موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ١٥ مارس / آذار ٢٠٢٠
الأب خالد قموه يكتب: بيوتنا وعائلاتنا مدعوة اليوم لتكون فُلكًا جديدًا
من كهنة البطريركية اللاتينية

من كهنة البطريركية اللاتينية

الأب خالد قموه :

 

في أيام نوح سَمح الله بأن يكون الطوفان في الأرض، وهنا أظهر الله رحمته ومحبته لنوح الذي وُجد بارًا هو وأهل بيته، فطلب منه أن يبنيّ فُلكًا يتسع له ولبنيه، ليكون بمأمن، فحدث الطوفان الذي دام أربعين يومًا، ليعقد الله بعده عهدًا جديدًا علامة على العلاقة التي جمعت نوح بالله، علامة على أولوية الله في حياة نوح، علامة على رحمة الله لنوح، وعلامة على رسالة العائلة وهويتها الإلهية، وأن الله سيبقى الأمين لهذا العهد، فمن خلال عيش نوح أربعين يومًا داخل الفُلك استطاع أن يوطد العلاقة الروحية مع الله، والعلاقة الإجتماعية مع عائلته التي شاركته بلا شك العلاقة الروحية داخل الفُلك.

 

وبذلك كان الفُلك صورة للكنيسة التي تجمع أبناء الله داخل حناياها، وتذكرهم برحمة الله وأمانته، وأن الله يَجب أن يبقى أولوية في حياة الإنسان، تذكرنا أننا أبناء العهد الجديد الذي قطعه الله معنا بدم ابنه الوحيد، أبناء الكنيسة التي اختارها الله فقدّسها بدمه لتكون علامة على حضوره و استمرار عمله الخلاصي في العالم.

 

واليوم تذكرنا الكنيسة كما كانت على مرّ الزمان بأنّ العائلة المسيحية هي (الكنيسة البيتية)، وها قد جاء اليوم الذي  تَطلب منا فيه السلطة الكنسية، أن نبنيّ فُلكنا الخاص الذي من خلاله نعود  لِنُجدد علاقتنا بالله وعلاقتنا مع ذواتنا، فرغم الطوفان الذي مَر به نوح، رغم الألم، إلا أن الله لم يترك نوح وحيدًا، ورغم الطوفان الذي يعصف بنا، ورغم الألم الذي يعيشه العالم اليوم ما علينا إلا أن نثق بأنّ الله لن يدعنا يتامى، وأنّه سيأتي اليوم الذي سيشرق لنا قوس القزح علامة العهد والخلاص الذي يمنحه الله لنا من جديد.

 

بيوتنا، عائلاتنا، اليوم مدعوة لتكون فُلكًا جديدًا، يذكرنا بهويّة العائلة المسيحية ورسالتها بأن تكون كنيسة.