موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١ يونيو / حزيران ٢٠١٧
الأب رفعت بدر يعلق على صورتين للملك والكاهن القبطي

عمّان - أبونا :

جمع الأب رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، صورتين معبّرتين، في وقت الصلاة، الأولى لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أثناء أداء مراسم العمرة في المدينة المنورة، والثانية للأب أنطونيوس صبحي، راعي كنيسة الأقباط الأرثوذكس في عمّان، وخطّ فوق الصورة الموحدة: معًا أمام الله من أجل الإنسان.

وكتب الأب بدر على صفحته على الفيسبوك، وعلى موقع أبونا الذي يرأس تحريره، معلقًا على الصورة بقوله:

ماذا نقول أمام هذه اللوحة؟

القسم الشمالي يمثل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أول من أمس وهو غارق في الصلاة أثناء تأدية شعائر العمرة في المدنية المنورة (تصوير يوسف العلان).

والصورة اليمنى، تمثل الأنبا أنطونيوس صبحي وهو غارق في الصلاة عند هيكل كنيسة اللاتين في ناعور، بدعوة من كاهن الرعية الأب رفعت بدر الذي دعا إلى تخصيص الصلاة الختامية للشهر المريمي المبارك (أيار) من أجل مصر وشعبها وشهدائها الأقباط الذين طالتهم يد الخيانة والإرهاب (تصوير أسامة طوباسي).

لا أرى أجمل وأبلغ من التعليق على هذه اللوحة الرائعة، التي رسمها ملك نكّس علم مملكته العتيدة ليوم واحد، احترامًا لأرواح الشهداء الأقباط، وعاد بعد العمرة، ونكس العلم يومًا آخر من أجل شهداء كابول والكرادة. وكاهن قبطي يرمي بنفسه على هيكل الكنيسة، باكيًا ومصليًا من أجل شهداء وجرحى فضلوا الموت على أن يغيّروا ديانتهم، من أجل أن يحافظ الشرق على تعدديته، وإيمانًا منهم، ومن كل من يشاركهم العبادة لله الواحد، وهو اله المحبة والرحمة، بأن "لا اكراه في الدين أبدًا".

أمام هذه الفسيفساء التي تشجع على المضي قدمًا، في محاربة أي غلوّ وتطرّف، بالكلام والعمل والنيات المبطنة وخطابات الكراهية، لأنّ اله واحد، وان اختلفت أماكن العبادة، وان اختلفت معها طرق التعبير عن العبادة والحب لله وللقريب. أمام هذه اللوحة، نقول: ’معًا أمام الله، من أجل الانسان‘ وهي عبارة استخدمها الأب كريستيان فان نيسبن اليسوعي الهولندي، والذي أمضى سنوات طويلة في مصر كنائسها وجوامعها، بصداقة مع الأزهر الشريف وما يمثله من قيم دينية وثقافية عالمية من جهة، ومع الكنيسة القبطية المحلية وما تمثله من ميزة الحضور والاسهام في خدمة التاريخ المصري من جهة أخرى.

ومع الكاهن القبطي، نقول ما ردّده في ناعور، مساء أمس، مقتبسًا من قول معلمه السيد المسيح: "عندكم الآن حزن، ولكني سأراكم أيضًا، فتفرح قلوبكم، ولا ينزع أحد فرحكم منكم". وأمام هذه اللوحة التي ارتسمت في يومين متتاليين، نقول ما قاله "عبدالله بن الحسين" في تغريدة له، الهبت قلوب وصفحات المعجبين، على التويتر: ’اللهم تقبّل منّا‘؛ تقبّل من المسلم كما من المسيحي، ومن كل إنسان مازال الضمير في قلبه صاحيًا.