موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
تحت عنوان "رجل الدين الأب وليم اليعقوب صوالحة؛ قصة من وحي الواقع"، استذكرت الحملة الوطنية الأردنية لتشجيع التبرع بالأعضاء، اليوم الجمعة، الأب وليم جمال اليعقوب، من كهنة البطريركية اللاتينية في الأردن، الذي منح الحياة بعد رحيله من هذا العالم لثلاثة أشخاص متخطياً كل الفروقات.
وقالت الحملة عبر صفحتها على الفيسبوك: "عام 1989 وفي ريعان شبابه كان الأب وليم اليعقوب هو ثاني متبرع في الأردن الذي يتبرع بأعضائه بعد الوفاة. الأب وليم هو رجل دين مسيحي في ريعان الشباب وقمة العطاء، توفى نتيجة جلطة دماغية، لكن بموته منح الحياة لأشخاص آخرين كانوا قد فقدوا الأمل في متبرع يتبرع لهم، أو في حياة كريمة وصحية".
وأضافت: "منح الأب وليم قلبه للمريض (جمال حسين) ومنح كليتيه للمريضين (مروان قطيش وإبراهيم داودخ). نعم الأب وليم توفى وغاب عن الحياة، لكن قلبه ما زال ينبض في الحياة، ومنح الحياة لمريض فقد الأمل". وتابعت: لقد رثى "جلالة الملك حسين، رحمه الله، المرحوم بكلمات جميلة واعتبره مثال للمواطن الصالح وقدوة للمواطنين".
وفيما يلي النص الكامل لرثاء الملك الحسين:
نيافة المطران سليم الصائغ،
مطران طائفة اللاتين في الأردن
أبعث لنيافتكم ولأسرة الفقيد الأب وليم جمال اليعقوب الصوالحة وذويه بعميق الود والمحبة والتقدير، مقرونة بتعازي الحارة، ودعائي للمولى القدير أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة، وأن يلهم والدته الجليلة، وأشقاءه وذويه جميل الصبر والسلوان.
لقد قضت إرادة الباري عزّ وجلّ أن يرحل عن دنيانا ابن الأردن البار المرحوم الأب وليم جمال الصوالحة، وهو في شرخ شبابه، ليكون في انتقاله للدار الآخرة، آية من آيات البر والعطاء، وليعطي في موته حسنى موصولة من بعده، تعطي ضياء الأمل، والحياة، لثلاثة من إخوته في أسرتنا الأردنية.
فما أعظمه من عطاء إنساني يحمل ذات المعاني التي كرّس الفقيد حياته من أجلها، وما أعظمها من مروءة، وما أجلّها من قدوة حسنة، تسمو بها قيم الحياة، وترقى بها معاني المواطنة الأردنية إلى ذروة الجود والبرّ، والإيثار والمشاركة الإنسانية.
وبقدر ما يغمرني الأسى، على فقدان أي عزيز من أبناء أسرتنا الأردنية، تغمرني مشاعر الاعتزاز بهذا النهج الريادي الذي يترسخ يوماً بعد يوم بعطاء الخيّرين الأبرار من أبناء وطننا، فمن قلب أسى الموت الذي خطف الأب وليم صوالحة، شاءت إرادة الله أن يرف قلبه ثانية بالحياة، ليهب الأمل لأخيه المواطن جمال حسين، وليجود بكليتيه بعد وفاته، وبنعمة الصحة وأمل الحياة الأخوية مروان قطيش وإبراهيم دادوخ، من شباب وطنه الأردن، الذي سيسجل بالعرفان والفخار معاني هذه المروءة والوطنية الصالحة.
فطوبى لرجل الدين الأب وليم صوالحة الذي نذر حياته لرسالة المحبة والبرّ، وجعل من مماته استمراراً لهذه الرسالة. وطوبى لمن اختط بألمه طريقاً للأمل والمسرّة، واجترح من الموت طريقاً للحياة، فتلك طريق المحبة والإيمان تزهر تربتها الصالحة بهذا الفرس المبارك الذي يروى بحس التراحم الإنساني ومعاني المروءة الوطنية التي تهبّ الخبر والحياة والقدرة لبني الإنسان.
فرحمة الله على الفقيد، وعظّم الله جر إحسانه وإحسان ذويه، وأحسن عزاءهم، وألهمنا جميعاً طريق الخير والإحسان.
عمّان في 20 شعبان سنة 1409 هجرية
الموافق 27 آذار سنة 1989 ميلادية