موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٥ أغسطس / آب ٢٠٢٠
الاحتفال بعيد انتقال السيدة العذراء، وإبراز النذور المؤقتة في رهبنة الورديّة
بكنّ أيتها المكرسات، تزداد الرهبنة قوة ونضارة، وتزداد كنيسة القدس وعمان إشعاعًا وقداسة
جانب من القداس الاحتفالي بعيد انتقال العذراء، وإبراز النذور المؤقتة في رهبنة الورديّة (تصوير: أسامة طوباسي / أبونا)

جانب من القداس الاحتفالي بعيد انتقال العذراء، وإبراز النذور المؤقتة في رهبنة الورديّة (تصوير: أسامة طوباسي / أبونا)

أبونا :

 

بالتزامن مع عيد انتقال السيد العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، احتفلت أسرة رهبانية الوردية المقدسة في الأردن، اليوم السبت 15 آب، بتجديد النذور الرهبانيّة المؤقتة للراهبات: نادين شعبان، هنادي جوري، أنجيلا بشارة وماري معوّض.

 

جاء ذلك خلال القداس الاحتفالي الذي ترأسه النائب البطريركي للاتين المطران وليم شوملي، في كنيسة دير بيت الزيارة، التابع لراهبات الورديّة في منطقة دابوق، غرب العاصمة عمّان، الرئيسة المنتدبة في الأردن الأم ميشلين المعلوف، وعدد من الكهنة والراهبات والمؤمنين.

 

وبعد إعلان الإنجيل المقدس، ألقت الأخت كلارا معشر كلمة جاء فيها: "نجتمع اليوم لنشهد على تقديم نذور لباقة من راهبات الورديّة المقدسة. عندما تشرّفنا بالانتماء إلى هذه الرهبانيّة، تقدّمنا بنذورنا بين يدي السيدة مريم العذراء: العفة والفقر والطاعة، وتعني بأبسط تعبير التخلّي عن التعلّق بالخيرات الأرضيّة الزائفة، وكذلك التعلّق بالمكان، لتكون لنا الحرية المطلقة لإتباع السيد المسيح وأمه العذراء".

 

من بعدها، قامت الراهبات الأربعة بتجديد نذور الفقر والعفّة والطاعة، لمدة سنة واحدة، في رهبانيّة الورديّة المقدسة، مقدمات الوعد أمام هيكل الرب والأسقف والجماعة المؤمنة، بكلّ حرية وتصميم، بأن يكنّ أمينات بالمحافظة على قوانين الرهبانيّة "على رجاء البلوغ إلى كمال المحبّة، بالثبات في خدمة الله والكنيسة، بنعمة الروح القدس، وبمعونة مريم العذراء".
 

مريم القديسة والإنسانة الكاملة

 

استهلّ المطران شوملي عظة الاحتفال بالقول: "عيد اليوم هو عيد مريمي بامتياز. وإذا تعمقنا بمعانيه شعرنا بالاندهاش والإعجاب لما صنعه الرب في بنت الناصرة البسيطة. نعم، بلغ الله درجة الإعجاز والكمال في تكوين هذه التحفة التي اسمها مريم والتي وصفها سفر الرؤيا بـ"المرأة الملتحفة بالشمس وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبًا". مريم هي أجمل الخلائق وأقدسها وأطهرها على الاطلاق. ونحن مندهشون للكمال الذي بلغته والمكانة التي حصلت عليها في قلب الله وفي قلوب الاجيال التي ما زالت تطوبها".

 

وأضاف: "وللدهشة أمام إعجاز الخالق درجات ومسببات نستدل عليها من الكتاب المقدس. المزمور 8 يتكلم عن إعجاب الإنسان بروعة الخلق: ’أيها الرب سيدنا ما أعظم اسمك في الأرض كلها! أرى سماوتك صنع أصابعك والقمر والكواكب التي ثبتها‘. وإذا كان الكون مدهشا في اتقانه واتساعه فكم بالحري في الانسان نفسه الذي هو ملك الخليقة. نعم الإنسان مدهش لأنه خلق على صورة الله ومثاله. وبهذا الصدد ترنم صاحب المزامير (مز 139) أنت الذي كون كليتي ونسجني في بطن أمي. أحمدك لأنك أعجزت فأدهشت. عجيبة أعمالك".

 

تابع: "وإذا كان الإنسان نفسه هو روعة من روائع الخلق فكم هو أروع بكثير ابن الإنسان يسوع المسيح! بتعاليمه وحكمته وحنانه وغفرانه ومعجزاته وشفاءاته واقامته الموتى جذب الجماهير إليه. وعبرت امرأة عن صادق شعورها قائلة: طوبى للبطن الذي حملك وللثديين الذين رضعتهما. وتصيبنا الدهشة ويسيطر علينا الإعجاب أمام العظائم التي صنعها الرب في حياة مريم. وآخر هذه العظائم هو انتقالها المجيد إلى السماء مكافأة لها لقداستها ومكافأة لأمومتها ومكافأة لبتولتيها ومكافأة لمشاركتها في عمل الفداء".

 

وقال المطران شوملي: "عيد الانتقال يعني أن مريم بنت الناصرة، مريم الفقيرة والبسيطة تنتقل من عتمة القبر إلى أنوار السماء. مريم وما أدرانا من هي مريم. هي النموذج، وإذا جاز القول، هي العيّنة نعم العينة الناجحة التي صنعها الله ليقول لنا: أيها البشر انظروا إلى ما اريده لكم إذا قبلتم مشروع الخلاص. انظروا النعمة التي ستحل عليكم والمجد الذي سيتجلى فيكم إذا عشتم حسب الإنجيل. أنتم مدعوون إلى القداسة كل حسب دعوته الخاصة، ومدعوون الى المجد الذي لم تره عين ولم تسمع به اذن كل حسب الدرجة التي يستحقها".

مريم النموذج

 

وأضاف: "أراد الله من أمه مريم القديسة أن تكون تحفة فريدة، إلا أنه لم يخطط أن تبقى التحفة الوحيدة. يريد تحفًا أخرى وعينات أخرى ناجحة. وبالفعل مريم مثال احتذى به آلاف الراهبات والمكرسات منذ بداية الكنيسة، والكثير منهن صرن قديسات معلنات رسميًا. والراهبات المجددات للنذور اليوم وكل الراهبات مدعوات ليكن امتدادًا لمريم القديسة، مريم الفقيرة والعفيفة والمطيعة والمحبة والأم الروحية، مريم التي كانت تلميذة لابنها وهي الدليل اليه. وبهذا الصدد، قال البابا بندكتس في إحدى عظات الانتقال: ’في رحلتنا في لجة بحر التاريخ، نحتاج إلى نجمة بحر، إلى أشخاص يستمدون النور من المسيح، ويقدمونه لنا لهدايتنا أثناء رحلة العبور. ومَن أفضل مِن مريم يستطيع أن يكون "نجمة الرجاء"؟‘، ونضيف: ومن افضل من الراهبة التي تواصل رسالة مريم؟".

 

وتابع: "وكي تكون المكرسة علامة نيرة للآخرين ونجمة بحر في بحر العالم المضطرب، لا بد من عون يأتي من السماء. لذا، تلفظت المكرسات قبل قليل بهذه الكلمات الهامة: "أرجو منك، يا رب، أن تقبل نذوري وان تمنحني نعمتك لأتمكن من الإيفاء بها على أكمل وجه بشفاعة والدتك وأمي مريم العذراء سلطانة الوردية." نعم الالتزام الرهباني ثمرة نعمة الله الفاعلة والمتفاعلة في قلب الانسان. هي نفس القدرة الالهية التي جعلت بطرس يحظى بالصيد العجيب وجعلته يمشي على الماء. وهي نفس القدرة التي تساند كل الساعين إلى الكمال سواء كانوا في العالم أو في الدير. هي نفس القدرة التي جعلت ماري الفونسين تصبح قديسة رغم تواضعها وامكانياتها المحدودة".

 

وخلص المطران شوملي عظته بالمباركة للراهبات الناذرات، وقال: "أبارك لكنّ باسم الكنيسة، وأشكركن على الاستجابة لنداء الرب في رهبانيّة الورديّة. وصلاتنا لكن كي تبقين امينات حتى الممات لدعوة الرب. الله امين ولا يتراجع عن وعوده وعهوده. كما أهنىء، باسمي وباسم البطريركية اللاتينية والكهنة الحاضرين، رهبنة الورديّة، سائلاً الله مزيدًا من النفوس السخية التي تتبع مثال مريم في ارض الفداء. فبكنّ، أيتها المكرسات، الرهبنة تزداد قوة ونضارة، وتزداد كنيسة القدس وعمّان إشعاعًا وقداسة".

 

للمزيد من الصور