موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم
نشر الخميس، ١٩ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٩
الأمين العام للأمم المتحدة: البابا يساعدنا على تعزيز السلام

الفاتيكان نيوز :

عشيّة زيارته للكرسي الرسولي وللبابا فرنسيس أجرى موقع فاتيكان نيوز وجريدة لاستامبا الإيطالية مقابلة مع الأمين العام لمنظّمة الأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش استهلّها متحدثًا عن المواضيع التي يرغب في مناقشتها مع البابا وقال أردتُ أن التقي الأب الأقدس لكي أُعبِّر له عن تقديري لعمله. إنه صوت قوي حول الأزمة المناخية والفقر وعدم المساواة والتعدُّدية وحول حماية اللاجئين والمهجرين وحول نزع السلاح وعدة مسائل مهمّة أخرى. من خلال عمله يساهم البابا فرنسيس يساهم في بلوغنا للعديد من أهدافنا، بما فيها تلك المتعلِّقة بالتنمية المستدامة ومحاربة التغيرات المناخية وتعزيز ثقافة السلام. بناء الجسور هو تشابه جيد؛ وفيما نناقش المشاكل التي أشرت اليها، آمل أن أكتشف كيف يمكننا زيادة تعاوننا لكي نبني جسورًا من أجل الحصول على نتائج أكبر من أجل الأشخاص الأكثر حاجة لها.

وفي جوابه على سؤال حول التهديد الذي تتعرّض له الحرية الدينية في العالم والتأثيرات السلبية لهذا التهديد وكيف من الممكن مواجهته قال الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة إنّ الحرية الدينية هي موضوع آخر آمل أن أناقشه مع البابا فرنسيس. أنا قلق بسبب تزايد التعصب الذي يتضمن هجمات مباشرة على الأشخاص، والتي تقوم فقط على إيمانهم الديني وانتمائهم. إنَّ الهجمات المميتة ضد الجوامع في نيوزيلاندا والكنيست في الولايات المتحدة والانفجارات في عيد الفصح في الكنائس في سريلانكا تُظهر ضرورة العمل لكي يتمكّن الجميع، بعيدًا عن إيمانهم الديني، من التمتُّع بشكل كامل بحقوقهم الإنسانية. فالتنوع هو غنى وليس تهديدًا. ينفطر قلبي لدى رؤيتي للعدد المتزايد للأفراد الذين يتعرّضون للذل والتحرشات والهجمات العلنية فقط بسب دياناتهم او إيمانهم. اليهود الذين قتلوا في الكنيست، والمسلمون الذين قتلوا في الجوامع، والمسيحيون الذين قُتلوا في الصلاة وأُحرقت كنائسهم لذلك أطلقت خلال الأشهر الأخيرة مبادرتين: خطة عمل من أجل دعم الجهود من أجل الحفاظ على المواقع الدينية والدفاع عن الحقِّ بالحرية الدينية، واستراتيجية على صعيد نظام الأمم المتحدة من أجل مواجهة مسائل الكراهية. بالتعاون مع ممثلي الأعلى من أجل تحالف الحضارات، تهدف خطة العمل إلى دعم الدول الأعضاء في أن تضمن للمؤمنين ان يمارسوا طقوسهم بسلام. إذ ينبغي على دور العبادة في جميع أنحاء العالم أن تكون آمنة للتأمّل والسلام وليس أماكن لسفك الدماء والرعب. لدينا أيضًا الحاجة لاستثمارات قوية في مجال العلاقات الاجتماعية لكي نضمن بأن تشعر مختلف الجماعات بأنها تُحترم في هويتها وأن تحترم هذه الجماعات بدورها الجماعات الأخرى، وأن يكون لديها اهتمامًا بالمجتمع بأسره. إن الإعلان المشترك الأخير لقداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر لجامع الأزهر الشيخ الدكتور أحمد الطيب قد شكّل إسهامًا مهمًّا جدًّا من أجل التعايش السلمي والاحترام المتبادل والتفاهم بين مختلف الجماعات الدينية في العالم. كذلك ينبغي على التعليم أن يكون جزءًا أساسيًّا من جهودنا من أجل محاربة انتشار الكراهية، ولذلك أنوي أن أدعو لانعقاد مؤتمر حول دور التعليم في مواجهة وبناء المرونة ضد هذه الظاهرة.

وتابع غوتيريش مجيبًا على سؤال حول مسألة الهجرة في العالم وخصوصا في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط وما يمكن للاتحاد الأوربي فعله من أجل مساعدة البلدان من أجل مواجهة مسألة الهجرة وقال فيما نتحدث هناك حوالي أكثر من ٧٠ مليون شخص مجبرين على النزوح، وهذا الرقم هو الضعف مقارنة مع عدد النازحين لعشرين سنة خلت، وهو أكثر بـ ٢، ٣ مليون شخص مقارنة مع عدد السنة الفائتة. إنه رقم صادم ومرعب؛ لكنَّ الصراعات قد أصبحت أكثر تعقيداً وتضاف إليها مسائل أخرى كالتغيرات المناخية، ونمو عدد السكان، والتنمية الحضارية السريعة وعدم الأمان الغذائي، وبالتالي يمكننا للأسف أن نتوقع ازدياد الهجرة القسريّة والمتطلبات البشريّة. إن عدد المهاجرين قد ازداد بسرعة أكبر من قدرتنا على إيجاد حلول دائمة. ولذلك وفي السابع عشر من كانون الأول الجاري سيجتمع القادة العالميون في جنيف زعماء العالم اتحدوا من أجل المنتدى العالمي للمهاجرين، والذي تنظّمه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل مناقشة الأساليب لمواجه الواقع الحالي بشكل أفضل والاستعداد لتحديات المستقبل. وبالتالي أعتقد أنّه علينا احترام وعود مشاركة المسؤولية المنصوص عليها في الإتفاق العالمي حول اللاجئين. كذلك يجب أن نستعيد سلامة نظام الحماية الدوليّة للاجئين، وأن نتعاون معًا لمواجهة تجار البشر والمجرمين الذين يغتنون على حساب الأشخاص الضعفاء.