موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٠ فبراير / شباط ٢٠٢٣
الأب حنا جلوف الفرنسيسكاني يسرد معاناة شعبه في سورية ما بعد الزلزال

أبونا :

 

إنّه الأب حنا جلوف الفرنسيسكاني، من حراسة الأراضي المقدسة، الذي حصل في 17 كانون الأوّل 2022 على جائزة "الأم تيريزا" من البابا فرنسيس لعمله لصالح اللاجئين. واليوم، يجد الأب جلوف نفسه في وضع مختلف تمامًا: في سوريا ما بعد الزلزال.

 

يخدم الراهب الفرنسيسكاني كاهنًا لرعية بلدة القنية، بالقرب من الحدود مع تركيا، والتي تبعد 40 كيلومترًا فقط عن أنطاكيا ومركز الزلزال المدمّر. في سوريا تجاوز عدد الضحايا ثلاثة آلاف شخص. ولكن في وقت الزلزال كان الكاهن في العاصمة دمشق.

 

يقول: "من الصعب عليّ البقاء هنا بينما يعاني شعبي، وأنه لا يمكنني حتى التحدّث إلى إخوتي"، مشيرًا إلى أنّ "هذه المأساة قد وقعت على الأشخاص الذين تضرّروا بالفعل من الحرب، وكثير منهم نازحون من العديد من المناطق السورية".

 

تعيش حوالي 200 عائلة مسيحيّة في القنية وقريتين أخريين مجاورتين. ولا تزال المنطقة بأكملها تحت سيطرة القوات الجهادية المعارضة لحكومة بشار الأسد. وهذا يعني أن الحياة الدينيّة للمجتمع لا تقام إلا داخل الأسوار الخارجيّة للكنائس والأديرة.

 

أصبحت مغادرة دمشق الآن صعبة لأن الطرق المؤدية إلى الشمال تضرّرت وانقطعت.

 

يقول: "لا أستطيع الاتصال بالرهبان، أنا أعرف فقط أن ديرينا، دير القديس يوسف في القنية ودير الحبل بلا دنس في اليعقوبيّة، قد تضررا بشدة. تمكنت من الاتصال بهم. أكد لي أحد أقرب المتطوعين معنا في الشمال، أنّ جميع أصدقائي، ولله الحمد، على قيد الحياة وبصحة جيدة. لكن عدد القتلى في منطقتي رهيب: هناك أكثر من 800 قتيلاً، بما في ذلك العديد من الأطفال".

 

يضيف "تتوجه أفكاري أيضًا إلى الضحايا الموجودين على الجانب الآخر من الحدود، على بعد بضعة كيلومترات: فهم أيضًا، في معظمهم، لاجئون يأملون في إبعاد أنفسهم عن رعب الحرب والخوف من الموت". ويتابع: "لقد طلبت من رهباننا السوريين في وادي العاصي أن يفعلوا كل ما في وسعهم لإيجاد سكن للجميع. آمل أن أتمكن من المغادرة والالتقاء بشعبي في أقرب وقت ممكن، لكن ذلك لن يكون سهلاً".