موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٢٤ مارس / آذار ٢٠٢٠
الأب مروان حسّان يكتب: أرسل الله ابنه ليتجسد في قلب الإنسان
السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة الرب معك

السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة الرب معك

الأب مروان حسّان :

 

نحتفل في 25 آذار من كل عام، بعيد البشارة، بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء. في كل عام هنالك طعم خاص لكل عيد، وفي عام 2020 هذا العيد له طعم خاص نأمل بألا يتكرر في الأعوام القادمة.

 

نحتفل في عيد البشارة، منتظرين بشرى سارة... منتظرين أمل في هذه الحياة التي إذا نظرنا لها نظرة بشرية نراها تَئِنُّ من آلام المخاض... نتصفح يوميًا وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، فنرى الألم هنا والمعاناة هناك والخوف في بقعة معينة والموت في كل أرجاء المعمورة، ونفرح عندما نرى بصيص أمل يبرق هنا أو هناك... نمشي في نفقٍ معتم، وكم طال هذا النفق المعتم! ونرى نفسنا تتخبط بين جدران هذا النفق باحثين عن بريق يلمع...

 

قبل 2020 عامًا كان الشعب اليهودي يتخبط مثلنا تمامًا؛ احتلال روماني، فقر، خطيئة، بِدَع كثيرة تُنبـِّأ بمجيء المسيح، وكان الشعب مستعدًا أن يتعلق بقشّة خوفًا من أن يغرق... إلى أن عندما تمّ الزمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة واسمه يسوع أي المخلص، اسمه عمانوئيل أي الله معنا...

 

ولكن لنقف هنيهة، كيف سيخلصني المسيح؟

 

اليوم لا نرى إنسان يموت من أجل امرئٍ صالح؛ فهل يموت المسيح من أجل امرئٍ خاطئ! حُكم الله على الإنسان هو الموت وهذا عدل الله، ولكن هذه ليست رحمة الله؛ فمِنْ وسط الموت والحكم بالإعدام، خرج المسيح الذي يموت من أجلنا نحن الخطأة، الذي جعل نفسه مرذولاً من أجلنا، لا شكل له ولا بهاء، كشاةٍ سيقَ إلى الذبح لم يفتح فاه. هذا هو الفجر الجديد الذي خرج من عمق الظلام؛ الشعب السالك في الظلمة أبصر عليهم النور.

 

هذا هو الخلاص الحق الذي ننتظره... هذه هي البشرى التي تنتظرها البشرية جمعاء، بأن يُلغى دَيْنُنا ويُدفع الثمن عنا.

 

الزمان يتكرر، البشرية جمعاء تتخبط، احتلال الخطيئة لقلب العالم، فقر، بِدَع كثيرة تحارب بعضها بعضًا، موت، حروب، كوارث طبيعية، أوبئة، ظلم، غياب المحبة من قلب البشر، الإنسان هو ذئب لأخيه الإنسان، والبشرية تبحث عن قشة تتمسك بها... إلى أن عندما فتح الإنسان قلبه لله، أرسل الله ابنه ليتجسد في قلب كل إنسان ليكون الله معه وهو المخلص.

 

ونفس كلمات الملاك تُقال لنا اليوم: لا تخف، قدرة العلي تظللك... لا تخف فالله يحامي عنك... نصرتي من عند الرب، صانع السماوات والأرض... لا يَدَعُ رِجْلَكَ تَزِلّ... لا ينعس حافظك... إنه لا ينعس ولا ينام الرب حافظك... الرب ظلٌّ لك عن يدك اليمنى... لا تضربك الشمس في النهار، ولا القمر في الليل... الرب يحفظك من كل شر... يحفظ نفسك... الرب يحفظ خروجك ودخولك من الآن وإلى الدهر...

 

بُشرى الرب في قلبك، الخير في أعماقك، افتح قلبك ليتجسد الله فيه، فتكون لك الحياة...