موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ١٣ ابريل / نيسان ٢٠٢٠
الأرشمندريت د. بسام شحاتيت يكتب حول أحد الشعانين 2020
الأرشمندريت د. بسام شحاتيت، النائب الأسقفي العام في مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك – الأردن

الأرشمندريت د. بسام شحاتيت، النائب الأسقفي العام في مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك – الأردن

الأرشمندريت د. بسام شحاتيت :

 

مقدمة

 

أحد الشعانين هو الأحد الأخير من الصوم وبداية الأسبوع العظيم المقدس، وهو يأتي قبل عيد الفصح بأسبوع. هذه المسيرة هي فترة صلاة وصوم وتوبة للوصول إلى فرح القيامة.

 

نحتفل في هذا اليوم بأحد الشعانين في ظل ظرف إستثنائي بغياب المؤمنين عن الكنيسة التي تعج عادةً في هذه الأيام بالمصلين، ونعرف أنكم أشتقتم للكنيسة وهي في شوق وحنين اليكم. نعم، أن الغياب هو أمر سلبي، ولكن يمكن تحويله إلى إيجابي من خلال الصلاة العميقة القلبية عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي.

 

من المهم أن أكون في الجسد حاضراً وفي الروح. في هذه الفترة من الحجر حول الغياب القصري وأجعل منه فرصة للتأمل في كيفية أن أجعل حضوري للصلاة ليس فقط خارجي بل إلى حضور فعلي كامل بكل كياني وقلبي. فلنقل معاً ساعدني يا رب أن أجعل قلبي وبيتي مكان عبادة وصلاة. ومن المظهر ندخل للجوهر، أننا تركنا الزينة الخارجية رغماً عنا، فلندخل للزينة  والجمال الداخلي برغبتنا، كما يقول الكتاب بنت الملك كل زينتها في الداخل أي القلب.

 

سوف أتطرق إلى النقاط التالية وهي: دخول المسيح المتواضع إلى القدس كلملك ، موقف الشعب الذي إستقبل المسيح، معنى كلمة شعانين أو هوشعنا، الفرح والبساطة وأختم بصلاة.

 

دخول المسيح المتواضع إلى القدس كلملك

 

 اليوم هو عيد الشعانين أي دخول السيد المسيح له المجد إلى أورشليم على حجش أبن أتان، واستقبال الشعب للمسيح بالهتافات والسعف والنخيل التي هي رمز الإنتصار. المراسم التي تقام في ذلك الوقت عند عودة الملك منتصراً هي أن يدخل مدينة القدس بين صفين من الجنود وهو راكب عربةٍ حربية ومن خلفه صف من الأسرى مقيدين في السلاسل يصرخون من شدة الالم والاهانة. أن دخول الملوك في ذلك الزمان كان احتفالاً للدم وللموت، دخول السيد المسيح لأورشليم فهو للحياة وللمحبة.

 

معنى كلمة شعانين أو هوشعنا

 

كلمة عبرانية من (هوشعنا) أوصنا،و معناها يا رب خلص (مت 21: 9) ومنها أخذت لفظة أوصنا اليونانية. أن المسيح غادر بيت عنيا قبل الفصح بستة أيام وسار إلى الهيكل فكان الجمع الغفير من الشعب يفرشون ثيابهم أمامه وآخرون يقطعون أغصان الشجر ويطرحونها في طريقة احتفاء به وهم يصرخون (هوشعنا لابن داود مبارك الآتي باسم الرب هوشعنا في الأعالي (مت 21: 9). في نهاية القداس يبارك الكاهن أغصان الشجر من الزيتون وسعف النخيل ويجرى التطواف بالكنيسة  كرمز وتذكارًا لدخول السيد المسيح الاحتفالي إلى أورشليم. أن حملي غصن الزيتون هو رمز للسلام مع الله ومع القريب، والنخيل له معنى الإنتصار على الخطيئة.

 

موقف الشعب الذي إستقبل المسيح

 

الشعب الذي أستقبل السيد المسيح نجد بينهم الصغار والكبار ،ومنهم الاعمى الذي اعاد البصر اليه، المشلول الذي شفاه، لعازر الذي اقامه من بين الاموات، جميع المرضى الذين شفاهم، والفقراء الذين بشرهم، والاطفال الذين احبهم المسيح وباركهم. والبعض تبع السيد المسيح لأنه صنع لهم آيات وعجائب فهتفوا هوشعنا وبعد ذلك أصلبه. أما أنا فلا أهتف هوشعنا ثم أصرخ أصلبه. وفي هذا السياق يدخل أهمية الإخلاص في علاقتي مع أصدقائي وعائلتي وفي عملي ومجتمعي. كل واحد منا يضع نفسك بين الجمهور الذي أستقبل المسيح، ويسال نفسه كيف يستقبل المسيح؟

 

الفرح والبساطة

 

الرسالة اليوم التي يرسلها القديس بولس إلى أهل فليبي من سجنه هي الفرح الدائم: أفرحوا في الرب كل حين" (فليبي 4:4). وهي رسالتنا اليوم أن نحاول أن ننثر الفرح بالرغم من كل الصعوبات. من فم الأطفال والرضع أسست تسبيح، الطفل أوالرضيع، كل ما يريده هو أن يكون أهله بجانبه، أن يحضنوه، وهذا يكفيه لكي يشعر بالسلام والآمان. هذا الفرح الطفولي هو عبارة عن شكر وتسبيح وتمجيد لله. فيا رب دعني أرتاح على كتفك، وأغمرني بحنانك.

 

عيد الشعانين هو عيد الفرح وخاصة للأطفال الذين يفرحون لكل شيء ولو بسيط، بعض الأحيان أصبحنا نعاملهم مثل الكبار ونطلب منهم أن يتصرفوا ويجيبوا على أسئلة أكبر من عمرهم. أتركوهم يعيشوا بحسب عمرهم. علينا أن نتعلم منهم أن نندهش ونفرح حتى من الأشياء البسيطة.

 

صلاة

 

أيها المسيح قلت للعازرهلم خارجاً من القبر، نصلي أن يسمع كل إنسان "يا فلان" هلم خارجاً من الحجر. وأن تنتهي هذه الأزمة وتنتصر الصحة على المرض والحياة على الموت. أيها المسيح أدخل إلى قلبي كما دخلت إلى أورشليم، اعطني أن أفرش لك قلبي بالنقاء والطهارة والتواضع والمحبة. ايهاالمسيح، ملك السلام، أملك على قلبي وأمنحه سلامك الذي لا يستطيع أحد أن ينتزعه مني.

 

أيها المسيح الإله في هذه الأيام المقدسة نصلي أن تكون قيامتك من بين الأموات قيامة لنا ولوطننا الأردن والعالم. نصلي للرب أن يحفظ جلالة الملك عبد الله الثاني والعائلة الهاشمية والحكومة التي تعمل ليل نهار، وخاصة وزير الصحة وكل الكادر والطبي والجيش والأمن، وكل إنسان يعمل ويتطوع في هذه الأيام العصيبة.