موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر السبت، ١٩ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٠
الأمم المتحدة تقرع جرس السلام بالدعوة إلى إسكات البنادق والتركيز على عدونا المشترك - الفيروس
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يقرع جرس السلام في مقرّ الأمم المتحدة بنيويورك

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يقرع جرس السلام في مقرّ الأمم المتحدة بنيويورك

الأمم المتحدة :

 

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من المخاطر التي تشكلها جائحة كوفيد-19 على السلام في كل مكان بوصفها أخطر ما يهدد الأمن والسلام الدوليين، وخاصة الأشخاص العالقين في الصراعات.

 

جاءت كلمة الأمين العام خلال مراسم الاحتفال باليوم الدولي للسلام في الحديقة اليابانية بمقرّ الأمم المتحدة، صباح الخميس، وقال: "هذه الاحتفالية في الحديقة اليابانية هي لحظة هدوء سنوية قبل الأسبوع رفيع المستوى؛ لحظة تعيدنا إلى هدفنا التأسيسي وهو السلام".

 

وبهذه المناسبة التي تأتي قبل أيام قليلة من عقد المناقشة العامة للجمعية العامة يوم الثلاثاء المقبل، ذكّر الأمين العام بأن الهدف الرئيسي من تأسيس الأمم المتحدة قبل 75 عامًا هو منع الحرب وتعزيز السلام، "منذ ذلك الحين قمنا بتعميق معرفتنا بكيفية تحقيق هذه المهمة النبيلة"، مشيرًا إلى وجود أدلة دامغة على أن "حقوق الإنسان واحترام سيادة القانون والوصول إلى العدالة والفرص للجميع" هي لبنات بناء المجتمعات المسالمة.


 

كوفيد-19 خطر على السلام

 

وفي كلمته التي ألقاها قبل قرع جرس السلام، قال الأمين العام إن جائحة كـوفيد-19 تشكل مخاطر على السلام في كل مكان، وتسلط الضوء على أشكال عدم المساواة بجميع أنواعها، وتستغلها، وتضع المجتمعات والبلدان في مواجهة بعضهم البعض.

 

وتابع يقول: "يقع التأثير الاقتصادي والاجتماعي للجائحة بشكل غير متناسب على الفئات الأكثر ضعفًا، مما يهدد التماسك الاجتماعي ويزيد من تقويض الثقة في مؤسسات الحكومة". ودعا للتضامن والعمل معًا: "نحن بحاجة إلى التحرّك معا في وحدة وتضامن، داخل المجتمعات والبلدان وفيما بينها، لتقوية روابطنا المشتركة وبناء مجتمعات مسالمة وقادرة على الصمود".

 

وأكد الأمين العام على أنه سيكرر النداء الذي وجهه في آذار/مارس الماضي بشأن وقف عالمي لإطلاق النار خلال اجتماعات الجمعية العامة، وقال: "نحن بحاجة إلى إسكات البنادق، والتركيز على عدونا المشترك: الفيروس"، داعيًا للتصدي لأوجه الضعف وعدم المساواة التي تعمل ضد السلام وللدفع من أجل السلام حيثما كان الصراع محتدمًا وحيثما توجد فرص دبلوماسية لإسكات البنادق. وقال: "دعونا نعطي الأولوية للسلام ونبني مستقبلا أكثر أمانًا للجميع".


 

"تشكيل السلام معًا"

 

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي للسلام في عام 1981 من أجل "الاحتفال بمُثل السلام وتعزيزها بين جميع الأمم والشعوب". وموضوع عام 2020 هو "تشكيل السلام معًا". وبدأت مراسم الاحتفال السنوية بالذكرى التاسعة والثلاثين لإحياء اليوم الدولي للسلام بقطعة موسيقية قدّمها افتراضيا يو-يو ماي، عازف التشيلو، عبر الإنترنت.

 

وقالت وكيلة الأمين العام لإدارة التواصل العالمي بالأمم المتحدة، ميليسا فليمنغ، في بداية المراسم: "إن الذكرى السنوية هي دائما حجر زاوية في تقويم الأمم المتحدة. وهذا وقت مشرّف للاحتفال باليوم الدولي للسلام". وأشارت إلى أن اليوم الدولي للسلام هو تذكيرٌ قيّمٌ عشية انطلاق المناقشة العامة للجمعية العامة بمركزية السلام لكل عمل الأمم المتحدة.


 

"الأدوات الضرورية" في متناول اليد

 

من جانبه، قال رئيس الجمعية العامة، فولكان بوزكير، قبل أن يقرع جرس السلام: "لتشكيل السلام معًا، لدينا كمنظمة الأدوات الضرورية والمتنوعة في متناول اليد، من الدبلوماسية الوقائية إلى الوساطة، إلى حفظ السلام وكذلك بناء السلام".

 

وأضاف أنه على الرغم من طغيان الصراعات والمعاناة البشرية، إلا أنه بالإمكان إرساء أسس السلام والتنمية المستدامين خطوة بخطوة في بعض الحالات. وتطرق بوزكير إلى جائحة كوفيد-19، قائلا إن الجائحة جلبت مستويات غير متوقعة من البؤس والمشقات للكثيرين: "لكنّ الأكثر ضعفا هم الذين يعانون، سواء في الصراع أو بسبب هذا المرض".


 

جرس السلام "رمز للوحدة"

 

ويعدّ جرس السلام واحدًا من أقدم الهدايا التي قدمت للأمم المتحدة، حيث قدم كهدية عام 1954 من رابطة الأمم المتحدة في اليابان، حتى قبل أن تصبح اليابان دولة عضو في المنظمة الدولية.

 

وقال الأمين العام: "جرس السلام هو رمز الوحدة وهو مصنوع من عملات وميداليات تبرع فيها أشخاص من جميع أنحاء العالم"، مشيرا إلى أن ذلك ينعكس في فن "كينتسوغي" وهو وضع قطع الفخار المكسورة مع ورنيش ذهبي لتشكيل قطعة واحدة أقوى وأكثر جمالا، والنتيجة هي قطعة ليست جيّدة كأنها جديدة ولكنها أفضل من الجديدة: "دعونا نطبق هذا المبدأ على عالمنا الممزق".

 

وقبل دق جرس السلام، وقف الأمين العام دقيقة صمت حدادًا على ضحايا الحروب والنزاعات حول العالم.