موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٥ أغسطس / آب ٢٠١٩
الأخت شعاع طاشمان تبرز نذورها الأولى في رهبنة الفرنسسكانيات

عمّان – أبونا :

أبرزت الأخت تريزا (شعاع) وديع طاشمان النذور الرهبانية الأولى في رهبنة الفرنسسكانيات مرسلات قلب مريم الطاهر، وذلك خلال القداس الإلهي الذي ترأسه المطران وليم شوملي، اليوم الأربعاء، في كنيسة دير مار يوسف في عمّان.

وشارك في القداس الذي أقيم بالتزامن مع عيد انتقال السيّدة بالنفس والجسد إلى السماء، المستشار في السفارة البابوية المونسنيور ماورو لالي، والرئيس الإقليمي لحراسة الأراضي المقدسة في سورية والأردن ولبنان الأب رشيد مستريح، ولفيف من الكهنة، بحضور الرئيسة العامة الأم ماريا تيتا، والرئيسة الإقليمية الأخت إيلين فرح، والراهبات الفرنسيسكانيات، وأهل الراهبة المحتفلة، وحشد من المؤمنين.

وبعد إبراز النذورة المؤقتة، ألقى المطران الشوملي عظة جاء فيها: "فرحنا اليوم مضاعف: فرح عيد الانتقال وفرحة إبراز النذور لأخت من الراهبات الفرنسيسكانيات لقلب مريم الطاهر. نفرح أولاً لأن أمنا مريم العذراء، بعد حياة حافلة بالنعمة ومليئة بطاعة الله وبأعمال المحبة للقريب، رقدت ثم انتقلت إلى السماء بالنفس والجسد. وهي الآن مليكة ظافرة ومكرمة وشفيعة قويّة. وتحققت فيها الكلمات النبوية التي قالتها أمام خالتها أليصابات: ’سوف تطوبني جميع الأجيال، لأن القدير صنع بي عظائم واسمع قدوس‘".

وأضاف: "تقول لنا مريم البتول الظافرة أن الحياة التي نعيشها هي لحظة قصيرة أمام الأبدية السعيدة. وما هذه الحياة سوى لمحة بصر كافية لنحضّر أوراقنا ومستنداتنا وإجاباتنا على أسئلة الديّان العادل والرحيم، قبل أن نعبر إلى الشاطىء الآخر. فعيد الانتقال هو تذكير بالحياة الآخرة. وهو إشارة مرور نراها ونحن في وادي الدموع، تحذرنا وتذكرنا بأن الأهمّ هو أن نواصل السير بالاتجاه الصحيح، وأن نمضي للأمام بدون خوف، وبرجاء غير متزعزع، نحو الأبدية السعيدة".

تابع: "وأمام الأبدية ينقسم الناس إلى ثلاثة: القسم الأول لا يؤمن بها ويعتبر أن السعادة هي فقط ما نحصل عليه. أما القسم الثاني فهو من يؤمن نظريًا بالحياة الآخرة ولكنه يعيش بشكل معاكس لما يؤمن به. أما الفئة الثالثة فهي فئة الذين يؤمنون ويعيشون وفقًا لما يؤمنون، ويبشرون وفقًا لما يؤمنون ويعيشون. هؤلاء يعلمون أن اللحظة الحاضرة التي نعيشها في حضرة الله، ونملأها بأعمال الخير وبالتضحية، هي اللحظة التي نكسبها. كما يرمنون بأن آلام هذا الدهر لا تعادل المجد المزمع أن يتجلّى فينا".

وقال المطران الشوملي: "ومن المنادين بالموقف الثالث المكرسون والمكرسات، الذين اختاروا نمط حياة يذكّر العالم بالحياة الأخرى؛ فالثوب الذي يلبسه المكرسون يشير إلى تكريسهم. كذلك غطاء رأس للراهبات. أما النذور الثلاثة: الفقر والعفة والطاعة، فهي الزهد بالغنى والزواج والاستقلالية الزائفة بهدف الملكوت الذي يسعى إليه هؤلاء المكرسون"، مشيرة إلى أن "الهدف من إبراز النذور هو "كي تحيا المكرسة حياة المحبة الخالصة في خدمة الله وكنيسته المقدسة بعون الروح القدس ومريم البتول". فالتكرّس لا يلغي الحبّ، إنما يضعه في مرتبة أعلى، بحيث يصبح حبًا لله غير منقسم، وحبًا للقريب في سبيل الله".

وخلص النائب البطريركي إلى القول: "كانت مريم إنسانة واقعية وملتزمة. أقدامها على الأرض وعيناها شاخصة إلى السماء. كذلك كل مكرسة هي مثل مريم قدماها على الأرض تعمل لبناء مدينة الأرض، ولكن عيناها شاخصتان إلى مدينة السماء. من مريم العذراء ومن المكرسات نتعلّم ما هو أساسي وما هو غير ذلك. أطلب شفاعة مريم الظافرة لكم جميعًا، فهي الآن في السماء شفيعة قديرة بينما عيناها شاخصتان إلينا. فلتشفع لكم جميعًا، ولاسيما لراهبات الفرنسيسكانيات لقلب مريم الطاهر، وللأخت شعاع التي ستلتزم بالنذور".

للمزيد من الصور:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=2…