strong></p><p dir="RTL">يجب تغيير المسؤول عن الشؤون الاقتصادية في الفاتيكان جورج بيل، البالغ سبعًا وسبعين عامًا، والذي على وشك الانتهاء من فترة ولايته التي مدتها خمس سنوات، بغض النظر عن كيفية سير العملية. في الواقع، يواجه بيل محاكمة منذ عام 2017 حيث أنه جرى اتهامه في محكمة في ملبورن بأستراليا بالاعتداء الجنسي.</p><p dir="RTL"><strong>الاتصالات</strong></p><p dir="RTL">ميّزت الاضطرابات الكبرى اتصالات الفاتيكان، بين العامين 2018 و2019. في ديسمبر تم تعيين أندريا تورنيللي مدير تحرير لوسائل إعلام الفاتيكان، كما وأندريا موندا مديرًا للصحيفة الناطقة بلسان حال الفاتيكان <span dir="LTR">Osservatore Romano</span>. ثم، وبعد استقالة جريج بيرك كمديرٍ لمكتب صحافة الكرسي الرسولي، ونائبته بالوما غارسيا أوفيجيرو، تم اختيار أليساندرو جيسوتي في كانون الثاني لإدارة مكتب الصحافة بصورة مؤقتة. الآن، تعمل آلة الاتصالات بشكل جيد، كما يؤكد العديد من المطلعين: هناك دليل على تعديل المؤسسة وقدر كبير من الفهم بين تورنيلي وجيسوتي ومسؤول دائرة الاتصالات باولو روفيني. يبدو أنه من بين الخطوات التالية التي تُعد لها الإدارة الجديدة هو العودة إلى دور ذي رؤية أكبر لإذاعة الفاتيكان.</p>