موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٢٩ مارس / آذار ٢٠٢٠
الأب سلام حداد: بثباتكم تكتسبون انفسكم
بثباتكم تكتسبون انفسكم (لوقا 21/19)

بثباتكم تكتسبون انفسكم (لوقا 21/19)

الاب سلام حداد - الناصرة :

 

نحن الآن في امتحان الإيمان، فهناك من تخاذل منذ البداية، واستسلم، ورأى فيما يجري ذريعة للتخلي عن الصلاة والايمان، وهناك من بدأ بمضاعفة بالايمان، وهناك من نسي الموضوع وكأن شيئًا لم يكن.

 

هناك فئة من المراقبين الذين بتكبر من بعيد ويؤشرون بإصبعهم إلى الآخرين وكأني بهم لص اليسار الذي يقول للمصلوب "ان كنت ابن الله فخلص نفسك وخلصنا، وفي هذا تهكم.

 

وهناك فئة من اعادت الى ساحات طرح النقاش قضية الايمان والعلم، هذين الضدين التاريخيين، وبدأت تطرح مُثُل الشجاعة عند الاطباء والجنود (الذين لا ينكر احد دورهم ومثالهم وقدوتهم الحقيقية) ولا احد يقلل من قيمة الجهود التي يقومون.ها والتي لا تقدر بثمن، لكن هذا كله على اساس الافضلية وان العلم هو الحل.

 

لا أحد يشكك بقدرة العلم، فيما يستخف الاخرون بالايمان والصلاة، افكر معكم بما يلي، واخذ نفس المنطق، اين العلم الذي لم ينقذ الذين ماتوا؟ ام هل العلم والطب غفر خطاياهم، ام هل امن لهم الاسرار؟ الاف تموت كل يوم اين الطب منهم، ام عجز؟ ولا زلنا نضع على الرف ايماننا! اين الطب الذي لا يزال يحاول جاهدا شفاء الاف لا عد لها من المرضى!

 

لا اتهكم على العلم والطب؟ اقول معكم! ارينا ايها العلم قدرتك بدون اضرار لنمجدك اكثر واكثر. حتى الان بألم وعدم رضى اقول لكم ان العلم عاجز وغير قادر على الشفاء من فيروس صغير، على الاقل لنفكر قليلا.

 

تعالوا ننظر الى ما وراء الاحداث، الى عمق الذي يحصل معنا اليوم،  ما هو جوابك الشخصي والحقيقي على ما نمر به الان، لا اريد موقف الاخرين، موقفك انت! رأيك انت، لا اريدك ان تعيد وتنشر ما قاله اخرون، بل انت، مجردا عن كل من حولك، بعد كل هذه الفتره وكل هذه الاخبار الدامية، والتعيسة.

 

من غير الممكن ان تبقى متفرجا، لا صوت لك، لا فكر لك، لا رأي لك، هيا تعمق في الاحداث وما وراء الاحداث.

 

عندما جاء يسوع الى عالمنا الجريح، لم يشف كل المرضى، مع انه كان قادرا على ذلك، شفى من دخل معه في علاقة، شفى من طلب منه الشفاء شفى من امن به، اليس في ذلك اشاره؟ على عهد اليشاع النبي لم يشف الا نعمان السوري، وفي عهد النبي ايليا لم يرسل النبي الا الى ارملة صرفت صيدا، اليس في ذلك كله اشاره وعبرة؟

 

اخشى ان يكون الكبرياء ضرب اطنابه، واعمانا ولم نعد نطلب، لهذا لن نشفى، لم ندخل في علاقة مع المخلص لذلك لن نشفى، لم نتحد بقلب  واحد للذي يخلص الجسد والنفس ولم نطلب منه ونقول له، نعم يا رب انك قادر على ان تشفيني. 

 

المقعد نال شفاء الروح اولا، وغفران الخطايا، ومن ثم نال شفاء الجسد، "غفرت لك خطاياك" "ثم اقول لك قم فاحمل فراشك وامضِ "اليس هذا ما حصل؟ اقول مع القديس بولس من جديد، جميعنا اخطأنا واحوجنا مجد الله (رومة 3: 23).

 

اليوم يا اخوتي نعلن امام الجميع وبالعلن، تسليمنا للذي بيده الكون وما فيه، من بيده حكم النجوم والكواكب والافلاك، من بيده اجسادنا وارواحنا وحياتنا، من جديد بفعل ايمان وتواضع نعترف بخطايانا التي اليوم بخوف لا نراها امام عظمة الخالق، وصلاحه.

 

هناك من من بدأ يطلب، يارب قوي ايماني الضعيف، من يطلب من الله الشفاء، اقول لكم، انهم بإمانهم وثباتهم يسكتسبون انفسهم، لا نجهل هذه الايام ايام نقمة علينا اكثر بجحدنا بالذي اعطانا ووهبنا الحياه والحب والايمان والحنان. لا نقف سلبيين امام ما يحصل وننظر فقط، كل واحد منا في بيته وفي عائلته وبينه وبين نفسه من الممكن ان يكون شعلة امل وايمان ومحبة. لا تنتظر ان ترى نقطة ضوء صغيرة في اخر الطريق وسط الظلام، كن انت هذا النور القوي الذي يضيئ درب الاخرين.

 

الثبات وسط الالم، وطلب المعونه من الرب فيه الخلاص لنا جميعا، مع كل من رفع دعاء وصلاه، وطلب واعترف بخطاياه شفاء لنفسه وللعالم اجمع نعيد ونقول ارحمنا يا رب وارحم العالم اجمع.