موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٣ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
الإيمان بقيامة الأموات: «ما كانَ إِلهَ أَمْوات، بل إِلهُ أَحْياء...»

التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية :

 

"أومن بقيامة الجسد": إنّ قانون الإيمان المسيحيّ، وهو اعتراف إيماننا بالله الآب، والابن والرُّوح القدس، وبعمله الخالق والمخلِّص والمقدِّس، يصل إلى قمّته في إعلان قيامة الأموات في نهاية الأزمنة، وفي الحياة الأبديّة. نؤمن إيمانًا ثابتًا، وبالتالي نرجو، أنّه كما أنّ الرّب يسوع المسيح قام حقًّا من بين الأموات، وأنّه يحيا على الدوام، كذلك الصدّيقون من بعد موتهم سيحيون على الدوام مع الرّب يسوع المسيح القائم، وأنّه سيقيمهم في اليوم الأخير، وقيامتنا، على غرار قيامته، ستكون عمل الثالوث القدّوس... إنّ لفظة "الجسد" تعني الإنسان من حيث وضعه الضعيف والمائت. "وقيامة الجسد" تعنى أنّه بعد الموت لن تكون فقط حياة للنفس الخالدة، ولكن حتى "أجسادنا المائتة" (رو 8: 11) ستعود إليها الحياة.

 

إن الإيمان بقيامة الأموات كان أحد عناصر الإيمان المسيحيّ الأساسيّة منذ بدايته. "هناك اقتناع لدى المسيحيين: قيامة الأموات. وهذا الإيمان يُحيينا" (تَرتليانُس (155؟-220؟)، لاهوتيّ)... إنّ قيامة الأموات قد كشفها الله لشعبه تدريجيًّا. فالرجاء بقيامة الأموات في الجسد قد ثبت كنتيجة ضمنيّة للإيمان بإله خلق الإنسان بكامله، نفسًا وجسدًا. فالّذي خلق السماء والأرض هو أيضًا الّذي يحفظ بأمانة العهد مع إبراهيم ونسله. في هذه النظرة المزدوجة تمّ أولاً التعبير عن الإيمان بالقيامة...

 

إنّ الفرّيسيين وكثيرين من معاصري الربّ كانوا يرجون القيامة. وقد علّمها الرّب يسوع بثبات. فأجاب الصدوقيّين الذين ينكرونها: "أولستم على ضلال لأنّكم لا تفهمون الكتب، ولا قدرة الله؟". الإيمان بالقيامة يرتكز على الإيمان بالله الذي "ما كانَ إِلهَ أَمْوات، بل إِلهُ أَحْياء". ولكن هناك أكثر من ذلك: فقد ربط الرّب يسوع الإيمان بالقيامة بشخصه هو: "أنا القيامة والحياة" (يو 11: 25). إن الرّب يسوع نفسه هو مَن سيقيم الذين آمنوا به وأكلوا جسده وشربوا دمه في اليوم الأخير(يو 6: 40 و54).