فقال لها الملاك: "السلام عليك يا ممتلئة نعمة الرب معك". صارت هذه التحية والمعروفة بـ"السلام الملائكي"، أشهر صلاة ودعاء مريمي على لسان الكنيسة منذ القرون الأولى. إنها صلاة إنجيلية تعيد بها الكنيسة سلام الملاك جبرائيل على مريم العذراء مبشرًا إياها بأن الله إختارها لتكون أم الكلمة الأزلي سيدنا يسوع المسيح له المجد.

في القسم الأول من الصلاة أضافت الكنيسة على تحية البشير السماوي: "مباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك"، وهي كلمات القديسة اليصابات التي امتلأت من الروح القدس وهتفت بها مرحبّة بالعذراء عند زيارتها لها.

أما القسم الثاني من الصلاة" يا قديسة مريم يا والدة الله، صلي لأجلنا نحن الخطأة" فهو دعاء تمت إضافته عفويًا على لسان الأبناء المستنجدين بالأم السماوية في كل الأوقات، وبخاصة في أزمنة الشدّة والحروب والأمراض. وفي القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وبسبب الطاعون الذي اجتاح أوروبا أكثر من مرة، أضاف الشعب المتألم والمهدد بالموت كلمات: "الآن وفي ساعة موتنا".

وفي هذه الأيام، يتصاعد هذا الدعاء الحار من قلوب الشعب المؤمن والمُحب راجيًا من الأم البتول والحنون أن تشفع بما لها من منزلة لدى ابنها مخلص العالم أن يرحمنا ويعطف علينا.

فلنردد برجاء وإكرام:

السلام عليك، يا أم المسيح المعظمة،

السلام عليك، يا أم الرحمة

السلام عليك، يا حياتنا وحلاوتنا ورجاءنا،

نصرخ إليك من وادي الدموع،

فميلي إلينا بنظرك الحنون،

السلام عليك،

والسلام منك،

يا أمنا المباركة