موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٣ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
الأسقف الأمريكي شلتون فابر: شعور الناس بالغضب أمر مبرر، لكن لا يمكن تبرير العنف
إزاء أعمال الشغب التي تشهدها الولايات المتحدة، في أعقاب مقتل المواطن الأفرو أمريكي جورج فلويد، والتي لم تخل وللأسف من سقوط ضحايا في حوادث تتخذ غالبًا طابعًا عنصريًا، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المطران شلتون فابر، رئيس لجنة مناهضة العنصرية، التابعة لمجلس الأساقفة الأمريكيين.
شرطيون أمريكيون يركعون تضامنًا مع المتظاهرين ضد عنف زملائهم

شرطيون أمريكيون يركعون تضامنًا مع المتظاهرين ضد عنف زملائهم

فاتيكان نيوز :

 

قال المطران شلتون فابر، رئيس لجنة مناهضة العنصرية، التابعة لمجلس الأساقفة في الولايات المتحدة، إنه اطّلع خلال الأيام القليلة الماضية على المشاعر والأفكار التي خالجت الناس، مشيرًا إلى شعوره بالحزن الشديد حيال موت الأشخاص لأسباب عنصرية. وأضاف أن شعور الناس بالغضب أمر مبرر لأن الرأي العام شاهد موت رجل أفرو-أمريكي كانت قد أوقفته الشرطة، وذلك إزاء لا مبالاة الشرطي الذي كان مسؤولاً عن موت فلويد.

 

ولفت إلى أنه على الرغم من كل ما يحدث ووسط هذا الألم والغصب الكبيرين، ما يزال يوجد أشخاص ينظرون إلى ما في داخل القلب، ويتساءلون عما يمكن أن يفعلوا، ويقودهم الروح القدس. وشدد على ضرورة عدم السكوت عن أعمال العنف التي تشهدها العديد من المناطق فضلا عن الأضرار الجسيمة التي تعرضت لها الأملاك الخاصة والعامة. وقال إن الأساقفة الأمريكيين يطالبون بوضع حد لهذه التجاوزات.

 

وأشار المطران فابر إلى وجود صلة بين التبعات الاقتصادية الوخيمة التي ترتبت على جائحة كوفيد 19 والاضطرابات التي تشهدها البلاد حاليًا، لكنه عزا السبب الرئيس إلى مشكلة تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية منذ نشأتها، ألا وهي العنصرية، أي اعتبار الشخص الذي يختلف عنا، لاسيما صاحب البشرة السمراء، أنه أقل شأنًا. وأضاف أن جذور هذه المشكلة تعود إلى التاريخ، مشيرًا إلى المحاولات العدة الهادفة إلى مكافحة آفة العنصرية والتصدي لها.

 

وأوضح في هذا السياق أن المواطنين الأفرو-أمريكيين عانوا أكثر من البيض، نتيجة فيروس كورونا المستجد، والسبب يعود إلى الظروف الصعبة التي يعيشون فيها. وقال إن العديد من هؤلاء لا يملكون تأمينًا صحيًا، وكثيرون منهم يعملون في قطاع الصناعة والخدمات ولا يحق لهم بإجازة مرضية، هذا بالإضافة إلى أنهم يعيشون في منازل تضم غالبًا أفرادًا من ثلاثة أجيال، وهذا الأمر يزيد من مخاطر انتقال العدوى.

 

في رد على سؤال بشأن الجهود التي تبذلها الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة من أجل التصدي لهذه التجاوزات قال المطران فابر إن العنف لا يمكن تبريره على الإطلاق، لافتًا إلى أن الكنيسة تدعو إلى التظاهرات السلمية. وختم حديثه مؤكدًا أن أساقفة الولايات المتحدة يدينون بشدة أعمال العنف والشغب التي تشهدها العديد من المدن الأمريكية –لاسيما واشنطن العاصمة– وهم في الوقت نفسه يتفهمون مشاعر الإحباط والغضب التي تخالج المتظاهرين ومن بينهم أشخاص قرروا التظاهر بطرق سلمية ليُسمعوا صوتهم ويعبروا عن مواقفهم.