موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم
نشر الثلاثاء، ٢٦ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩
الأمم المتحدة تحذّر من تبعات عدم خفض انبعاثات الوقود: الوقت نفد بالفعل

باريس - أ ف ب :

حذّرت الأمم المتحدة في تقييمها السنوي حول غازات الاحتباس الحراري الذي نشر الثلاثاء من أن العالم سيفوت فرصة لتفادي كارثة مناخية إذا لم يقم بخفض فوري وشبه مستحيل في انبعاثات الوقود الأحفوري.

وقال برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن الانبعاثات العالمية يجب أن تنخفض بنسبة 7,6 بالمئة سنويًا حتى العام 2030 من أجل احتواء ارتفاع درجات الحرارة دون 1,5 درجة مئوية. لكنّ الحقيقة القاسية أن الانبعاثات ارتفعت بمعدل 1,5 بالمئة سنويًا خلال العقد الماضي لتبلغ مستوى قياسيًا بلغ 55,3 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون أو غازات الاحتباس الحراري في العام 2018، بعد ثلاث سنوات من توقيع 195 دولة على اتفاق باريس للمناخ.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الاثنين أن تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي سجلت رقما قياسيا في العام 2018.

وتدعو اتفاقية باريس للمناخ إلى احتواء الاحترار المناخي تحت الدرجتين المئويتين وبحدود 1,5 درجة إن أمكن. ولبلوغ هذا الهدف، وافقوا على الحاجة إلى خفض الانبعاثات والعمل من أجل عالم منخفض الكربون خلال عقود.

لكن الأمم المتحدة توصلت إلى أنه حتى لو أخذنا في الاعتبار تعهدات باريس الحالية، فإن العالم يمضي نحو ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3,2 درجة مئوية، وهو أمر يخشى العلماء أن يمزق نسيج المجتمعات.

وخلصت الأمم المتحدة نفسها إلى أن تقييمها "قاتم".

وفيما أصرت الأمم المتحدة أن هدف بلوغ 1,5 درجة مئوية لا يزال قابلا للتحقيق، أقرت بأن هذا سيتطلب حدوث ثورة غير مسبوقة ومنسقة للاقتصاد العالمي الذي لا يزال يغذيه بشكل كبير النمو الناجم عن النفط والغاز.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن لوكالة فرانس برس "نحن نفشل في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري". وتابع "ما لم نتخذ إجراءات عاجلة الآن وننجز خفضا كبيرة للغاية في الانبعاثات العالمية، فسنفوت هدف (احتواء الارتفاع) ب 1,5 درجة مئوية".

■ ثمن التقاعس عن العمل

وعرض تقرير فجوة الانبعاثات، الذي يصدر للعام العاشر، أيضًا تكلفة عقد من تقاعس الحكومات عن العمل. وذكر أنه لو اتخذت الحكومات إجراءات مناخية جادة في 2010، بعد قمة كوبنهاغن التي بثت حياة جديدة في النقاش بشان المناخ، لكانت الانخفاضات السنوية المطلوبة للانبعاثات 0,7 بالمئة لارتفاع حراري من درجتين، و3,3 بالمئة لارتفاع حراري من 1,5 درجة مئوية.

وقال أندرسن "لقد قادتنا 10 سنوات من التسويف المناخي إلى ما نحن عليه اليوم".

ورغم تباين النصائح الموجهة للدول، فإن الموضوع واضح: التخلص التدريجي التام من الفحم والتخلص من النفط والغاز في شكل كبير والبناء على الطاقة المتجددة في شكل واسع. وأعتبر التقرير مجموعة العشرين من المتقاعسين، فرغم أنها تنتج حوالي 78 بالمئة من إجمالي الانبعاثات، إلا أن 15 دولة غنية فقط هي التي وضعت خططا لتكون الانبعاثات معدومة.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أبلغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأمم المتحدة رسميًا بأن الولايات المتحدة سوف تنسحب من اتفاق باريس للمناخ واتخذت خطوات لتعزيز إنتاج الوقود الأحفوري بما في ذلك دعم تكنولوجيا لالتقاط وتخزين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من محطات توليد الطاقة.

وإجمالا، يجب على البلدان زيادة مساهماتها في مكافحة المناخ خمس مرات لتحقيق الخفض اللازم للوصول إلى 1,5 درجة مئوية.

■ "الوقت نفد بالفعل"

في العام الماضي، أصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، الهيئة العلمية الرائدة في العالم حول هذا الملف، تحذيرا صارخا بأن تجاوز الاحترار 1,5 درجة مئوية سيزيد من شدة وتتابع موجات الحرارة والعواصف الكبيرة والفيضانات.

مع ارتفاع الاحترار درجة مئوية فقط حتى الآن، من المتوقع أن يكون عام 2019 هو ثاني أكثر الأعوام حرارة في تاريخ البشرية، وهو بالفعل شهد حرائق غابات قاتلة وأعاصير باتت أكثر تواترا مع ارتفاع درجات الحرارة.

وعلى الرغم من الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، مع استمرار ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة لسنوات، أقرّت الأمم المتحدة الثلاثاء "أنه لا يوجد ما يشير إلى أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ستنخفض في السنوات القليلة المقبلة".

وقال مدير السياسات في اتحاد العلماء المهتمين ألدن ماير إنّ نقطة التحول كان يجب أن تأتي قبل سنوات.

وقال لوكالة فرانس برس "الوقت لا ينفد ... الوقت نفد بالفعل".

وجاء في التقرير أنّ الانبعاثات ستحتاج إلى انخفاض بنسبة 55 بالمئة بحلول العام 2030 ليبقى الاحترار على مسار 1,5 درجة مئوية، وهو ما سيكون انخفاضا غير مسبوق في ظل نمو عالمي.

وأعرب جون فيرغسون، مدير التحليل في صحيفة "الأيكونوميست" البريطانية، عن تشاؤمه من قدرة الدول على خفض انبعاثاتها في الوقت المطلوب.

وأضاف "هناك فجوة في الانبعاثات ولكن هناك أيضًا فجوة بين الكلام والأفعال، وتوضح هذه الفجوة تشاؤمي بأننا لن نتمكن من حصرها عند 1,5 درجة مئوية".