موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ١٤ سبتمبر / أيلول ٢٠١٣
الإسلام بالنسخة الأميركية

هند خليفات :

نقلاً عن جريدة الرأي الأردنية

لم تكتف أميركا بالاستيلاء على صناعة الملابس والأجهزة والأسلحة والأفلام وكل شيء فذهبت لصناعة خرائط كونية ومجتمعات وتواريخ ودولا واديانا بمواصفات أميركية براقة تخدم مصالحها الآنية والإستراتيجية...

الذي لم نكن نتوقعه أن تمد يدها تجاه الدين الإسلامي الحنيف فصنعت في كل منطقة وزمنا إسلاما يخدم مصالحها، صنعت إسلاما سمحا لا يفرق بين السنة والشيعة في أفغانستان لمحاربة الشيوعيين الروس، حتى أنها جعلت قادة الجهاد الأفغاني يُستقبلون أبطالا فاتحين دون البحث في الطائفة التي ينتمون إليها، لدرجة انك وقتها لا تستطع التفريق بين قادة الجهاد الأفغاني أيهم سني وأيهم شيعي!

وعندما احتاجت أميركا إسلاما من طائفتين يقاتلا بعضهما ويكفرا بعضهما صنعت مسلمين سنة وشيعة يتناحرون لدرجة لا يمكن تصدقيها ولا توقعها وحللت لهما ذبح بعضهما لدرجة كراهية لم تشهدها الكرة الأرضية من قبل، حد استخراج الأحشاء واكلها أو حد نحر الأطفال من قبل جيش بشار الأسد (علينا وفي الحروب نعامة)!

وعندما احتاجت إسلاما أكثر فتنة حيث لا يكفي خارطة الشرق الأوسط الجديد شقاق السنة والشيعة بل احتاجت شقاقا أكثر فتكا أوقدت فتيلا بين الإخوان والسلفيين لأنها الشرارة الوحيدة التي تستطيع ان تحرق قطن الوفاق بين البلاد السنية، وانتظروا إسلاما يجرف الصوفيين والشافعيين نحو الاقتتال الإسلامي بحجة أن كل فئة ترى الأخرى كافرة!

الشقاق بين الأحزاب والطوائف والدول الإسلامية سيضمن لأميركا ان تظل شرطي المنطقة الوحيد وبائع السلاح الأول، في الوقت نفسه الذي يسكن أميركا ملايين المسلمين من مختلف الأحزاب والطوائف ينعمون بسلام وهدوء وسكينة ويرون ان كل مسلم ينطق بالشهادتين محرم قتاله مهما بلغ الاختلاف معه، وستكون ردة فعل أميركا حاسمة لو ان دولة أخرى مارست مع مسلمي أميركا ما تمارسه أميركا مع مسلمي الشرق الأوسط!

دعونا نعترف أن ما حدث من دموية ووحشية باسم العروبة والحرية والإسلام؛ جعلنا أكثر تعاطفا مع إسرائيل، وهذا أيضا جزء من نتائج الإسلام بالنسخة الأميركية الخطير..وهو تقليل الحنق من إسرائيل وزيادة التعاطف معها وهي التي تقع بين دول شعوبها تقتل بعضها بدم بارد وتجد رقابها وهي تهلل!

فالخطة لا تحتاج سوى شراء كم خطيب من الطائفيين يحذر من خطورة الطائفة الأخرى ويكفرها ويدعو لقتالها وساعتها تنطلق كرة الثلج التي ستقلب السحر على الساحر.

الإسلام أعظم دين لكن بعض أتباعه أصبحوا ألعوبة في يد أعداء الدين وصارت ذممهم تباع (بفرنك)!.