موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٢ مايو / أيار ٢٠١٤
الامير الحسن يفتتح مؤتمر "الدين والعنف" بمشاركة الكاردينال توران

عمان - بترا :

 

افتتح الامير الحسن بن طلال، رئيس مجلس امناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، اليوم الاثنين، مؤتمر "الدين والعنف"، الذي نظمه المعهد الملكي للدراسات الدينية والسفارة الايطالية وجامعة البترا، بحضور الكاردينال جان لويس توران، رئيس المجمع الحبري للحوار بين الأديان.

 

ودعا سمو الأمير إلى ضرورة الاستناد الى مبادئ واضحة لايجاد جو هادىء وهادف تنمو فيه القيم بين الاجيال، مشيراً إلى وجود عدد من الاصوات المتطرفة في العالم الذي نعيش فيه اذ تعتبر تلك الاصوات استثناء لافتا الى انه يتم التلاعب بالصور الاعلامية بشكل متقن ويتم استخدام العنف كشكل من اشكال الاتصال في عالم اليوم.

 

وقال سموه "أطالب منذ ربع قرن بإقامة صندوق عالمي للزكاة والتكافل بين المسلمين وغير المسلمين"، إذ ان المواطنة العالمية هي الجواب الوحيد على الاجتماعات الاقتصادية المتكررة في المنطقة مبينا ان على الاديان الا تتنافس فيما بينها بل ان تتعلم من بعضها.

 

ولفت الى ان 76 بالمئة من المؤمنين حول العالم يعانون شكلا من اشكال القيود في ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية مؤكدا ضرورة تبني القيم الدينية والروحانية لتتقابل مع النصوص المقدسة في الديانات الموحدة لنتقدم نحو الامل المنشود.

 

ودعا سموه الى ترسيخ السلطة الأخلاقية التي يشترك فيها الجميع مشددا على ضرورة الحوار الانساني بدلا من الحوار الديني وتطوير إطار حضاري إنساني للإختلاف ،متسائلا سموه "لماذا ونحن نقدم على موسم الحج لا يمارس واجب الشورى والحوار بين المذاهب لاتخاذ موقف مشترك من العنف".

 

وقال إن التحديات أمام المعهد وأمامنا لا تزال كبيرة لاسيما في ظل الازمات والحروب المحيطة لافتا الى جهود المعهد الذي يحتفل بالذكرى العشرين لتأسيسه حيث عمل طيلة هذه المدة على تخفيف التوترات في المنطقة.

 

بدوره أكد رئيس جامعة البترا الدكتور عدنان بدران أن الصراع القائم في الوقت الحاضر ليس صراعاً بين مسلم ومسيحي وسني وشيعي وإنما هو صراع بين المستنير والمتخلف مطالبا بعدم السماح لهذه الاختلافات بارجاعنا الى الوراء وأن لا نسمح لاشكالية التخلف المرتبط بالعنف بأن تنتصر.

 

من جانبه أكد السفير البابوي في الأردن المطران جورجيو لينغوا أن الاصولية والتعصب يشكلان خطرا على السلام ويشوها الطبيعة الحقيقية للدين إذ أن السلام هو روح الأديان وهو طريقة التعامل النابعة من القلب والعقل والإرادة.

 

واشار السفير الايطالي في عمان باتريزيو فوندي الى أن التسامح يشكل احدى الادوات الفاعلة في محاربة العنف والحد من انتشاره لافتا إن على المؤسسات المختلفة مسؤولية حماية الأقليات الدينية. كما أكد لضرورة غرس قيم الحوار والتسامح في الاجيال الشابة بأسلوب علمي وبعيد عن التعصب، لافتاً الى التزام بلاده بتشجيع الحرية الدينية ومبادئ حقوق الانسان.

 

وناقش المؤتمر مجموعة من المحاور المتعلقة بالتعصب والعنف الديني ودور القيادات الدينية في اشاعة روح السلام والتماسك الاجتماعي ونظرة على اسباب ونتائج العنف.