موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢١
البابا: المهاجرون، إذا ساعدناهم على الاندماج، هم نعمة وغنى للمجتمع والكنيسة

فاتيكان نيوز :

 

استقبل قداسة البابا فرنسيس، الخميس، المشاركين في مؤتمر بعنوان "الإيطاليون في أوروبا والرسالة المسيحية"، الذي تنظمه مؤسسة "ميغرانتيس"، التابعة لمجلس الأساقفة الكاثوليك في إيطاليا، حيث تقاسم الحبر الأعظم مع ضيوفه ثلاثة تأملات.

 

كان التأمل الأول حول التنقّل، الهجرة، وقال: إننا غالبًا ما نرى المهاجرين كـ"آخرين"، غرباء عنا، ولكن وبتحليل هذه الظاهرة سنكتشف أن المهاجرين هم جزء هام من الـ"نحن". وفي حالة المهاجرين الإيطاليين فإننا نتحدث عن أشخاص قريبين منا، عن عائلاتنا وطلابنا الشباب، الخريجين والعاطلين عن العمل ورجال الأعمال. وأشار إلى أن هذا واقع قريب منه بشكل خاص، فقد هاجرت عائلته من إيطاليا إلى الأرجنتين، وتحدث بالتالي عن قراءة ظاهرة الهجرة بمنطق الـ"نحن".

 

تمحور التأمل الثاني حول أوروبا، وقال: إنّ متابعة الهجرة الإيطالية إلى أوروبا يجب أن تجعلنا أكثر وعيًا بأن القارة الأوروبية هي بيت مشترك. وواصل أن الكنيسة أيضًا في أوروبا لا يمكنها ألا تأخذ بعين الاعتبار ملايين المهاجرين من إيطاليا ومن دول أخرى الذين يجددون وجه المدن والبلدان، ويغذون في الوقت ذاته الحلم بأوروبا موحدة قادرة على التعرف على جذورها المشتركة والفرح بما يسكنها من تنوع. وتحدّث البابا بالتالي عن فسيفساء جميلة يجب ألا نشوهها أو نفسدها بالأحكام المسبقة والكراهية، وأضاف أن أوروبا مدعوة إلى أن تعيد اليوم إحياء دعوتها إلى التضامن والتكافل.

 

أما التأمل الثالث فكان حول الشهادة للإيمان من قِبل جماعات المهاجرين الإيطاليين في الدول الأوروبية، فقال: إنهم وبفضل التدين الشعبي المتجذر قد نقلوا فرح الإنجيل، وأبرزوا جمال الكون جماعة منفتحة ومستقبِلة، وتقاسموا مسارات الجماعات المسيحيّة المحليّة. تحدث البابا بالتالي عن أسلوب شركة ورسالة ميز تاريخ هؤلاء المهاجرين وأعرب عن الرجاء في أن يطبع هذا الأسلوب مستقبلهم أيضًا.

 

كما تحدّث عن خيط جميل يربطنا بذكرى عائلاتنا وعن إرث يجب حمايته والعناية به عبر التوصل إلى طرق تمكننا من أن نحْيي مجددًا إعلان الإيمان والشهادة له. وهذا يتوقف كثيرًا على الحوار بين الأجيال وخاصة بين الأجداد والأحفاد. وأن الشباب الإيطاليين الذين يتنقلون في أوروبا اليوم يختلفون فيما يتعلق بالإيمان عن أجدادهم، لكنهم بشكل عام مرتبطون كثيرًا بهم. وشدد على أهمية مواصلة الالتصاق بالجذور خاصة حين يعيش الشباب في أطر أوروبية أخرى، وامتصاص القيم الإنسانية والروحية من هذه الجذور.

 

وأشار إلى أنّ الخبرة الأمريكية اللاتينية جعلته يؤكد أن المهاجرين، إذا ساعدناهم على الاندماج، إنما هم نعمة، وغنى، وهبة تدعو المجتمع إلى النمو، وذكَّر قداسته بالأفعال الأربعة، الاستقبال والمرافقة والتعزيز والدمج. ولفت إلى أن هذا ينطبق على أوروبا، وأن المهاجرين هم نعمة أيضًا بالنسبة لكنائسنا في أوروبا، وحين يتم دمجهم يمكنهم المساعدة على استنشاق أجواء تنوع تجدِّد الوحدة، ويمكنهم أن يغذوا الكاثوليكية والشهادة لكون الكنيسة رسولية، كما وقد رافقت الهجرة المسيرة المسكونية ويمكنها أن تدعم هذه المسيرة بفضل اللقاء والعلاقات والصداقة.