موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢١ يونيو / حزيران ٢٠١٧
الأردن أرض الحضارات والمقدّسات

عمان - الأب نادر سليم ساووق :

من ستة حروف مضيئة، يتكون اسم الأردن الوطن، فالأردن يعني: أرض المقدّسات – لقاء الحضارات – أرض السلام – راية خفاقة – دولة التسامح – نسيج واحد. كلّ هذا يجعل من بلادنا المحروسة من الله، أرضاً مباركة ومنارةً مُشعّة، تشّع إيماناً وجمالاً، وتاريخاً وحضارة.

أولاً: أرض المقدسّات

الأردن أرض المقدسّات الإسلامية والمسيحية، لأنّه أرض الأنبياء والشهداء، والصحابة والأولياء. في نهره تعمّد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان (المغطس). وقد اعُتمد موقعاً للحّج المسيحيّ، ومن جبل نبو أطل النبّي موسى لرؤية الأراضي المقدّسة، وعلى أرضه توجد مقامات وأضرحة الصحابة، وهذا يُشكّل حركة سياحية دينية نشطة بسبب ما تحتوي هذه الأرض المباركة من أماكن مقدسّة، وتراث غنّي وتاريخ عريق.

ثانياً: لقاء الحضارات

تعاقبت على أرض المملكة ممالك كبرى آدومية وعمونيّة، ومن أبرزها: المملكة الموآبية، وعاصمتها ذيبان بقيادة الملك ميشع، ومملكة الأنباط العربية وعاصمتها البترا، التي هي احدى أهم المدن الأثرية في العالم، ودرة السياحة الأردنيّة. وتوطنت في أرضه حضارات يونانية وروما نية وبيزنطيّة وعربية وإسلامية. يقول الفيلسوف الفرنسي باسكال: "ان زيارة بلاد جديدة، يعني الحصول على عيون جديدة".... وما يقدمه الأردن -أرض الحضارات- لزائريه يفوق كل التوقعات، لأنه يفتح القلب على جمال الآثار الأردنيّة والأماكن الآخاذة، ويفتح العيون على روعة أرض مليئة بالتاريخ والإيمان والجمال.

ثالثاً: أرض السلام

يفتخر الأردن بأنّه موطن "رسالة عمان"، التي هي ركنٌ راسخ من أركان السلام والتي تّبين للإنسانية جمعاء، دعوة الإسلام إلى التسامح والإحترام المتبادل والمساواة، وتؤكد هذه الرسالة أيضاً على ترسيخ قيم التعاون والحوار وقبول الآخر، وعلى إبراز القواسم المشتركة بين الديانتين الإسلامة والمسيحّية. لذلك سيظل الأردن أرض السلام والآمان على مرّ العصور، لأنّه أرض المحبة والوئام.

رابعاً: راية خفاقة

منذ انطلاقة الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين بن علي (ملك العرب) فكانت ثورة أمة نحو النهضة والتحررّ والاستقلال، ولأن التحررّ لا يكون إلاّ بالاستقلال الكامل، فقد ناضل الأردن لنيل استقلاله، وقد تحقق ذلك في يوم 25 من آيار 1946، وأُعلنت إمارة شرق الأردن دولة مستقلة ذات سيادة باسم المملكة الأردنيّة الهاشميّة، التي أرسى قواعدها جلالة المغفور له الملك عبدالله الأول، ووضع دستورها الملك طلال -رحمه الله- وبنى نهضتها القائد الباني الملك الحسين بن طلال -طيب الله ثراه– ويقودها نحو الحداثة والتطوّر جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين -أطال الله في عمره- ليواصل المسيرة الأردنية في تحقيق منعة الدولة واستقرارها وأمنها ونموّها، كدولة ذات عمق وأصالة، وحضور عالميّ.

خامساً: دولة التسامح

لقد تأسست المملكة الأردنيّة الهاشمية، على قيم التسامح والتعدّدية والتعايش بين جميع مواطنيها. وتعزيزاً لهذه القيم، وبهدف محاربة العنف والتطرف، كان الأردن سبّاقاً في طرح وتنفيذ مجموعة مبادرات طيّبة، ومنها: رسالة عمان (2004)، التي تبرز الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام. و"كلمة سواء" (2007)، و"أسبوع الوئام بين أتباع الديانات" (2010). ومؤتمر "التحديات التي تواجه المسيحّيين العرب" الذي دعا إليه جلالة الملك عبد الله الثاني إلى انعقاده في مملكة التسامح، في شهر أيلول عام 2013. إنّ هذه المبادرات الأربع وغيرها، إضافة إلى أربع زيارات بابوية، تُبين لنا الاّنموذج الأردني المميّز في العيش المشترك والتآخي بين المسلمين والمسيحيين.

سادساً: نسيج واحد

الأردنيون جميعاً نسيج واحد، لأنّ "هذا الوطن -كما قال جلالة الملك- نشأ بروح الأسرة الواحدة، المتعاضدة المتماسكة بين الجميع مسلمين ومسيحيين، البعيدين كل البعد عن التطرف والعنف والتعصب الآعمى. فنحن نعيش في ظل المواطنة التي تجمع ولا تفرق". ومن يعشق تراب هذا الوطن لا يسيء أبداً لنسيجه الوطني.

وفي الختام، وبمناسبة عيد الجلوس الملكيّ ويوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى، نصلي إلى الله العليّ القدير، أن يحفظ وطننا الأردن وطناً للعزّ والتقدم والإنجاز، بجهود قيادتنا المظفرة، وشعبنا العظيم. وكل عام وأنتم بألف خير.