موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٥ يونيو / حزيران ٢٠١٧
الأب جوزيف صويص يحتفل بقداسه الكهنوتي الأول في مدينته الفحيص

تقرير: الاخت سيسيل حجازين ، تصوير: أسامة طوباسي :

حينما تدق الأجراس في كنيسة قلب مريم الطاهر في هذا المساء الكهنوتي المبارك... تنشد الأطيار لحن الخلود مع كاهننا الجديد، فتعانق نسمات الصباح غروب الشمس باحتفال الكنيسة المحلية بعيد القديس يوحنا المعمدان شفيع الأردن، وتزامنًا مع احتفال الكنيسة الأم بعيد قلب مريم الطاهر، ومع تلك الاحتفالات الجميلة، يتوهج البدر حاملاً معه باقات من الزهر في كنيسة لاتين الفحيص، لينثرها بين الأيادي، معلنة موعد فجر جديد لكاهننا الحبيب الأب جوزيف صويص الذي سيم كاهنًا للرب يوم الخميس 22 حزيران، وها هو يعتلي مساء هذا اليوم مذبح الرب ليقدس بالروح القدس جسد ودم الرب، ويمنح لأول مرة شعب الله المبارك في كنيسته الحبيبة المناولة المقدسة من يديه المباركتين والممسوحتين بزيت الكهنوت.

فألف الف مبروك لكاهننا الجديد ولاخوته الكهنة الجدد الاب صقر حجازين والاب سالم لولص، متمنين لكم كهنوتا ملكيا، على رتبة ملكصادق، ومرفلين بثوب الكهنوت الذي يرشح قداسة ونورا، ومتسلحين بسلاح الصلاة والقوة، لتشروا عبير المسيح بين أرجاء الكنيسة، مقتدين بالمسيح الكاهن الأول، وساعين نحو قداسة الكهنوت بشفاعة قلب مريم الطاهر الأم الحنون، وبشفاعة شفيع الأردن يوحنا الحبيب.

وقد رحب كاهن الرعية الاب عماد علمات بالحضور وبالكاهن الجديد ، فيما القى عظة القداس اشبينه الاب حنا سالم ، وشارك بالقداس المطران وليم الشوملي النائب البطريركي للاتين في الاردن، والمطران مارون لحام، ورئيس المعهد الاكليريكي الاب جمال خضر، وعدد من الكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة وجمع غفير من اهل الكاهن وابناء بلدة الفحيص. والقى الاب الصويص كلمة الشكر بعد التناول، شكر فيها كل من رافقه في طريقه الاكليريكية وصولا الى الكهنوت المقدس.

وفيما يلي نص كلمة الشكر التي ألقاها الأب صويص في ختام قداسه الأول:

سيادة المطران وليم الشوملي الجزيل الوقار
سيادة المطران مارون لحام الجزيل الوقار
الآباء الكهنة الأجلاء
الأخوات الراهبات الفاضلات
أبي وأمي الرائعين
الحضور الكرام من الأهل والأصدقاء الأعزاء، أسعدتم مساءً جميعًا...

بعيدًا عن الرسميات، قريبًا من القلب، أقول لكم جميعًا أهلا بكم في الفحيص، هنا توأمة الكنائس والأجراس، هنا قبلة الروح ومحط الجمال وطيب العيش. هنا نجد ما يكفي من البخور المتصاعد لنتنفس عبق الملائكة، فأهلاً وسهلاً بكم جميعًا ضيوفي الكرام.

مهيبة وعظيمة هي لحظة رسامة الكاهن، ليصبح أيقونة الله على الأرض، نسمعه فنبتسم أو نبكي لأنه يذكرنا بقضية، هو الذي يجب أن يُسمعنا كلامًا نظيفًا، والمدينة تحتاج كلامًا نظيفًا، يتفوه كلامًا متجهًا للقلب، وللقلب طريقٌ واحدٌ هو الروح.

في البدء كانت المحبة، وستبقى المحبة دائمًا هي التي تخلق فينا من نقاء اللون الأزرق ما يكفي لصنع سماءٍ أخرى لهذا الكون. في مسيرة الكاهن نحو كهنوته ولادةٌ جديدةٌ في مكانٍ آخر هو البيت الكبير (سيمينير بيت جالا)، هو هجرةٌ لمساحاتٍ جديدة، هناك من الجرة الواحد، وشربنا وسقينا وارتوينا، من الصحن الواحد أكلنا وأطعمنا وشبعنا وأشبعنا. وعلى أرضٍ واحدةٍ ركعنا وصلينا وسجدنا ورتلنا، وأصبحنا وأمسينا. في بيت جالا روح المحبة والعشرة والعائلة تجمعنا. بيننا ركعةٌ وسجودٌ، ومسبحةٌ ورديةٌ وشموعٌ، وتراتيلٌ، وضحكاتٌ ودمعات. أي بيننا خبزٌ و ملحٌ و محبة.

إلهي، زوبعةٌ من الحياة تأخذني من جاذبية الأرض لترميني في حرم جاذبيتك، كلك حنانٌ وكلي حنين، وأمامك أنحني انحناءة السنبلة الملأة أمام شمس الصيف التي أنضجتها. فلك الهي كل الشكر.

أبي، الشموخ والكبرياء، حالةٌ أبويةٌ خاصةٌ جدًا، إنك العمق عندما تخيم الضحالة على المكان، معك أحلّق دائمًا للأعلى، عندما أنظر اليك أزهر من جديد، فدعني أن أريك مسبحتك التي قدمتها لي قبل سفري الاول الى السيمينير فكانت كالزوادة للمسافر. شكراً أبي.

أمي، يد الله الرائعة، أماني واطمئناني، قوس قزحٍ ينير في داخلي، في لحظات ضعفي تحتضنيني فأشعر حينها بأن نجمةً متوهجةً قد غادرت غرفتها في السماء وأنارت قلبي. شكراً أمي. اخوتي وعائلاتهم؛ كنار وناصر وفارس، سليمان وديالا ونايا ولين، مالك وتماره وسيلينا، سليمان ومنار، معكم يتقدم بي العمر نحو الحياة، حملتوني على أجنحتكم فعرفت كم هي واسعةٌ الحرية، سندي وعزوتي وفرحي، شكراً اخوتي.

سيمينير بيت جالا ممثلاً بقدس الأب جمال خضر، علمتني أيها المعهد أن أكون كالحبق الذي يفوح عطره عندما تهزه الرياح، وأن أنتصر على ذاتي، وأن أسكب عمري الماضي والحاضر والآتي ليذوب قربانًا على هياكل الرب. شكراً بيتي الكبير ومعلمي أبونا جمال، وأبونا سامر، وأبونا عيسى، وأبونا أديب، وراهبات المعهد راهبات الكلمة المتجسد.

مرشدي أبونا حنا سالم، كنت حضارة الكلمة وسط حضور الغوغاء في داخلي، الذراع التي تمتد لتحمي، العقل الذي يفكر ليصون، والقلب الذي ينبض ليغفر، منارتي التي اهتدت بها سفينتي، شكراً أبونا حنا.

اخوتي في الاكليريكية الصغرى والاكليريكية الكبرى، أنتم أجمل سنوات العمر، وأجمل الذكريات، وطيب المعشر، معكم كان حديث القلب للقلب، فنحن فروع الكرمة الواحدة، فشكراً لكل لحظةٍ كنا فيها معاً ولكل جهدٍ قدمتموه لظهور هذا العرس الكهنوتي بأفضل صورة، طالبًا من الله نحتفل سويةً على هياكله.

بلدتي الفحيص ممثلةً بقدس الأب عماد علامات والأب سلام حداد، والأخت سيسيل حجازين والأخت كلوديت، وشبيبة قلب مريم الطاهر وسيدات الأخوية، والكورال وتحديدًا تماره غطاس وميرة سميرات ورياض زيادة، وجميع فعاليات الرعية وكشافة الفحيص. طوقتم عنقي بمحبتكم وسعيكم ليكون هذا الحدث مميزًا وخاصًا بكل تفاصيله. شكراً رعيتي الحبيبة.

أثمن عاليًا حضور الكهنة من العائلة الكاثوليكية والأرثوذكسية، فهذا الحضور الشرقي غالٍ جدًا على قلوبنا ويزيد احتفالاتنا بهاءً وجمالاً.

الحصن، خبرةٌ كانت حديثةٌ في عمرها، قديمةٌ في التقاءاتها، هي مدينةٌ دائمة الاشراق، هناك لا تسأل الناس عن أحوالهم، فهم يصنعون أيامهم، ليسوا ممن تتحكم بهم الأيام، لذلك هم في كل يومٍ أكثر عمقًا وعطاءً وسعادةً من أمس، هكذا علمتني الحصن، أن أعيش انسانيتي ببساطتها وتلقائيتها، كل الحب أبونا فراس نصراوين أيها الصديق والراعي والأخ والمعلم.