موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم العربي
نشر الإثنين، ٢٧ مايو / أيار ٢٠١٣
الإنسان والأوجه الثلاث للدين

الأب رفيق جريش :

للدين ثلاثة أوجه مرتبطين بعضهم ببعض لأنها معاً تُكَون الضمير الديني للإنسان وإذا إنفصلت إحدى هذه الأوجه أو أخذت مرتبة أعلى أو اهتمام أكثر من الأخرى تسبب في خلل جسيم للضمير الديني للإنسان وهذه الأوجه الثلاث هي: الإيمان، الإعتقاد أو العقيدة، الدين.

1) الإيمان: هو العلاقة الشخصية الحميمة بين الإنسان وربه وفيه يسلم الإنسان حياته لله في ثقة كاملة ويعترف بالوحي الإلهي والعقائد الرئيسية.

2) العقيدة: هي ترجمة كل ما أوحي به الله في مجموعة عقائد ثابتة لا تتغير ولا تتبدل وأساسية لإيمان الإنسان بالله وبغيرها لا يكون الإنسان على إيمان قويم.

3) أما الدين أو التدين هو الطاعة والخضوع لمجموعة من القواعد والممارسات العبادية يمارسها المرء وحده وأيضاً في إطار الجماعة التي تدين بنفس دينه وتمارس نفس الممارسات العبادية والطقوس والصلوات والأدعية وكثيراً ما تدخل فيها العبادات التقوية المستقاة من البيئة والتقاليد الإجتماعية.

فالمؤمن الحق صاحب الضمير الديني هو الذي يعيش هذه الأوجة الثلاث بتوازن متساوي لكن الخلل يأتي عندما يلخص الشخص الإيمان في مجموعة ممارسات أو شعائر دون الإهتمام في تعميق العلاقة الشخصية والحميمة مع الله تعالي ، أو يتمسك مثلاً الإنسان ببعض العقائد ويترك الأخرى ويدعي أنه متدين دون أن يربى أو يثقف إيمانه بتلك العقائد فيكون النتيجة إما أمانٌ هش أو إيمان متعصب متطرف لأنه لا يعرف صحيح الدين في وسطيته أو أن يقول أنا أؤمن بالله ولكن العقائد لا تهمني كثيراً والشعائر والممارسات الدينية لا تعني لي شيء.

من الضروري أن يقوم رجال الدين والعلماء في إرشاد وتوجيه رعاياهم في كيفية التوازن الصحيح بين تلك الأوجه الثلاث للدين حتى يكون للإنسان ضمير ديني حي يعيشه الإنسان في واقعه اليومي في ألفة ومحبة وإنسجام مع ربه ومع ذاته ومع الأخرين ويقوده بسلام إلى اليوم الأخر.