موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٣ يونيو / حزيران ٢٠١٩
الأب ميشيل زاهر في سيامته الكهنوتية: بالقداسة نتفوق على تحديات العالم

أسيوط - ناجح سمعـان :

إيمانًا بيسوع المسيح الكاهن الأعظم، واهتداءً بكلمته المقدسة للآب السماوي "من اجلهم أقدس نفسي حتى يتقدسوا هم أيضًا في الحق" (يو 17/ 19)، تقدم الإكليريكي ميشيل زاهر رشيد إلى السلطة الكنسية ملتمسًا منحه سر الدرجة الكهنوتية عن يد صاحب النيافة الانبا كيرلس وليم، مطران أسيوط للأقباط الكاثوليك، ونيافة الأنبا توماس عدلي، مطران الجيزة للاقباط الكاثوليك، خلال القداس الاحتفالي الذي أقيم للمناسبة المباركة بكنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بالمنشاة الكبرى، مسقط رأس الكاهن المرتسم، وذلك صباح يوم الاثنين 10 حزيران 2019.

وقدّم المرشح للكهنوت الأب بيشوى رسمي، رئيس الكلية الاكليريكية بالمعادي، وقام بخدمة الألحان خلال القداس شمامسة الكلية الاكليريكية. شارك بالحضور كوكبة من الآباء الكهنة رعاة الكنائس بأبرشية أسيوط للاقباط الكاثوليك، والعديد من الأبرشيات القبطية الكاثوليكية بمصر، فضلاً عن مشاركة نخبة من الرهبان والأخوات الراهبات العاملين داخل الأبرشية وخارجها. كذلك حضر صلاة القداس الآباء الكهنة رعاة كنيسة السيدة العذراء للاقباط الأرثوذكس بالمنشاة الكبرى، والآباء الكهنة رعاة كنيسة الملاك للأقباط الارثوذكس بعزبة توما، إلى جانب حضور عدد كبير من أبناء الأبرشية ومحبي الكاهن الجديد حيث كان في استقبال الحضور وتنظيم الاحتفالية فريق كشافة الكنيسة وفريق كشافة أم المحبة الإلهية بأسيوط باشراف الأب اثناسيوس عزيز راعي الكنيسة. وقد تزامن تاريخ اليوم 10 حزيران مع احتفال سيادة المطران الأنبا كيرلس وليم بعيد سيامته الكهنوتية الخامس والاربعين، فضلاً عن تذكار سيامة ثمانية كهنة من أبناء الأبرشية في ذات التاريخ.

في كلمته عقب قراءة الانجيل قال الإكليريكي ميشيل زاهر: قال الرب يسوع متحدثًا عن تلاميذه "من أجلهم أقدّس نفسي"، نعم أيها الأحباء إن مشيئة الله هي قداستنا لذا علينا أن ننمو في القداسة حتى نستطيع أن نتفوق على تحديات العالم بقداستنا، فنصبح صورة المسيح. وأضاف: في هذا اليوم أشكر الله الذي دعاني أن أكون خادمًا له، وأشكر والدايّ اللذان قدماني بطيب خاطر لخدمة الله، كما أشكر آبائي المكونين على مدار حياتي من الرعية حتى الإكليريكية. أشكر نيافة الأنبا كيرلس وليم ورعايته الأبوية للإكليريكيين، كما أشكر نيافة الأنبا توماس عدلي مرشدي وعضدي. أشكركم جميعًا وأطلب منكم أن تصلوا لأجلي كما أني أتضرع إلى الله أن يبارك حياتكم وعائلاتكم ويديم الرب أفراحه بينكم. واختتم الشماس ميشيل كلمته بصلاة الأب بيار نجم المريمي التي جاء فيها: "يسوع، يا كاهنًا جذبني صوته فتبعته، يا صديقًا ما تركني يومًا، أقدّم لك ما وهبتني وأشكرك على موهبة لن أعرف قيمتها مهما حييت، وأعدك لك وحدك سوف أكون، ولأجلك سوف أعمل، وباسمك سوف أبشّر".

عن فرحة الأبرشية بالكاهن الجديد، قال الانبا كيرلس وليم: نعمة كبيرة نعيشها اليوم برسامة كاهن جديد هو الكاهن رقم 59 من عدد الآباء الكهنة المنتمين للأبرشية. نشكر الرب على عطيته، وكلّنا نصلي من أجله. وعندما نتأمل شعاره الكهنوتي والصلاة التي ختم بها حديثه، نوقن أن خدمته ستكون ناجحة بنعمة الله، لأنه اختار الأساس المتين لدعوته حيث الاعتماد على الرب والثقة فيه وهو القادر أن يجعلك شاهدًا له أيها الابن المبارك، وراعيًا غيورًا حسب قلب الرب، ولتشملك مريم العذراء أم المحبة الإلهية شفيعة الأبرشية بعنايتها وأمومتها.

وألقى الأنبا توماس عدلي عظة القداس، وقال فيها: أيها الأحباء، في هذا اليوم المبارك أهنئ أخي الحبيب الأنبا كيرلس وليم بعيد سيامته الكهنوتية، كما أهنئ الأب ميشيل بالرسامة الكهنوتية، ودعوني أتأمل معكم في الشعار الكهنوتي الذي اختاره الأب ميشيل، ومن قبل اختاره نيافة الأنبا كيرلس وليم في خدمته الأسقفية. حيث التأمل في كلمة الرب يسوع "من أجلهم أقدّس نفسي، حتى يتقدسوا هم أيضًا في الحق". وأقول للكاهن الجديد أمرين، الأمر الأول دعني أتساءل معك من هم الذين من أجلهم تقدس ذاتك؟ ومن كان يقصد الرب يسوع بكلمة "هم"، هل هم تلاميذه؟ أم كان محتوى الكلمة يشمل أناس آخرين. لقد صلى الرب يسوع في صلاته الكهنوتية من أجل تلاميذه ومن أجل كل من يؤمن بكلامهم أيضًا. لذا أنت مدعو أن تصلي من أجل رعيتك ومن أجل من يؤمن بكلامهم، صلّي من أجل إخوتك الكهنة والأب الأسقف، صلّي من أجل الجميع وقدس ذاتك من أجل كل أبناء الكنيسة حتى نستطيع أن نعيش معًا سر الجسد الواحد في الكنيسة.

وعن الوصية الثانية للكاهن المرتسم قال الأنبا توماس: الأمر الثاني الذي أود أن أتامله معك ومع كل الآباء وكل الحاضرين، هو ما معنى أن يقدس الكاهن ذاته؟ ودعني أقول أنه يجب أن يقدّس الكاهن ذاته من خلال التواجد الدائم في حضرة الله، أى أن يراجع الكاهن ذاته دائمًا حتى يكون على استعداد للتجديد والتوبة في ضوء قداسة الله. واختتم الأنبا توماس عدلي العظة الروحية بقوله: أيها الأخ الحبيب ميشيل عليك أن تقدّم لكل أبناء الكنيسة منطق الله في التفكير، خدمتك الحقيقية هي أن تحمل للناس بتعليمك وسلوكك منطق الله في التفكير لأنه منطق البناء، فالخادم الذي يبنى يحيا في دعوة البقية الباقية التي تشهد لله في كل عصر عن حضور الله، أحبب جميع الناس واحترم عقولهم لأن الراعي الصالح لا يستغل جهل أبنائه بل يقودهم إلى النور".

وكان طقس السيامة الكهنوتية قد بدأ بعد صلاة الصلح حيث تقديم المرشح للكهنوت وركوعه أمام الأسقف لنيل نعمة حلول الروح القدس عليه بوضع راعي الأبرشية الذي يعلن بصوت جهوري أثناء دهنه جبهة المرتسم بالميرون المقدس قائلاً: "نرسمك يا ميشيل قسيسًا على المذبح المقدس لأبرشية أسيوط المحبة للمسيح، باسم الآب والابن والروح القدس. ندعوك في بيعة الله. أمين".