موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٣ مارس / آذار ٢٠١٩
الأزهر يعتبر أن تعدد الزوجات ليس أصلا في الدين الإسلامي

القاهرة - أ ف ب :

أكد شيخ الأزهر أحمد الطيب أن تعدد الزوجات "ظلم للمرأة" وليس "الأصل" في الإسلام، وأنه مشروط ومقيد، ما أثار جدلا واسع النطاق في مصر.

وهذه ليست المرة الأولى التي يدلي فيها شيخ الأزهر بتصريح حول مسألة تعدد الزوجات منذ توليه منصبه عام 2010، فقد كانت له بعض التصريحات في 2016 ، خصوصًا بعد أن أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي دعوة لتجديد الخطاب الديني عقب توليه السلطة عام 2014. لكنها المرة الأولى التي يصف فيها التعدد (غير المشروط) بـ"الظلم".

وبعد ظهر السبت أصدر الأزهر بيانًا، نشره على موقعه الرسمي، أكد فيه تعليقًا على ما نشر على بعض المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، أن الإمام الطيب "لم يتطرق مطلقًا إلى تحريم أو حظر تعدد الزوجات". وشدد البيان على أن "حديث فضيلته انصب على فوضى التعدد وتفسير الآية الكريمة المتعلقة بالموضوع، وكيف أنها تقيد هذا التعدد بالعدل بين الزوجات، كما رد فضيلته على من يعتبرون تعدد الزوجات هو الأصل".

ولقي موقف شيخ الأزهر ترحيبًا من المجلس القومي للمرأة الذي أعربت رئيسته مايا مرسي في بيان السبت عن "عميق تقديرها وشكرها للشيخ الجليل إمام الأزهر الشريف عن مقولة الحق الصادرة منه ليس لأي غرض ولكنه بدافع تنوير العقول وإظهار الحق، وتأكيده الدائم على أن الدين الإسلامي الحنيف كرم المرأة وأنصفها وأعطاها حقوقًا عديده لم تكن موجودة من قبل".

وكان الأزهر نشر على حسابه الرسمي على تويتر مساء الجمعة، تصريحات للشيخ الطيب قال فيها إن "أولى قضايا التراث التي تحتاج إلى تجديد هي قضايا المرأة، لأن المرأة هي نصف المجتمع، وعدم الاهتمام بها يجعلنا كما لو كنا نمشي على ساق واحدة". وأكد أن "مسألة تعدد الزوجات تشهد ظلمًا للمرأة وللأولاد في كثير من الأحيان، وهي من الأمور التي شهدت تشويهًا للفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية".

وتابع الطيب، في تصريحات خلال برنامج أسبوعي يقدمه على القناة الفضائية الرسمية، "من يقولون إن الأصل في الزواج هو التعدد مخطئون، وعلى مسؤوليتي الكاملة، فإن الأصل في القرآن هو فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة". وتابع "علينا أن نقرأ الآية التي وردت فيها مسألة تعدد الزوجات بشكل كامل، فالبعض يقرأ مثنى وثلاث ورباع، وهذا جزء من الآية، وليس الآية كاملة، فهناك ما قبلها وما بعدها".

وسأل شيخ الأزهر "هل المسلم فعلا حر في أن يتزوج ثانية وثالثة ورابعة على زوجته الأولى؟ أم أن هذه الحرية مقيدة بشروط؟ بمعنى أن التعدد حق مقيد أو نستطيع أن نقول إنه رخصة، والرخصة تحتاج إلى سبب، وإذا انتفى السبب بطلت الرخصة". واعتبر أن "التعدد مشروط بالعدل وإذا لم يوجد العدل يحرم التعدد"، مشددًا على أن العدل ليس متروكًا للتجربة بمعنى أن الشخص يتزوج بثانية فإذا عدل يستمر وإذا لم يعدل فيطلق وإنما بمجرد الخوف من عدم العدل يحرم التعدد، فالقرآن يقول "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة".

وعلى شبكات التواصل الاجتماعي أثار موقف الشيخ الطيب تفاعلات وتعليقات عديدة بعضها مؤيد بشدة والبعض الآخر معارض بقوة.