موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الأربعاء، ٢١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠
الأمين العام لجماعة سانت إيجيديو يتحدّث عن اتفاق السلام في جنوب السودان

فاتيكان نيوز :

 

اتفقت حكومة جنوب السودان وقوات المعارضة على وضع خارطة طريق من أجل التوصل إلى سلام دائم وإصلاح الدستور، على أن يعقد الطرفان اجتماعًا جديدًا في مقر جماعة سانت إيجيديو بروما في شهر تشرين الثاني نوفمبر المقبل.

 

وقد وافق الطرفان على ورقة لإعلان المبادئ تتناول المسائل التي ستكون في صلب المحادثات الثنائية من أجل بناء دولة ديمقراطية في جنوب السودان، على أن يتم التوصل إلى اتفاق يشمل جميع القوى المتمردة التي تتقيّد في وقف إطلاق النار.

 

تم بلوغ هذا التفاهم بين الطرفين المتنازعين في أعقاب أربعة أيام من المفاوضات التي عُقدت في مقر جماعة سانت إيجيديو بروما بين وفد من حكومة جنوب السودان وممثلين عن المجموعات المتمردة التي رفضت اتفاقية السلام لعام 2018، والمنضوية اليوم تحت ما يُعرف بتحالف حركة المعارضة في جنوب السودان. وقد ترأس الوفدين إلى روما، القيادي في حكومة جنوب السودان بنجامين برنابا والجنرال توماس شيريلو سواكا.

 

وكانت المفاوضات الثنائية قد توقفت في شهر شباط فبراير من هذا العام، بسبب جائحة كوفيد 19 وقد استؤنفت اليوم بفضل جهود الوساطة التي قامت بها جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية والتي تمكنت أيضا من إشراك أطراف دولية ملتزمة في تحقيق الاستقرار في القارة الأفريقية شأن منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي فضلا عن دبلوماسية الكرسي الرسولي. لكن وللأسف، خلال الأشهر الثمانية الماضية من جمود عملية التفاوض، سُجلت خروقات عدة لوقف إطلاق النار ومصادمات مسلحة زادت من تدهور الأوضاع الإنسانية في البلد الأفريقي.

 

وبعد هذه المرحلة القاتمة استُؤنفت عملية السلام والمصالحة الوطنية والتي تشهد اليوم مشاركة جميع الفرقاء المعنيين. من جهته أعلن ممثل حكومة جوبا إلى مفاوضات روما بنجامين برنابا أن لدى الحكومة المركزية والجماعات المتمردة المصلحة ذاتها في البحث عن حلول تخفف من معاناة الشعبين وذلك من خلال الحوار الذي سيستمر بين الطرفين لغاية التوصل إلى اتفاق سلام نهائي.

 

وتمنى برنابا بأن تتوقف لغة السلاح نهائيًا مع نهاية العام 2020، تماما كما طلب الاتحاد الأفريقي. وذكّر في هذا السياق بالكلمات التي قالها البابا فرنسيس، عندما طلب إلى الحكومة والمعارضة في جنوب السودان بأن تصبّا الاهتمام على ما يوحدهما لا على ما يفرّق. أما ممثل قوات المعارضة الجنرال سواكا فعبّر ن استعداد المتمردين الذين لم يوقعوا على اتفاقية السلام لعام 2018 أن يستمروا اليوم في الحوار لغاية التوصل إلى سلام دائم. وشاء التوقف عند النقطة المتعلقة بتشكيل جيش وطني تشارك فيه مكونات المجتمع كافة.

 

وكان البابا فرنسيس ورئيس أساقفة كانتربوري جاستن ويلبي والمسؤول السابق للكنيسة المشيخية في اسكتلندا القس جون تشالمرز قد وجهوا رسالة مشتركة إلى رئيس جنوب السودان سالفا كير وزعيم المعارضة رياك مشار، لمناسبة عيد الميلاد وحلول رأس السنة، في شهر كانون الأول ديسمبر الماضي. نقلت الرسالة التمنيات بالسلام والرخاء للرئيس وزعيم المعارضة ولشعب جنوب السودان، كما وأعربت عن القرب الروحي من الجهود الساعية إلى تطبيق اتفاقيات السلام. وأكدت الرسالة الصلاة إلى المسيح المخلص من أجل التزام متجدد في مسيرة المصالحة والأخوّة، واستمطار وافر البركات على الرئيس وزعيم المعارضة والأمة بكاملها.

 

لمناسبة التوصل إلى هذا الاتفاق أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأمين العام لجماعة سانت إيجيديو السيد ماركو إيمباياتسو، الذي قام بتنسيق جهود الوساطة بين الطرفين، فأكد أن تلك اللقاءات في روما أضاءت من جديد شعلة الأمل، كما تم إرساء أسس حوار سياسي سيُستأنف في أواخر شهر تشرين الثاني نوفمبر المقبل، مشيرا إلى التزام الطرفين في وقف إطلاق النار على أن يتباحث في هذه التفاصيل القادة العسكريون في المستقبل القريب.

 

وأوضح أن المجموعات المتمردة طالبت بتطبيق النظام الفدرالي وبإمكانية المشاركة في عملية صياغة الدستور الجديد. وقد اتفق الجانبان على متابعة الحوار بروح من الانفتاح بغية التوصل إلى اتفاق سياسي شامل. وختم إيمباياتسو مؤكدا أن لا أحد يريد انقسامات عرقية في جنوب السودان لذا ستُستبعد القضايا العرقية والقبلية عن المسائل المتعلقة بإدارة شؤون البلاد. وقال إن هذا الحوار السياسي يرمي إلى تجنّب الانقسامات العرقية. تجدر الإشارة إلى أن القادة العسكريين من الطرفين سيجتمعون في روما في التاسع من الشهر المقبل على أن يلتقي المسؤولون السياسيون في الثلاثين منه.