موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ١٩ فبراير / شباط ٢٠٢٠
الأمانة العامة لشبيبة موطن يسوع تطلق آية العام: "واقفٌ على الباب أقرع"
فكر... واختار... واتخذ القرار... وانطلق فهو يردّدُ بكل لحظة:
"واقفٌ على الباب أقرع"... فهل من قرار؟
صورة جماعية للمشاركين بورشة عمل أقامتها شبيبة موطن يسوع، شباط 2020

صورة جماعية للمشاركين بورشة عمل أقامتها شبيبة موطن يسوع، شباط 2020

شبيبة موطن يسوع – فلسطين :

 

واقعنا اليوم

 

في عالمٍ باتَ كلُّ شيءٍ فيه متاح بكل أريحية وأصبحت الحياة سريعةً سرعةَ البرق، وصلَ الإنسان لواقعٍ كان حلمًا بعيدَ المدى قبل سنين ليست بالبعيدة، وازداد ضجيج الحياة! هنا أحداثٌ سياسية تعصف بالأجواء، وهناك مشاكلٌ اجتماعية تغزو العقول، فتشتّت العائلة تارةً وتارةً أخرى تهدمها.

 

وبين السطور أوبئةٌ وحروب تكادُ تهدّدُ حياةَ الإنسان في كلِّ مكان ليقف عاجزًا وبرفقته ما صنعت يداه.

 

أيامٌ صعبةٌ تمضي وسطَ ظلامٍ حقيقي نعيشه في كلِّ مكان، قلقٌ مستمر وخوفٌ متزايد، والشر يتغلغل في الأجواء، والحبُّ أصبحَ في الهواء، أنانيةٌ منتشرة، تكنولوجيا مستهلكة، إلحَادٌ قاتل، واللامبالاة سيدةُ الموقف.

 

طبول الحربِ تُقرع، وخرائطٌ جديدة توزّع، وعودٌ وصفقاتٌ قاتلة، وتاريخٌ من الاكاذيب يٌقدّس، دقاتُ القلب تتسارع، ولحظاتُ خوفٍ يتجمد فيها الزمن ويختفي الكلام.

 

من يسمع؟

 

هناك من بعيدٍ بين الأصوات العالية والضجيج العظيم، صوتٌ يخترقُ حاجز الصمت كأنه دقٌ على خشب، يعلو ويتسارع مع الوقت، اقرب ما يكون لنبضات قلب، كلما زاد الضجيج زاد معه الصوت، وكلما ارتفع الخوف ارتفع ذاك الصوت معه. صوتٌ ينتظر المجيب... صوت لا ييأس... ضربةٌ بعد ضربة دونما توقف وهتافٌ مستمر يقول: "من كان له اذنان فليسمع!"

 

ماذا تنتظر؟ هيا أقترب لذاك الصوت... نعم أنت! دعكَ مِن مَن حولكَ واستمع لتلك الدقاتِ المستمرة دونما توقّف... اقرأ ببطئ وتركيز... خذ شهيقًا فزفيرًا... ضعْ يدكَ على صدرِكَ واشعر بدقات قلبك؛ أتسمع؟ تدقُ بانتظام أليسَ كذلك؟ مرةً تلو مرة من دونِ أيّ توقف! وهو كذلك: "واقفٌ على الباب أقرع" يقول الرب.

 

وأنتَ تتسأل: أين كلّ ذلك؟

 

مع كلِّ نبضةِ قلبٍ هو واقفٌ هناك يقرع منتظراً من يفتح له فيدخل ويجلسه معه على عرش ملكوته. ربما تتسأل "كيف أجده؟" والجواب ببساطة في كلِّ مكان وزمان، هو يقرع طوال الوقت؛ هناك في الكنيسة أثناء الصلاة، أو في الحارة اثناء اللعب، أو في المكتب أثناء العمل، أو في البيت اثناء الراحة، أو ربما تسمع صوته من خلال نصيحةٍ ما، أو صرخةٍ ما، قراءةٌ من الانجيل أو عظةٌ من كاهنٍ أمين، لقاء شبيبة أو نقاشٌ بين الاصدقاء، أو ربما تسمع صوته من مسنٍ حكيم أو طفلٍ بريء، من مرشدك أو معلمك، من ذويك أو من نفسك.

 

رسالتي في بلدي!

 

هو هنا في كلِّ مكانٍ من حولنا؛ اذهب إلى بيت لحم وضعْ أُذنكَ على مغارة الميلاد واستمع لنبضات قلبه، ثم اتجه نحو الشمال هناك في بحيرة طبريا مازال صوته يظهرُ بين الأمواج، بعدها عُد إلى القدس واستنشق رائحته التي بين أسواقِ المدينة العتيقة، واصعدْ بعدها نحو الجلجثة فالأرضُ هناك مازالت تهتزّ ودموعُ مريم لم تجفّ بعد، وأخيراً سِرّ مع بطرس ويوحنا نحو القبر؛ لتجِدَ نورَ قيامته العظيم والحجرُ قد دُحرج.

 

دعوتنا اليوم!

 

نحن اليوم في شبيبة موطن يسوع مدعوون أن نفتح الباب أمام إلهنا الحبيب، فندخله إلى قلوبنا وعائلاتنا ونعيدهُ من جديد إلى موطنه الأرضي فيحلُّ السلام والاستقرار في قلوبنا وعائلاتنا وبلادنا.

 

إذًا، ها هو واقفٌ على بابك يقرع بكلِّ حُب، ومن حُبّه ترك لك حرية الاختيار إما أن تفتح له وتدخله في أعماقك أو أن تتركه واقفاً بدون أن ييأس ينتظرُ جوابك!

 

فكر... واختار... واتخذ القرار... وانطلق فهو يردّدُ بكل لحظة:

 

"واقفٌ على الباب أقرع"... فهل من قرار؟