موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ١٣ أغسطس / آب ٢٠٢٠
الأحداث الإنجيلية التي ترتبط بالسيدة العذراء قليلة، لكنها مدخل عميق للاهوت

بطريركية أنطاكية للروم الأرثوذكس :

 

هل تعلم أن الأحداث الإنجيليّة التي ترتبط بوالدة الإله قليلة ولكنّها تدخل في عمق اللاهوت وتعلّمنا أمورًا كثيرة؟

 

- أوّل حدث إنجيلي تطل فيه العذراء مريم هو البشارة. وفيه قالت مريم بملء حريّتها للملاك «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ» (لوقا٣٨:١). فكان التجسّد الإلهيّ في أحشاء البتول. هنا تعلّمنا العذراء أن نكون خادمين للرب.

 

- الأحداث التي تدور حول ميلاد المسيح (متى ١-٢ ولوقا ١): نتعلّم من العذراء التسليم الإلهيّ والثقة بالرب.

 

- زيارة مريم لأليصابات لتخدمها: مجيء مريم هنا درس كبير بالتواضع والخدمة. فالبرغم أنّها أصبحت والدة الإله لم تتكبّر بل زادت تواضعًا. (لوقا ١)

 

- تقدمة يسوع إلى الهيكل (لوقا ٢): هنا نشاهد مريم صامتة وتضع كل شيء في قلبها، فنتعلّم منها الهدوء والصلاة القلبيّة.

 

- عندما أضاع يوسف ومريم يسوع في السفر ليعودا إلى أورشليم ويجداه في الهيكل بين العلماء (لوقا ٢): صحيح أن مريم اضطربت لضياع ابنها، ولكنّ أمام جواب يسوع التزمت الصمت بطاعة وتسليم: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟» (لوقا ٤٩:٢).

 

- عرس قانا الجليل (يوحنا ٢): هنا تظهر شفاعة مريم بشكل جليّ، وما فعلته مريم هنا كان استباقًا للصليب، إذ قالت ليسوع: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ»، وقالت للخدّام: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ».

وجواب يسوع لها: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ»، هو كلام عن الصلب. فالخمر الجديدة إشارة إلى دم الرب المسكوب من أجل خلاصنا.

 

- وقوف مريم عند الصليب (يوحنا ٢٥:١٩): كانت مريم واقفة تشاهد يسوع مصلوبًا. هي تعرف بعمق نفسها أن يسوع إله، فهي لا يمكن أن تنسى الحبل الإلهيّ. ولكن هذا يعني أنّها لم تكن تتألّم وتبكي. إنّها حالة صمت رهيبة فمن تشاهده مصلوبًا شفى مرضى وأقام موتى، وهي حتمًا سمعت كما التلاميذ ما قاله الرب بأنّه سيموت ويقوم في اليوم الثالث.

هذا لكي نتعلّم ألا نفقد الأمل أمام المصائب والأحزان ولا نيأس بل يكون عندنا رجاء القيامة.

 

- مريم مع حاملات الطيب:

لا تسمّي الأناجيل مريم باسمها مع حاملات الطيب الذين جاؤا صباحًا باكرًا يوم الأحد إلى القبر، بل تدعوها مريم الأخرى.

لا عجب أن تكون مريم شاهدت القيامة، لا بل كانت الشاهدة الأولى. ولا عجب أن يكون يسوع ظهر لها أوّلًا بعد قيامته من بين الأموات، فهذا أمر طبيعي جدًا.