موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
انطلقت، مساء الجمعة، فعاليات مهرجان "قصة ابن البلد" في دير اللاتين بمدينة رام الله، والذي تنظمه الأمانة العامة لشبيبة "موطن يسوع" في فلسطين، تحت رعاية رئيس الوزراء محمد اشتية، ومجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة.
ويأتي المهرجان احتفالاً بمرور 55 عامًا على تأسيس الأمانة العامة للشبيبة، ولتسليط الضوء على أنشطة وبرامج ومبادرات الشبيبة المسيحية الفلسطينية على الصعيدين الوطني والكنسي.
وحضر حفل الافتتاح المستشار ستيفان سلامة ممثلاً عن رئيس الوزراء، وبطريرك القدس السابق للاتين ميشيل صبّاح ممثلاً عن مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة، وعدد من الوزراء وممثلي الوزارات المختلفة، ورؤساء البلديات والمجالس المحلية، ولفيف من المطارنة والكهنة والراهبات، وأعضاء الأمانة العامة لشبيبة "موطن يسوع"، وجمهور كبير من مختلف المحافظات الفلسطينية.
ونقل سلامة تحيات رئيس الوزراء للحضور، مثمنًا الدور الذي تلعبه حركة الشبيبة المسيحية في فلسطين وفي هذا المهرجان بالتحديد، لما له من معاني عميقة تتعلق بجذورنا المسيحية في هذه البلاد المقدسة. وأكد أن الشعب الفلسطيني يؤمن بمبدأ العيش المشترك والحوار والتسامح بين الأخوة في هذا الوطن الحبيب فلسطين، مسيحيين ومسلمين. وقال: "تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا واحد وأزلي، لن يزعزعه أصحاب الكراهية والإرهاب ولا كل مؤامرات الاحتلال".
ولفت إلى دور الكنائس المحلية في فلسطين في بناء دولة المواطنة والحرية والمساواة، ودور المؤسسات الكنسية في تقديم خدمات التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية المختلفة للشعب الفلسطيني، داعيًا الشباب الفلسطيني المسيحي والكنائس إلى توسيع عملهم ونشاطهم خاصةً في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا. وأشار إلى أن صوت الكنائس المسيحية له صدى كبير في جميع المحافل المحلية والإقليمية والدولية، داعيًا الكنائس إلى رفع صوتها "الصارخ في برية الحصار وسرقة الأرض وبناء المستوطنات والجدران وإغلاق القدس أمام المصلين المسلمين والمسيحيين".
ونقل سلامة رسالة من رئيس الوزراء للشباب الفلسطيني المسيحي قال فيها: "لا تتركوا فلسطين فهي وطنكم الأم وهي بحاجة لكم، فلا تهاجروا.. إذا غادرتم إلى بلاد أخرى فستكونون أرقامًا فيها أمّا هنّا فأنتم في بلدكم ومجتمعكم مواطنين من الدرجة الأولى وجزء أصيل من تاريخ وحاضر ومستقبل هذا الوطن". وأضاف: "يدعوكم رئيس الوزراء إلى الانخراط أكثر في المجتمع وإلى المساهمة والعمل كما كنتم دوماً في بناء مؤسسات الوطن، وأن نعمل جميعاً من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
من جهته، وجّه البطريرك صبّاح رسالة للشباب الفلسطيني، داعيًا إياهم إلى المحافظة على ذاتهم وهويتهم وتربيتهم الأصيلة. وقال: "الحياة رسالة، فيها تحديات وصعوبات على المستوى الشخصي، وعلى المستوى الجماعي. والإنسان المؤمن يجب ألّا يهرب من التحديات، بل عليه أن يواجهها، منها واجبات على المستوى الفردي، ومنها على مستوى المجتمع والوطن، وهما غير متناقضين، بل مرتبطان بعضهما ببعض".
وأضاف: "الحياة لم تعطَ لي كي أعيشها وحدي، بل هي رسالة في سبيل عالم أفضل لي وللكثيرين غيري. رسالة تضاء بقيم روحية وقيم وطنية. قيم روحية مبنية على محبة الله وعبادته، ومحبة وتكريم جميع خلقه وأبنائه. وقيم وطنية مبنية على معرفة الذات وجذورها، وعدم الهروب منها. من فلسطينيتك وعروبتك. وإن كان هناك صعاب، فهي ليست سبباً للهروب، بل لوضع اليد على المحراث والعمل لإصلاح المجتمع، وبناء الوطن، والغد الأفضل".
من جانبه، شكر الأمين العام لشبيبة "موطن يسوع" رافي غطاس كل من ساهم في إنجاح المهرجان من رعاة ومتطوعين، معلنًا إطلاق الشعار الجديد للشبيبة في ذكرى مرور 55 عامًا على تأسيسها.
وقدمت الفنانة النصراوية دلال أبو آمنة وفرقتها الموسيقية مجموعة من الأغاني التراثية الفلسطينية وأغانيها الخاصة، كما تخلل المهرجان عرضاً لفرقة دوبان للرقص المعاصر، وعروض كشفية.
وعلى هامش المهرجان، افتتحت شبيبة "موطن يسوع" أكبر معرض للكتاب المقدس بمساحة 220 متراً مربعاً، وهو الأول من نوعه في المنطقة العربية ويعرض للمرة الثانية بعد لبنان.
وينظم المهرجان الذي يتواصل على مدار أربعة أيام، برعاية ماسية من البعثة البابوية في القدس، وبرعاية ذهبية من بطريركية القدس للاتين، حراسة الأرض المقدسة، الأمانة العامة للمدارس المسيحية في فلسطين.